طالب عدد من الصحافيين اللبنانيين الفنان فضل شاكر، بإعلان تبرئه من الحساب الذي يحمل اسمه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذا كان فعلاً لا يمت إليه بصلة، بسبب ما ينشر في الصفحة نقلاً عنه، من شتائم وتكفير لكل من يخالفه الرأي سياسياً ودينياُ، فضلاً عن تحقيره لرجال دين بنشره صوراً مسيئة مع تعليقات مهينة. فالفنان الذي خرج في تظاهرة مناهضة للنظام السوري قبل أسابيع، وأطلق شتائم أمام الكاميرا بحق النظام ومؤيديه، يستخدم في الصفحة التي يؤكد مقربون منه أنها تخصه، تعابير لا تقل قسوة، وتتضمن تحريضاً طائفياً علنياً. وقد بدأ صحافيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشن حملة على الفنان، الذي يتبعه أكثر من 50 ألف على "تويتر"، وطالبوا النيابة العامة بالتحرك للجم التحريض على العنف، الذي يتبعه الفنان في تغريداته، وهو ما يحاسب عليه القضاء اللبناني بالسجن، حتى في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سبق أن سجن شبان لبنانيون قبل سنة، بتهمة القدح والذم بحق رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ويبدو موقف الفنان غريباً، إذ يرى البعض أنه كان بإمكانه الترويج لمبادئه ومعتقداته بالحوار لا بالشتائم، فضلاً عن أن إكثاره من الأحاديث الدينية والأدعية والمواعظ المتزامنة مع الشتائم، يسيء إلى صورته كفنان يبدو اليوم ضائع الهوية، بين مطرب يغني في الملاهي الليلية ويؤكد باستمرار أنه سيعتزل، وبين رجل سلفي تكفيري متشدد، يعتبر أنّ كل من يخالفه الرأي عدواً يجب محاربته. جمال فياض الذي تربطه علاقة صداقة بفضل والذي سبق أن وزع بياناً صحافياً يوضح فيه موقف فضل من الاتهام الذي ساقته بحقه وسائل إعلام اتهمته بنقل الأسلحة إلى بيروت، سألناه عن رأيه في التحريض الذي يمارسه فضل عبر صفحته فأكّد أنّه يسهل انتحال أية شخصية عبر موقع "تويتر"، لكنه دعا فضل في حال كان الحساب له إلى العودة إلى المنطق في مناقشة هذه الأمور الحساسة، وإلى تحكيم ضميره، خصوصاً في مسألة التحريض الطائفي الذي يقوده متسائلاً "ألا تدرك يا فضل أن بعض من تحرّض عليهم هم جمهور لك؟". فياض الذي تلقى اتصالاً من فضل بعيد مشاركته في الاعتصام الشهير في وسط بيروت، نفى خلاله أن يكون قد نقل سلاحاً في سيارته، قال ممازحاً "كيف لفضل أن يشتمنا ويعاود الاتصال بنا؟". بدوره، أكّد متعهد الحفلات عماد قانصو الذي كان صديقاً مقرباً للفنان، قبل أن تباعد السياسة بينهما، أنّ لا تواصل مع فضل المقيم حالياً في قطر، وقال: لقد مللت لكثرة ما سألني الناس عن فضل، لا يوجد أي تواصل بيننا وهو حالياً مقيم في قطر، وقد اتصلت بأخوته لأستوضح منهم ما إذا كان الحساب له فعلاً، أو أنّ ثمة من انتحل شخصيته، فوعدوني بأنهم سيتصلون به ويعاودون الاتصال بي وما زلت أنتظر". ويتابع عماد "لم أعد أريد الحديث عن فضل، علاقتي به انقطعت منذ أن بدأ يشتم برموز أقدّرها وأحترمها، هو اليوم يجلس داخل منزله في قطر ولا يغادر غرفته إطلاقاً كما قيل لي". ويقول بحسرة "أقول لفضل الفن أعطاك الكثير ولا يجوز أن تبادله بهذه الطريقة". وختم بالقول "الله يهيديه".