اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، وصول شحنة الوقود الفنزويلية إلى سوريا بأنها "صفعة" في وجه الجهود الدولية الرامية لعزل الرئيس السوري "بشار الأسد" والضغط عليه من أجل التنحي، بعد توارد أخبار مؤكدة حول وصول شحنة وقود لدعم بشار الأسد. وقبل يوم واحد من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الذي صوت فيه المجلس بأغلبية ساحقة لإدانة الرئيس السوري لحملته الدموية على انتفاضة بلاده، يبدو أن الرئيس الفنزويلي "هوجو تشافيز" كان يطبق نوعا مختلفا جدا من الدبلوماسية على طريقته، على حد تعبير الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن سفينة مملوكة لشركة النفط الحكومية الفنزويلية أبحرت متجهة إلى ميناء بانياس بسوريا، والتقطت الأقمار الصناعية موقع الشحنة ورصدت تحركات السفينة، وأثبتت أن هذه السفينة تظهر للمرة الثانية في رحلتها إلى بانياس منذ ديسمبر الماضي وتحمل الوقود للمساعدة في دعم الرئيس "الأسد" المُحاصر، حسبما ذكرت الصحيفة. وأكدت الصحيفة أن الشحنة الفنزويلية تخفف من وطأة الجهود الدولية الرامية لعزل "الأسد" في إطار الضغط عليه للتنحي، ولكن "تشافيز" ليس غريبا عليه مثل هذا الجدل، على حد وصف الصحيفة، ففي الشهر الماضي لعب الرئيس الفنزويلي دور المضيف لحليف آخر في الشرق الأوسط وهو الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" وسخر من المزاعم الغربية بأن إيران تسعى لانتاج أسلحة نووية. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن شحنة الوقود الفنزويلية إلى سوريا قد تطغى على حملة إعادة انتخابات "تشافيز"، وأن هذه التحركات الاستفزازية تزيد من شعور الاستياء في فنزويلا من دبلوماسيته ناقلة النفط. وقال "جون باسكين"، الرئيس التنفيذي لشركة مقرها لندن تجمع بيانات الأقمار الصناعية والمعلومات الأخرى لتتبع تحركات السفن: "وصلت الشحنة الفنزويلية– نيجرا هيبوليتا- إلى الميناء السوري يوم 15 فبراير الجاري". وأضاف"باسكين": "غادرت الشحنة مجمع مصفاة النفط الفنزويلي في بورتو لا كروز يوم 25 يناير الماضي، وينتج مجمع بورتو لا كروز البنزين والديزل ووقود الطائرات ومكونات الوقود، وفقا لموقع شركة الوقود الحكومية –بتروليوس دي فنزويلا- والمعروفة باسم شركة النفط الوطنية الفنزويلية".