يحتاج إنتر ميلان الإيطالي حامل اللقب وتوتنهام الإنكليزي إلى شبه معجزة للتأهل إلى نصف نهائي دوري ابطال أوروبا لكرة القدم، عندما يحل الأول ضيفاً على شالكه الألماني الأربعاء 13-04-2011 بعدما سقط أمامه 2-5 في ذهاب ربع النهائي، ويستقبل الثاني ريال مدريد الإسباني الذي هز شباكه أربع مرات دون رد. وكان شالكه سطر مفاجأة مدوية على ملعب "جوزيبي مياتزا" الأسبوع الماضي، وقطع أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه بعدما أسقط إنتر ميلان في معقله 5-2، ملحقاً به هزيمة قاسية أخرى يضيفها إلى تلك التي مني بها أمام جاره ميلان (0-3) حيث فقد أيضاً منطقياً أمل المحافظة على لقب الكالتشيو. ولن تكون مهمة إنتر ميلان الذي لعب بعشرة لاعبين في نصف الساعة الأخير من لقاء الذهاب بعد طرد الروماني كريستيان كيفو، سهلة على الإطلاق في تكرار سيناريو الدور الثاني عندما خسر أمام الفريق الألماني الآخر بايرن ميونيخ 0-1 في ميلانو قبل أن يفوز ذهاباً في ميونيخ 3-2، ما يعني أن حلمه في أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه في دوري أبطال أوروبا أصبح في مهب الرياح، ولن يتمكن على الأرجح من تحقيق ثأره من شالكه الذي حرمه من الفوز بلقب بطل كأس الاتحاد الأوروبي عام 1997 بالفوز عليه في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-1. ويخوض شالكه الدور ربع النهائي في المسابقة الأوروبية الأم للمرة الثالثة بعد موسم 1958-1959 و2007-2008، عندما توقف مشواره حينها على يد أتلتيكو مدريد وبرشلونة الإسبانيين على التوالي، وهو لم يخسر سوى مباراة في المسابقة هذا الموسم وكانت في الجولة الأولى من الدور الأول أمام ليون الفرنسي، فيما يعاني الأمرين في الدوري المحلي. وقال مهاجم شالكه الإسباني راؤول غونزاليس (33 عاماً) الذي سجل هدفه السبعين في المسابقة الأوروبية في المباراة الأخيرة: "يجب أن نبقي أقدامنا على الأرض ونظهر الاحترام لإنتر، لانهم سيبحثون عن قلب الأمور في ألمانيا". أما مدرب "الأزرق الملكي" رالف رانغنيك الذي حل بدلاً من المدرب فيليكس ماغاث الشهر الماضي، فحذر أيضاً: "لسنا في نصف النهائي بعد. يجب أن نركز الآن"، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. واعتبر مدرب إنتر البرازيلي ليوناردو أن حظوظ فريقه لا تزال قائمة على رغم أن المباراة ستقام في غلزنكيرخن عقر دار شالكه: "بالنسبة لي، كل الاحتمالات واردة. كل الفريق لا يزال مؤمناً بالفرص". ويعود لتشكيلة "نيراتزوري" المدافع البرازيلي لوسيو العائد من الإيقاف والذي كان غيابه مؤثراً عن المباراة الأخيرة، في حين يغيب عن شالكه المهاجم البيروفي جفرسون فارفان الذي نال بطاقته الصفراء الخامسة في اللقاء الأخير. وفي المواجهة الثانية على ملعب "وايت هارت لاين" في شمال العاصمة الإنكليزية لندن، سيكون من الصعب على توتنهام تكرار ما فعله في الدور التمهيدي عندما تأخر على أرض يونغ بويز السويسري 3-0 بعد 28 دقيقة، قبل أن يقلص الفارق إلى 3-2 ويفوز إياباً 4-0. وكانت مباراة الذهاب شهدت حسم ريال المواجهة مبكراً بعد افتتاح التسجيل عبر التوغواي ايمانويل اديبايور في الدقائق الأولى (4) ثم طرد المهاجم بيتر كراوتش (15)، الذي سيغيب عن الإياب لإيقافه، ما أغضب المدرب هاري رديناب. وبفوزه الأخير برباعية، قطع النادي الملكي أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2003 حين خرج على يد يوفنتوس الإيطالي. وكانت المباراة الأخيرة المواجهة الثانية بين ريال مدريد حامل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب (9) وتوتنهام على الصعيد القاري بعد أن تواجها في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984-1985 (فاز ريال ذهاباً في لندن 1-0 وتعادلا إياباً في مدريد 0-0)، علماً بأن الفريق اللندني يخوض غمار ربع النهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد أن كان بلغ هذا الدور موسم 1961-1962 ضمن مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة ثم تابع مشواره إلى نصف النهائي عندما سقط أمام بنفيكا البرتغالي الذي أحرز اللقب لاحقاً. وقال ريدناب في مؤتمر صحافي: "لقد عانينا أمام ريال، لكن اسمعوا، كان بإمكانهم الفوز على أي فريق يلعب بعشرة لاعبين برباعية. لدينا مباراة الأربعاء وسنقوم بكل ما في وسعنا، ومن يعلم ماذا يمكن أن يحصل؟". أما مورينيو الساعي إلى ان يصبح أول مدرب يقود ثلاثة أندية مختلفة للقب المسابقة بعد إحرازها مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي، فقال: "أحب عمل الأشياء بشكل جيد وإسعاد الناس. الفوز في دوري الأبطال له تأثير قوي على الجماهير. لغاية نهاية مسيرتي سأحاول الفوز فيها مرة جديدة لكن دون أن يصبح هذا الأمر هاجساً لي". وقال حارس مرمى ريال الدولي ايكر كاسياس الساعي أيضاً للقبه الثالث بعد 2000 و2002: "يبدو أننا سنتأهل إلى الدور الثاني، لكن أمامنا مباراة الإياب". هذا وسيقابل الفائز من مباراة شالكه وإنتر الفائز من مواجهة تشلسي ومانشستر يونايتد الإنكليزيين، ومن جهة أخرى سيقابل الفائز من مواجهة ريال مدريد وتوتنهام الفائز من مواجهة برشلونة الإسباني وشاختار دانييتسك الأوكراني.