تتعرض الديدان في الفضاء لتغيرات جينية تجعلها أطول عمرا من أبناء عمومتها المقيمة على الأرض، حسبما خلصت أبحاث. وأرسل العلماء مجموعة من الديدان الأسطوانية إلى المحطة الفضائية الدولية، ثم أعادوها مجددا إلى الأرض لدراسة ما طرأ عليها من تغير. موضوعات ذات صلةعلوم وتكنولوجياووجد الباحثون نشاطا أقل لدى خمسة من جينات الديدان وهي الجينات ذاتها التي أدى وقف نشاطها في الديدان بالأرض إلى تمتعها بعمر أطول. ونشرت نتائج البحث في مجلة "ساينتفيك ريبورتس". الربداء الرشيقة"وهذا النوع من الديدان الخيطية المسمى ب "الربداء الرشيقة" من أكثر الكائنات تعرضا للدراسة. وتُحَمَّلُ هذه الديدان على متن المركبات الفضائية بصورة روتينية لدراسة وظائفها الحيوية باعتبارها كائنا غير معقد. ويعتبر العلماء نتائج تلك الدراسات مؤشرا للتغيرات التي يمكن أن يواجهها رواد الفضاء. ومما أثار دهشة العلماء أن الديدان كانت الكائن الوحيد الناجي من كارثة مكوك كولومبيا عام 2003. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تتبع الخريطة الجينية لكائن متعدد الخلايا حيث يأمل العلماء معرفة التأثيرات التي تحدثها رحلات الفضاء في جينيوم الديدان. وأخضع ناتانيل زيوزيك من جامعة نوتنغهام وفريق البحث المؤلف من عدد من الجامعات اليابانية الديدان لفحوصاتهم فور وصولها من رحلة دامت أحد عشر يوما في المحطة الفضائية الدولية التي وصلت إليها على متن مكوك فضائي، ثم خضعت للتجميد الفوري بمجرد وصولها للأرض. تجميدواحتُفِظ بمجموعة أخرى من الديدان على الأرض وجُمِّدت في اللحظة ذاتها. يذكر أن عمر الدودة يتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ولهذا فإن عمرها كان يعتبر متقدما للغاية لحظة تجميدها. ووجد العلماء أن عضلات الديدان القادمة توا من الفضاء باتت محتوية على عدد أقل من مجموعات البولي جلوتامين والبروتين والبروتينات المتشابكة التي من المعتاد أن تتراكم في عضلا الحيوانات المتقدمة في العمر. ولاحظ العلماء أيضا توقف نشاط خمسة من الجينات لدى الديدان مقارنة بمثيلتها على الأرض. وهذه الجينات مسؤولة عن إرسال الإشارات للنظام العصبي ونظام التمثيل الغذائي، ومن بين الجينات واحد يشبه التركيب الكيمائي للإنسولين اكتشف عام 2003 وأثبت أنه يؤدي إلى زيادة كبيرة في عمر هذا النوع من الدود. عملية التمثيل الغذائيوقال الدكتور زيوزيك "تشارك هذه الجينات في الطريقة التي تشعر من خلالها الدودة بالبيئة المحيطة بها وتحدث الإشارات أيضا تغيرا في عملية التمثيل الغذائي بهدف التكيف مع تلك البيئة". وأردف "إن معظمنا يعلم أن العضلات تميل إلى الانكماش في الفضاء. وتشير هذه النتائج الحديثة إلى أن هذا ليس مرضا وإنما هو يعود، بصورة شبه مؤكدة، إلى اتجاه أجسامنا للتكيف". وأوضح أن هذه النتائج تشير إلى أن الرحلات الفضائية تبطئ من معدلات ظهور علامات التقدم في السن.