يحاول الاتحاد الاوروبي تكريه المدخنين بالسجائر بأكبر قدر ممكن ووفق الاقتراحات التي كشفتها الصحافة الالمانية، فانه من المتوقع ان يتم تخصيص حوالى ثلاثة ارباع حجم علبة السجائر للشعارات التحذيرية، او الصور المقززة التي تحذر من مضار التدخين. ويشعر المنتجون بالرعب من هكذا اجراءات، لانها ستزيل الفوارق بين الماركات المختلفة وفق رأيهم. ومن المتوقع ان يستمر نقاش كبير حول الشكل النهائي لعلب السجائر، الذي سيشهد بجميع الاحوال اكبر تغيير له خلال عشرة الأعوام الاخيرة، وكما هو معلوم، فان اشكال علب السجائر قد حافظت على نمط معين وثابت منذ عام 2003، في كثير من الدول، لا سيما في ما يخص المعلومات الالزامية المفترض توافرها على العلبة، وتحتل التحذيرات مثل «التدخين يضر بالصحة» حوالى %30 من مساحة احدى الجوانب، و%40 من مساحة الجانب الآخر. ووفق صحيفة دي فيلت الالمانية بالاضافة إلى النقاش الدائر في بروكسل، فإن الشعارات التحذيرية الجديدة قد تحتل ثلاثة ارباع حجم العلبة، لكن ليس معروفا بعد ما اذا كانت الدوائر المعنية ستلزم المنتجين بوضع الصور المقززة التي تشير الى الامراض الناجمة عن التدخين، جدير بالذكر ان الاجراء الاخير الصادر عن الاتحاد الاوروبي خلال عام 2001 لا يلزم الشركات المعنية بوضع تلك الصور، بل يكتفي بابداء النصيحة بذلك، وبالفعل، فإن بعض دول اوروبا مثل بلجيكا، بريطانيا، فرنسا وايطاليا قد فرضت ذلك الاجراء منذ ذلك التاريخ. عُشر المساحة للإعلان «عندما يضاف الطابع وبعض العناصر الاخرى المحدد حجمها الى التحذير الصحي المذكور، فانه لن يبقى للمنتجين سوى عُشر المساحة على العلبة، لكي يتمكنوا من تحقيق حريتهم في انتاج الشكل» كما اشارت دي فيلت التي اضافت أن البعثة الاوروبية ستعد خلال خمسة اعوام اقتراحا آخر يؤدي لانجاز علبة «موحدة بالكامل». واذا تم ذلك فعلا، فان الاختلافات الشكلية القائمة بين الماركات المختلفة حاليا ستنخفض الى اقل درجة، اما الخاسر في هذه الحالة، فستكون السجائر الاغلى مثل مارلبورو التي ينتجها فيليب موريس، بالاضافة إلى ماركات مثل دافيدوف وكاميل التي تعتمد غالباً على تصميم العلب. ووفق المنتجين الكبار الذين قلما يتوافق بعضهم مع بعض، فإن هذه الاجراءات وغيرها ستؤدي بالدرجة الاساسية إلى ارتفاع حجم التجارة غير الشرعية، بعكس ذلك فإن المسؤولين الاوروبيين يثقون بأن تساهم هذه الاجراءات الجديدة بتكريه بعض المدخنين في عادتهم السيئة. «الاختلاف في شكل التعليب هو اساسي، لتسهيل عملية اختيار الزبائن بين الماركات المختلفة، وفي الوقت نفسه فهي وسيلة رئيسية لتطوير قيمة ماركاتنا وتجديدها» كما افادت دانيتسا سيراكوفا من شركة جي تي انترناشونال التي تنتج سجائر كاميل. الإمكانية الاخرى الجاري النقاش بشأنها ترتبط بمنع انتاج السجائر غير «العادية» في ما يخص الطعن والحجم، وهذا الاجراء سيطال على سبيل المثال السجائر التي يوجد فيها طعم النعناع، وغيرها من السجائر النحيفة الحجم.