حذر المتحدث الرسمي لدى شرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق من إعلاناتٍ تنتشر في البريد الإلكتروني عن مفقودين، أو تلك التي تحمل أرقام حسابات للتبرع. وشدد في حديثه إلى «الحياة» على أهمية عدم التفاعل مع الإعلانات غير الموثقة من مصادر رسمية، في ما يخص أمور التبرعات أو أرقام الحسابات أو غيرها من الإعلانات والأخبار، داعياً الجميع إلى التأكد قبل أي مبادرة، خصوصاً أن هناك من يتخذ من البريد الإلكتروني وسيلةً للنصب والاحتيال. وأكد على ضرورة الرجوع إلى الشرطة والجهات المسؤولة للتأكد من مثل هذه الأخبار، خصوصاً الأمور الجنائية التي من شأنها أن تثير الهلع والذعر بين المواطنين والمقيمين. وحول ما إذا كانت هذه الإعلانات قد تؤثر على الجهود الأمنية، خصوصاً أن منها ما يتم تبادله منذ فترة طويلة، أوضح البوق أن النشر عن مثل هذه الأمور من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام، بحيث إن عليها مسؤولية التأكد مما يتم تبادله في هذه الإعلانات ونشره وتوضيحه للناس بصورة صحيحة، وأن بعضها أمور جنائية هي من اختصاصهم كجهة أمنية من خلال وحدة البحث الجنائي المكلفة بمهمات المراقبة والمتابعة، غير أن المتحدث الرسمي لشرطة جدة ثمن جهود المواطنين في نشر مثل هذه الإعلانات، موضحاً أن هذا الأمر يعزز قضية الشرطة المجتمعية بأن يكون المواطن شريكاً مع رجل الأمن. في حين تمتلئ صناديق البريد الإلكتروني بين الفينة والأخرى بإعلانات فقدان الأطفال، يضع فيها المرسلون أوصاف مفقوديهم وصورهم الشخصية، ويطلبون المساعدة في البحث عنه، مع أخذ الأيمان والعهود على مستلميها بتمريرها إلى غيرهم وعدم إهمالها. خالد العتيبي هو أحد الذين وصلتهم رسالة بريد إلكتروني تحمل إعلاناً عن فقد أحد المواطنين لابنه يطالب بالبحث عنهم، وكان الإعلان يحمل رقم هاتف والد الطفل، فبادر بالاتصال به لتكون المفاجأة أن الابن يتقلب في أحضان والديه، حتى إن فترة فقده لم تتجاوز ساعة واحدة !. بينما تذكر هند الحربي أنها قامت بمراسلة من أطلق عليها بأم طفلين مفقودين، إذ وصل إلى بريدها الإلكتروني إعلان ممهور في نهايته بريد ذكر أنه بريد والدة الطفلين، لتتأكد من أن البريد ما زال حديثاً وليس متداولاً منذ فترة طويلة، إلا أنها لم تتلق رداً من ذلك البريد حتى الآن. من جهة أخرى، عزت الباحثة الاجتماعية مها محمد أسباب استمرار تناقل وتبادل مثل هذه الرسائل إلى الطيبة وحب الخير لدى الكثير من الناس، خصوصاً إذا ذيلت الرسالة بعبارة انشر تؤجر، أو أستحلفكم بالله أو لن يكلفكم ذلك شيئاً، أو وضعت بعنوان «عاجل». ونبهت مها على أنه يجب على كل من أراد الإسهام الحقيقي في مد يد العون للآخرين أن يتأكد بنفسه مما يحويه البريد، ذلك لأنه في الغالب يحوي أرقاماً مفصولة أو مقطوعة عن الخدمة أو أنها مغلقة بشكل دائم، مستشهدةً برسالتي بريد إلكتروني وهاتف خليوي وصلتا إليها قبل عامين تحويان دعوة لمن يعرف شخصاً فقيراً لم يحج بأن يسجل في حملة الهلال الأحمر، يطالب فيها المرسلان بإعادة نشر الرسالة، وعندما أراد مستقبلو هذا النوع من الرسائل التأكد من الجهة المسؤولة، قيل لهم إن الإعلان قديم، فيما تشير إلى أن الإعلان ذاته بالصيغة نفسها قد وصلها قبل أشهر قليلة. وأضافت: «يجب أن ننظر إلى ما يرسل إلينا بموضعية ، وعدم المسارعة في نشره إذا كان لا يحتمل الصحة أو التأخير ، فمن المعروف أن الأمور العاجلة كالبحث عن الأطفال لن تنتظر نتائج تبادل رسائل البريد، وكذا الأمور الصحية كإسعاف الدم، فلا بد من التأكد أن المريض الذي تتداول حالته عبر البريد الإلكتروني ما زال بحاجة إلى ما تم طلبه له» .