نفى القيادي السلفي المصري المثير للجدل المهندس- عبد المنعم الشحات، ما نسب إليه من تصريحات حول تحريمه لكرة القدم تعليقاً على ضحايا حادثة إستاد بورسعيد، والتي راح ضحيتها 74 قتيلاً في الأسبوع الماضي. وقال إن ما نسب إليه من تصريحات تم تحريفه، "فقد نقلت من محاضرات ألقيتها في عدة مساجد منذ الخميس والجمعة الماضيين، وما قلته حرفياً حول هذا الموضوع موجود ومسجل". وأضاف الشحات "لم أحرّم لعب الكرة، بل قلت (إن لعب الكرة جائز كنوع من التريض مثل السباحة والرماية وركوب الخيل)، لكن المحرّم عندي هو اتخاذ رياضة الكرة حرفة لاسيما مع إنفاق الأموال العامة عليها، وطالبت بأن تنفق هذه الأموال في ساحات ومراكز الشباب للنهوض بهم". وحول حكم من قتل في مباراة كرة القدم في بورسعيد قال عبد المنعم الشحات: "ما قلته حرفيًا أن هناك قاعدة فقهية تقول (ليس كل من قتل ظلمًا شهيد)، وهؤلاء الذين ماتوا في بورسعيد نستطيع أن نقول إنهم قتلوا ظلمًا لا أكثر ولا أقل". وأصر عبد المنعم الشحات في حديثه على عدم وصف ضحايا بورسعيد بأنهم شهداء مكتفيًا بقوله إنهم قُتلوا ظلمًا وليس كل من قتل ظلمًا شهيد. وقال "الشهيد مصطلح شرعي له أحوال محددة، وأنا لم أتعرض لقضية بورسعيد في المحاضرات التي ألقيتها في برنامج "مفاهيم" لا سلبًا ولا إيجابًا". وأكد الدكتور عبد المنعم الشحات "أن الشهيد هو شهيد المعركة ثم ألحق به في الشرع من مات بمرض مؤلم أو في غرق أو انهدم به بناء". وتابع "أما من ماتوا في بورسعيد فينطبق عليهم أنهم قتلوا ظلمًا". يذكر أن الدكتور عبد المنعم الشحات هو داعية سلفي شهير وقيادي بارز في حزب النور الذي جاء ثانيًا بعد حزب الحرية والعدالة (الإخوان) في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأثار حوله الكثير من الجدل في الفترة الماضية حينما وصف أدب نجيب محفوظ بأنه أدب دعارة. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية"، نقلت عنه أمس الثلاثاء، قوله في مؤتمر للدعوة السلفية بمسجد الفتح أمس الأول الاثنين بمدينة الإسكندرية، إن الرياضات الثلاث الوحيدة التي أحلها الإسلام هي: "الرماية والسباحة وركوب الخيل"، وفقًا لما تضمنه الأثر في هذا الشأن. مستطردًا أن "الذين لقوا مصرعهم من جماهير كرة القدم في إستاد بورسعيد ليسوا شهداء، إنما هم ماتوا في سبيل اللهو المحرم شرعًا"، مؤكدًا أن "كرة القدم حرام شرعًا، وأنها لعبة دخيلة على المسلمين ومستقاة من الغرب". وقال: "إن من ذهبوا إلى مباراة كرة القدم من الجماهير الذين لقوا مصرعهم لم يكونوا ذاهبين في سبيل الله، إنما في سبيل اللهو". وأضاف موضحًا كلامه: "واللهو هو الذي يُلهي عن عبادة الله". وواصل الشحات حسب الصحيفة قائلاً: "للأسف كرة القدم أصبح يطبق فيها نظام الاحتراف مثل الغرب تمامًا، حتى بات لاعبو كرة القدم يتقاضون أجورًا أكبر من العلماء الذين لا يجد الكثير منهم قوت يومه". مطالبًا بأن يتم تخصيص الأموال والميزانيات التي تصرف على لعبة كرة القدم على مسابقات تحفيظ القرآن الكريم. من جانبه قال الدكتور نصر فريد واصل- مفتى الجمهورية السابق، إن المشجع الذي كان يجلس في المدرجات ومسالمًا وفوجئ بمن ينقض عليه ويقتله هو شهيد، وكذلك من دافع عن نفسه ضد من يحاول قتله دون أن يبادر هو بالاعتداء عليه، وهو ما حدث تمامًا مع قتلى الأهلي في مذبحة بورسعيد. بينما اعتبر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر الدكتور محمد بديع، أن ضحايا مذبحة بورسعيد شهداء في أعلى الجنان بصحبة النبيين والشهداء والصالحين، ولا داعي لإثارة الجدل حول قضايا هامشية باعتبارهم شهداء أم غير شهداء، فقد قتلوا غيلة وغدرًا ولم يقدموا على قتل إخوانهم من مشجعي بورسعيد الذين أعلنوا براءتهم من دم مشجعي الأهلي، وأن الفاعل الرئيسي في تلك القضية هم البلطجية الذين تغض الحكومة الطرف عنهم، والذين يحركهم فلول الحزب الوطني البائد. ينما عارض كلام الشحات عدد من قيادات التيار السلفي بمصر، حيث قال الدكتور أبو حسام البخاري- المتحدث الرسمي باسم تيار الإسلام العام، إن قتلى مباراة الأهلي وبورسعيد شهداء باعتبار أنهم قتلوا وهم يدافعون عن أنفسهم، ولم يسعوا إلى قتل مشجعي بورسعيد، ودليل ذلك صغر أعمارهم فلم يتجاوز أغلبهم العشرين عامًا. واتفق معه على معارضة الشحات الدكتور خالد سعيد- المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، قائلا: "إن عدم وصفهم بالشهداء يعد تطاولاً على مفهوم الشهادة، وقال بعضهم مدعيًا إن قتلى الأهلي في مذبحة بورسعيد في النار استنادًا بالخطأ إلى حديث إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، وأن جماهير الأهلي المصري كانت حريصة على قتل جماهير المصري البورسعيدي". وقال سعيد "إن تلك التصريحات تعد تقليلاً من شأن شهداء الأهلي، ويكفي أن نرد على القائلين بعدم وصفهم بالشهادة بأنهم كانوا في مصيبة، والمصيبة تكفر الذنوب حتى وإن كان صاحب المصيبة عاصيًا". Dimofinf Player فيديو رابط للأجهزة الكفية