نجح طاقم طبي جزائري في إجراء عملية جراحية تُعَد الأولى من نوعها في إفريقيا، خاصة بزراعة قوقعة أذن إليكترونية لشاب يبلغ من العمر 25 عاما. وشهد قسم الأذن والأنف والحنجرة في المستشفى الجامعي فرانس فانون في البليدة (100 كيلومتر غرب الجزائر العاصمة)، مساء الأحد نجاح عملية جراحية خاصة بزراعة قوقعة الأذن الإليكترونية. وتعد هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية. وقد ساهم في العملية جراحون أجانب أشرفوا على العمل المهم الذي أجراه الأطباء والجراحون الجزائريون. وتأتي هذه العملية بعد تلك التي أجريت السنة الماضية التي تعلقت باستئصال ورم وزرع قوقعة أذن لمريض كان فقد حاسة السمع منذ أكثر من 14 سنة، وهو ما سيخفف أعباء التنقل على المرضى إلى الخارج. وأوضح رئيس مصلحة طب الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى فرانس فانون روس يحيا؛ أن هذا النوع من العمليات يندرج في إطار جراحة أورام الأذن الباطنية. وأضاف: ويعد جزءًا من التكنولوجيا المتطورة، هذا فضلاً عن كونه يفتح آفاقًا جديدة للمرضى الذين كانت تستدعي حالتهم في السابق السفر إلى الخارج. وكان المريض يستفيد في السابق من علاج جزئي مع استمرار خطر فقدان السمع. وتمكن 75 مريضا من الاستفادة من هذا النوع من الجراحة منذ إدراج هذه التقنية الجراحية على مستوى مصلحة طب الأذن والأنف والحنجرة بالبليدة منذ سنتين ونصف. وكانت هذه الجراحة التي تخص الأورام السمعية تؤدي في السابق إلى وفاة المرضى في ظل عجز كبير مسجل في طب الأعصاب من فقدان البصر والسمع و غيره. وتقدر تكاليف هذه العملية التي تدوم نحو أربع ساعات ب2.5 مليون دينار أي ما يعادل 25 ألف دولار أميركي تقريبا. وتعد زراعة قوقعة الأذن الإلكترونية الحل المثالي لعلاج فقدان السمع، وهي ما تمكن المريض، بعد تدريب وإخضاع للتمارين، من الاعتماد على سمعه اعتمادًا عاديًّا. والقوقعة الإلكترونية جهاز إليكتروني مصمم لالتقاط الأصوات وفهم الكلام المحيط بالأشخاص الذين يعانون فقد السمع الحسي العصبي. وضعف السمع لدى هؤلاء الأشخاص عادةً ما يكون شديدًا إلى متناهٍ أو عميق الدرجة في كلتا الأذنين. ويتكون جهاز القوقعة الإليكترونية من جزأين رئيسيين: جزء داخلي وجزء خارجي. الجزء الداخلي يزرع في الأذن بعملية جراحية في الرأس خلف الأذن ولا يظهر بالخارج. أما الجزء الخارجي فيشتمل على ميكروفون ومعالج كلام وقطعة رأس يمكن تركيبها وفصلها عن الرأس بسهولة. وتعتمد طريقة عمل جهاز القوقعة الإليكترونية على التقاط الأصوات والكلام عبر الميكروفون ثم معالجتها عبر معالج الكلام وإرسالها إلى الجهاز المزروع داخل الأذن في الجلد حيث تبرمج ثم تنقل هذه الإشارات المبرمجة إلى مصفوفة الأقطاب المزروعة داخل قوقعة الأذن التي تثير بدورها العصب السمعي فيرسل هذه الإشارات إلى المخ الذي يستقبلها أصواتًا