احتجزت السلطات الفرنسية 7 أشخاص للاشتباه في صلتهم بالهجوم الدامي على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة الذي أوقع 12 قتيلًا، فيما حددت الشرطة هوية شقيقين يشتبه في تنفيذهما الهجوم. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، في تصريحات صحفية، الخميس (8 يناير2015م)، أنه تم توقيف 7 أشخاص للتحقيق على خلفية الهجوم الدامي الذي يعد الأكبر في فرنسا منذ 40 عامًا. وكان مصدر قضائي أفاد قبل ذلك باعتقال 7 أشخاص، مساء الأربعاء، منهم رجال ونساء قريبون من الشقيقين اللذين تم التعرُّف إليهما، على أنهما منفذا الهجوم، ولا يزالان هاربين، ولم يتم تحديد المواقع التي جرت فيها الاعتقالات. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لإذاعة "آر تي إل"، أن الشقيقين الملاحَقَيْن للاشتباه بأنهما منفذا الهجوم "كانا ملاحقين بلا شك" من أجهزة الشرطة. يأتي ذلك فيما سلم شخص ثالث يدعى حميد مراد نفسه للشرطة في مدينة شارلوفيل-ميزيير"، بعدما لاحظ أن اسمه يتردد في الشبكات الاجتماعية"، وفق ما أوضح مصدر قريب من الملف لوكالة الأنباء الفرنسية، فيما قال ناشطون إنهم رفاق لمراد ذكروا عبر موقع تويتر أن الأخير كان يحضر دروسًا معهم في المدرسة لحظة وقوع الهجوم، مؤكدين براءته. وتشير أصابع الاتهام إلى شخص يدعى شريف كواشي وشقيقه سعيد، نشرت الشرطة الفرنسية صورًا لهما باعتبارهما المشتبه في تنفيذهما الهجوم الدامي على مقر صحيفة "شارلي إيبدو". ويعتبر شريف كواشي الملقب ب"أبو حسن" جهاديًّا معروفًا لدى أجهزة الأمن الفرنسية، وسبق أن أدين في 2008 لمشاركته في إرسال جهاديين إلى العراق ونال حكمًا بالسجن لمدة 3 سنوات منها 18 شهرًا مع وقف التنفيذ. وُلد كواشي في 28 نوفمبر 1982 في باريس، ويحمل الجنسية الفرنسية، لقَّبه "أبو حسن"، وانتمى إلى شبكة يتزعمها "أمير" يدعى فريد بنيتو، كانت مهمتها إرسال جهاديين إلى العراق للانضمام إلى فرع القاعدة هناك، الذي كان يومها بزعامة أبو مصعب الزرقاوي. واعتقل كواشي قبيل توجهه إلى سوريا ثم إلى العراق. ويعتقد أن كواشي كان قريبًا من إسلامي فرنسي آخر هو جميل بيجال الذي سجن 10 أعوام لتحضيره اعتداءات. ويشتبه في أن كواشي شارك في تدريبات مع بيجال. وقد وجه إليه اتهامًا في هذه القضية قبل أن تتم تبرئته منها. ونشرت الشرطة الفرنسية صورة لكواشي تظهره حليق الرأس، محذرةً من أنه قد يكون "مسلحًا وخطرًا" على غرار شقيقه سعيد المولود أيضًا في باريس في السابع سبتمبر 1980. وعلى إثر الصدمة التي هزت المجتمع الفرنسي، أُعلن اليوم الخميس يوم حداد وطني، بعد الاعتداء الدامي. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كلمة قصيرة للأمة نقلتها شبكات التلفزيون: "سلاحنا الأفضل هو وحدتنا. لا شيء يمكن أن يقسمنا، ولا شيء يجب أن يفرقنا"، موضحًا أيضًا أن الأعلام ستُنكَّس لمدة 3 أيام. وفي خطوة للتضامن مع أسبوعية "شارلي إيبدو"، اتشحت الصحف الفرنسية بالسواد، وعكست في افتتاحياتها، اليوم الخميس، هول الصدمة التي تركها الهجوم الدامي على الصحيفة، ونددت ب"الوحشية" و"الحرب ضد الحرية"، كما نشرت رسومًا كاريكاتورية تضامنًا مع الرسامين الشهيرين اللذين قضيا في الهجوم.