مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة أحد المشاريع التنموية التي اعتمدت في عهد الملك خالد رحمة الله في عام 1399ه بميزانية بلغت مليار ريال إلا أنه حتى هذه اللحظة ليس بإستطاعة سكان المدنية الاستفادة واستخدام خدمات الطريق كونه لم يرى النور حتى الآن. مما أثر على الحركة المرورية في مدينة بريدة العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم و التي تشهد تطورات يومية في التكتل السكاني و الحركة المرورية من كافة محافظات المنطقة بالإضافة إلى المناطق المجاورة. و باتت عاجزة عن استيعاب ما يرد إليها بسبب محدودية طرقها الهيكلية الرئيسية المكتملة التنفيذ. و تعثر تنفيذ مشاريع الطرق الكبرى فيها و التي تقع تحت مسئولية وزارة النقل و أهمها مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة و الذي يعول عليه أهالي مدينة بريدة الكثير و أعتمد بإفتراض وجودة على تصاميم الطرق الحالية و قدرتها الاستيعابية . إلا أن عدم جاهزيته حتى الآن تسبب من مضاعفة الإختناق المروري في المدينة و عدم قدر شبكة طرقها الرئيسية على مجارة النهضة و التنمية التي تشهدها المدينة في مشاريعها التنموية الأخرى. الأمر الذي رسم صورة غير مكتملة للخطط التنموية التي ترسمها الدولة أيدها الله لهذه المدينة التي يسكنها أكثر من 700 ألف نسمة بالإضافة إلى الآلاف الذين يقصدونها يوميا من المحافظات والقرى المجاورة. و من جهته أوضح الأستاذ سليمان بن عبدالعزيز المحيميد أحد مواطني مدينة بريدة و المتابعين لمشاريع المدينة ، أن مشروع الدائري الداخلي الذي أعتمد عام 1399ه تحول بعد تداولات إلى مشروع دائري خارجي للمدينة ، ولأمر ما في وزارة النقل تمت توسعة نطاق الدائري من داخلي لمدينة بريدة إلى دائري أكبر وأوسع لكي يشمل مدينة بريدة ومحافظة عنيزة و صرفت المبالغ المعتمدة لمشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة و البالغة مليار ريال في مشروع الدائري الخارجي بالإضافة إلى أجزاء لدائري محافظة عنيزة من الإعتمادات المالية ذاتها. الأمر الذي أثر بشكل واضح على إكتمال مشروع دائري مدينة بريدة الداخلي. وأضاف أن مطالبات أهالي مدينة بريدة عاودت الظهور عام 1404ه لإعادة مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة و التي ذهبت إعتماداتها إلى مشاريع أخرى لا تخدم مدينة بريدة . و دعمت أمارة المنطقة و بلدية بريدة في ذلك الوقت تلك المطالبات لوزارة النقل نظراً لأهميتها القصوى. و أسهمت تلك المطالبات من إعادة الحياة لمشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة. حيث أعتمدت وزارة النقل في عام 1425ه بعد مطالبات مكثفة من الأهالي و الجهات الرسمية 50 مليون ريال على أن لا تتولى وزارة النقل مهام التنفيذ و أخلت مسئوليتها من هذه المهمة. و أضاف المحيميد أن تهرب وزارة النقل عن مهمتها الأساسية في تنفيذ الطريق الذي يقع في دائرة إختصاصاتها دفع بأمانة القصيم و مجلسها البلدي آنذاك بالمبادرة و تنفيذ الضلع الغربي من مشروع الدائري الداخلي وفق المبالغ المالية المعتمدة حتى توقف من جهة الجنوب في حي البصيرية (ثلاجة المنجم) . مما جعل مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة أمراً واقعاً على وزارة النقل كونه ولد بشكل مشوهه و لا يمكن أن يرى النور بإمكانيات بلدية محدودة بالإضافة إلى وقوف وزارة النقل لهذا المشروع أثناء تقاطعه مع الطرق التابعة لها. و تابع المحيميد كشف حكاية الدائري الداخلي لمدينة بريدة قائلاً: ظهور معالم من الضلع الغربي للمشروع سبب حرجاً لوزارة النقل مما دعاها للإعتراف به مجدداً و الموافقة على تولي مهام تنفيذه أيضاً. و أعتمد له في موازنة عام 1427-1428ه قرابة 250 مليون ريال و كان من ضمنها محول السالمية بقيمة 73 مليون ريال و يمثل جزء من ضلع الطريق الجنوبي و لا يزال يعاني من بطء في التنفيذ و لم يكتمل تنفيذه حتى هذا اليوم. و أيضاً كان من ضمن الإعتمادات المالية في موازنة عام 1427-1428ه تقاطع الطريق مع طريق الملك فيصل و الذي لم يتم البدء في تنفيذه حتى الآن. و خلص المحيميد إلى أن الإهمال الذي يشهده مشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة من قبل وزارة النقل عبر البطء في التنفيذ و عمليات ترحيل إعتماداته المالية من عام إلى آخر يساهم في تفاقم المشكلة المرورية التي تشهدها شبكة طرق مدينة بريدة في الوقت الحالي. لا سيما و أن المشروع بات يحظى بدعم كبير من الدولة أيدها الله لما له من أهمية قصوى في تجاوز الكثير من الإختناقات و إيجاد خيارات نقل مجدية و تحقيقاً لتوجهات الدولة في تنمية و تطوير البنى التحتية بما يكفل الراحة للمواطن. و أختتم المحيميد ذلك بنداء مباشر إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم و صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم إلى وقفة حازمة أمام هذا التأخر في تنفيذ المشاريع التنموية و الهامة و التي يدفع ضريبتها المواطن و زائر المدينة. مؤكداً أن مواقف سموه الكريم وسمو نائبه في متابعة المشاريع شاهدة على حرصهما الكبير لإنجازها كونها تتماشى مع خطط و دعم الدولة أيدها الله. و أكد أن المأمول من وكالة وزارة النقل لشئون الطرق بقيادة المهندس علي بن عبدالله النعيم أن تعيد تصالحها مع مشاريع مدينة بريدة. الأستاذ سليمان بن عبدالعزيز المحيميد