دعا زعماء حزب العمال وقادة وطنيون في نيوزيلندا إلى تغليب التسامح الديني والثقافي في أعقاب اتخاذ إجراءات ضد سائقي باصين أنزل أحدهما مبتعثة سعودية من الباص لمجرد أنها تغطي وجهها ب«الحجاب»، فيما تصرف الثاني بشكل مماثل مع سعودية محجبة. وقال المدير العام لشركة باصات نيوزيلندا جون كالدر لصحيفة «نيوزيلند هيرالد» أول من أمس إن السائقين عوقبا بإنذار نهائي وفرض عليهما حضور جلسات مع خبراء استشاريين لمناصحتهما في شأن التسامح الديني. وذكرت الصحيفة ان أحد السائقين قام بعد إكمال برنامج النصح بزيارة لأحد مساجد أوكلاند وتقدم باعتذار إلى المسلمة التي أنزلها من باصه، فيما لا يزال الثاني يخضع للبرنامج الاستشاري. وكانت القنصلية السعودية في نيوزيلندا تقدمت بشكوى إلى الحكومة النيوزيلندية احتجاجاً على ما تعرضت له المواطنتان السعوديتان اللتان ترك سائق الباص إحداهما باكية في الشارع بعد قراره عدم إركابها على متن الباص. وقال كالدر إن سلوك السائقين ينم عن «رهُاَب من الحجاب» ليس له ما يبرره. لكن رئيس اتحاد جمعيات مسلمي نيوزيلندا أنور عبدالغني ذكر لصحيفة «دومنيون بوست» النيوزيلندية أنه على رغم القلق الذي أثارته الحادثتان، إلا انهما تبدوان معزولتين. وأشارت وزيرة الشؤون العرقية النيوزيلندية هيكيا باراتا إلى أن قوانين الحرية الدينية في بلادها واضحة جداً. وقالت إن نيوزيلندا أضحت بلداً متعدد الثقافات، ما يحتم التسامح وتقديم تنازلات.