لم يكد ينتهي الحادث البسيط الذي تسبب في سقوط 18 مقعدا في مدرج السيرك بمهرجان "الوفاء" بسيهات ولم يُخلّف أية إصابة تُذكر، حتى طاردته شائعات مخلفة صوراً كاريكاتورية لا علاقة لها بالواقع، تضمنت ولادة سيدة حامل وسط السيرك، وهروب لبؤة العرض من المكان، وانتهت بكارثة سقوط السيرك على من فيه..! وما بين سقوط المقاعد والولادة، حُشر أهل البيت في القصة، عبر شائعة ادعت أن سبب سقوط المقاعد، هو أن المهرجان أقيم، بين فعالياته التراثية، حفل زفاف العروس صوريّاً في ليلة سبقت ليلة ذكرى وفاة أحد الأئمة. ومن إشاعة إلى إشاعة أخرى؛ تسلّى سكان محافظة القطيف، منذ مساء أول من أمس، في التهكم على رواة روّجوا استنتاجات لا علاقة لها بحادث يُمكن أن يحدث في أي مكان. ومن بين الإشاعات أن سيدة من مدينة سيهات رأت في المنام مخيّم السيرك يحترق ويموت كل من فيه، بما فيهم الحيوانات الأليفة والمفترسة. ولم توفّر الشائعات حيوانات السيرك؛ فقد سرت قصة محبوكة حول هروب اللبؤة واعتدائها على 750 من جمهور المهرجان. بدوره استغرب المشرف العام على المهرجان المهندس حسين آل عباس سريان شائعات لا صلة لها بما حدث في السيرك مساء أول من أمس، مبيناً أن ما حدث هو سقوط 18 مقعداً من مدرجات السيرك الآسيوي، وأسفر عن إصابة طفلين إصابات طفيفة، وتلقّى أحد الطفلين العلاج في أحد المستوصفات فيما تلقى الآخر علاجه على أرض المهرجان مباشرة. وأكد آل عباس أن اللجنة المنظمة قررت إيقاف عروض السيرك مؤقتاً لمزيد من الإجراءات الاحتياطية على أن يتم استئناف العروض مساء أمس. من جانبه، قدم رئيس اللجنة العليا للمهرجان ورئيس جمعية سيهات عبدالرؤوف المطرود شكره لأمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد على متابعته وحرصه على سلامة المواطنين، وقال إن حضور الدفاع المدني كان للتأكد من سلامة الزوار واستقرار الوضع في خيمة السيرك والمهرجان، وقام بالإشراف على تفكيك المدرجات وإعادة تركيبها لضمان سلامة الزوار ومرتادي السيرك، مضيفاً كان تفاعل الأطفال في السيرك قد دفعهم للوقوف على الكراسي على الرغم من أن المنظمين حذروا من خطورة ذلك، وكان من المقرر أن تتواصل العروض الأخرى ولكن حرص المنظمين على التأكد من استقرار الوضع كان سببًا في تأجيل العروض. وشكر المطرود الدفاع المدني والشرطة على تفاعلهم في سبيل المحافظة على الأمن والسلامة والاستقرار في أرجاء المهرجان.