في ظل الصمت الذي تنتهجه وزارة التربية حِيال قضية المُعلمات ( البديلات المُستثنيات ) والتي بلغت الآفاق ، وسمع بها ورآها وقرأها القاصي والداني بكل وسائل التواصل ( صُحف ورقية وإلكترونية ، يوتيوب ، فيس بوك ، تويتر ! ) منذ ما يقرب من سنتين ، مازال حالهم على ما هو عليه ، ولم تتخذ التربية حِيالهن أي إجراء حتى الآن ، ولعل في قادم الأيام يأتيهن الخير من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين ، وفقه الله تعالى . لن أتطرق اليوم لمُشكلتهن ، ولن أتحدث عن مُعاناتِهن ، ولن أسرد قصتهن وسيرتهن الذاتية والعملية والحياتية ، فكل ذلك وغيره يعلمه الكثير ، بما فيهم الثلاثي مسؤولي التربية والتعليم والخِدمة المدنية والمالية ! ولكن سأتحدث عن قضية غريبة وفريدة من نوعها ، وإن دل ذلك ، فإنما يدل على مدى تجاهل بعض المسؤولين لحقوق الموطنين والمواطنات ، حينما نقدم على كارثة ، وأي كارثة ، بل هو نوعٌ من الفساد الإداري والذي مازال مُعشعِشاً ، ومُفَرِّخَاً ، وناضِجاً لدى بعض القِطاعات الحكومية !! فأي سماء تظلهم وأيُ أرضٍ تقلهم ، من أقدموا على تِلك الفِعلة ، يجب أن يُحاسبوا ، ويجب أن يُساءلوا ، فما حدث لا يُمكن السكوت عليه أبداً ، فهذه طامةٌ كُبرى ، ومُصيبةٌ عُظمى ما حصل في إحدى إدارات التربية والتعليم بالمنطقة الغربية ( احتفظ باسمها لديّ ) حينما قامت بتعيين مُعلمات أجنبيات بالتعاقد ، عفواً غير سعوديات ! بينما تركن الخريجات السعوديات كالبديلات المُستثنيات وغيرهن في بيوتهن لا بواكي عليهن !! والعالِمين ببواطن الأمور ، والمُطلعين على شيء من المستور يقولون بأن بعض مسؤولي تلك الإدارة ينوون ترسيمهن على المستوى الخامس !! ولا أدري أين موقع مسؤولي التربية من تِلك الحكاية والرواية والتي تدور فصولها في إحدى أروقة التربية والتعليم ؟! وتركن بنات الوطن كالبديلات المستثنيات المؤهلات ، وغيرهن !! ابتداءً .. كيف تم قبولهن بالتدريس على تِلك البنود ؟! ومن سمح لَهُنَّ بالتعاقد ؟! ومَنْ اتخذ القرار ؟! ومَنْ وقع ؟! ومَنْ شارك ؟! ومَنْ بارك ؟! كل ذلك وغيره حدث مع الأسف في تلك الإدارة ، وعددهن تقريباً سِت مُعلمات !! وخِتاماً .. نُريد أن نرى الشفافية والوضوح في مُحاسبة هؤلاء من صغيرهم إلى كبيرهم ، فيا خادم الحرمين ، يا وزير التربية والتعليم يا أيها المسؤولون ، أنصفوا بنات الوطن المُعلمات البديلات المُستثنيات مما وقع عليهن من الضرر بتعيينهن وترسيمهن ، ويا هيئة مكافحة الفساد دونكم تِلك القضية حققوا فيها ! سؤال كبير ، كبير جداً .. بحجم الوطن .. كيف يتم التعاقد مع مُعلمات غير سعوديات ، وفي وضح النهار ؟! ويُترك بنات الوطن البديلات المُستثنيات على الرغم من خدماتهن الطويلة أسيرات للفراغ والحِيرة ، من قِبَلْ أُناس لم يُراعوا الأمانة المُلقاة عليهم من ولاة أمرنا حفظهم الله تعالى بأحقية أبناء وبنات الوطن على غير السعوديين ؟! وكلي ثِقة إن شاء الله أن ذلك الأمر لن يَمُر مرورَ الكِرام ، أرجو ذلك ، والله الموفق لكل خيرٍ سُبحانه . ماجد الحربي كاتب صحفي