وصفت جبهة الإبداع المصرية وهي تجمع لمثقفين وفنانين منع عرض فيلم إيراني حائز على عدة جوائز أحدثها الأوسكار في جامعة القاهرة الخميس الماضي بأنه مأساة وطالبت إدارة الجامعة بعدم محاباة المتشددين. وكان طلاب يمثلون توجهات إسلامية اعترضوا على عرض الفيلم بدعوى 'نشر الفكر الشيعي'. وحصل فيلم (انفصال نادر وسيمين) من مهرجان أبوظبي السينمائي في أكتوبر 2011 على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقدرها 50 ألف دولار لمخرجه أصغر فرهادي. ونال الفيلم أيضا جائزة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار الشهر الماضي. وقالت جبهة الإبداع -التي تشكلت من مثقفين وفنانين بعد حصول أحزاب إسلامية على أغلبية مقاعد البرلمان- في بيان اليوم الثلاثاء إنه 'من العبث وإهدار الطاقة' مناقشة دور السينما والفنون في تنمية الفكر والذوق الابداعي في مصر التي كانت السينما في مقدمة مصادر الدخل بها قبل أكثر من 60 عاما. وأضاف البيان أن 'المأساة' تتمثل في الحديث عن منع فيلم حصل على جوائز أحدثها الأوسكار وأن 'المفارقة أنه فيلم إيراني مما يعني استحالة وجود ما يخدش الحياء' حيث لا يسمح في السينما الإيرانية بامرأة تكشف شعرها أو بالتلامس بين الجنسين. وتساءل البيان 'لهذه الدرجة وصلت التيارات المتطرفة في جامعاتنا.. أن تنشر الظلام هناك حيث ينبغي أن يولد النور' داعيا المسؤولين في جامعة القاهرة لإعادة النظر 'في المحاباة والتزلف الذي يمارسونه للجماعات المتطرفة... التي تمنع العروض الفنية والندوات الفكرية في الجامعات وتمارس سلطة أقرب لسلطة الميليشيات منها لحركة طلابية'. كما حث البيان الطلاب الذين تسببوا في منع عرض الفيلم على تذكر 'أن صوتهم قد خرج من رحم ثورة نادت بالحرية.. فعار عليهم أن يكبتوا تلك الحرية' في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام الرئيس السابق حسنى مبارك في فبراير 2011.