إلى معالي وزير النقل هل يتم إضافة قطار مكَّة – القصيم السريع إلى خارطة سكك الحديد في بلادنا ؟ مكةالمكرمة هي أقدس بقعة على وجه الأرض وهي قبلة المسلمين ، وفيها البيت الحرام والمشاعر المقدسة التي يقصدها العُمَّار الحُجَّاج كل عام وطريق الوصول إليها لابد أن يكن سهلاً لحجاج وعمار الداخل فضلاً عن الخارج ، وطبوغرافية مكةالمكرمة وجغرافيتها وطبيعتها الجبلية جعلت من الصعب الوصول لها بالطرق الجبلية المفردة ذات العقبات أو المنحنيات أو المرتفعات وخاصة للمدن والمناطق الواقعة جنوبها وشرقه. وطريق (القصيم – مكة) السريع يعتبر حلماً تحقق بعضه على أرض الواقع وبدأ تباشيره تلوح في الأفق ، وذلك لاختصار معاناة الحجاج والمعتمرين القادمين من شمال شرق المملكة ومكةالمكرمة حيث عانوا طويلاً من طريق مفرد ومتعرِّج ذو مخاطر لا تحصى من إبلٍ سائبه وشاحنات ومنعطفات خطرة ومناطق جبلية وضيق في الطريق ، وبدأت أولى خطوات الحلم الذي يحلم به كل معتمر وحاج في التحقق حيث تم تصميم الطريق وتخطيطه وطرح المرحلة الأولى منه على منافسة لتنفيذه ، وهي الواقعة داخل منطقة القصيم بجهود من رجال مخلصين وعلى رأسهم سمو نائب أمير منطقة القصيم الأمير د. فيصل بن مشعل بن سعود والسفر إلى مكة من المناطق الداخلية من المملكة يختلف عن أي سفر آخر فهو يهدف أداء العمرة والعبادة وليس بهدف السياحة ، أو نقل البضائع الذي يحتاج إلى سيارة لنقل هذه البضائع ، وليس بحاجة إلى سيارة للتنقل في حال السياحة ، وليس بهدف التعليم الذي يحتاج إلى الذهاب بالسيارة للسكن لمدة طويلة ، وفي حالة توفر طريق سريع ومزدوج فسيتم التنقل بالسيارة وإيقافها في مواقف حجز السيارات قبل مكةالمكرمة في مواسم الحج والعمرة وسيزداد استخدام السيارة الخاصة للذهاب إلى مكةالمكرمة في حالة انتهاء الطريق السريع المزدوج نظراً لطبيعة السفر إلى مكةالمكرمة وقصر فترة العمرة والحج ، ولأن الذهاب هو لمكان محدد وهو المسجد الحرام فقط وليست هناك حاجة للتنقل بالسيارة داخل مكةالمكرمة حيث أن فترة مكوث المعتمر في مكة يقضيها في السكن حول المسجد الحرام والذهاب للعمرة والصلوات على أقدامه فقط ، وفي رأيي فإنه لابد من وجود قطار سريع يضاف إلى شبكة القطارات التي تقوم الدولة حالياً بإنشائها عن طريق (صندوق الاستثمارات العامة) ويكون بمحاذاة طريق (القصيم – مكة) السريع الجاري تنفيذه حالياً. وهذا القطار ستكون الحاجة إليه ملحَّة إضافة إلى كونه ذو جدوى اقتصادية نظراً للأسباب الآتية :- 1- الازدحام الذي سيشهده طريق (القصيم – مكة) السريع في حالة افتتاحه حيث أن هذا الطريق لا يخدم منطقة القصيم فقط بل كل مناطق شمال شرق المملكة ، ويتم دراسة امتداده حالياً حتى طريق (القصيم – حائل) ليخدم مناطق حائل ، الجوف ، الحدود الشمالية القادمين إلى مكة ، كما يخدم دولاً مثل الكويت ، العراق ، وربما الأردن. كما سيشهد زحاماً من الشاحنات حيث أنه سيخدم حركة نقل البضائع من شمال شرق المملكة إلى موانئ البحر الأحمر في جدة نظراً لأن مسافته أقصر من طريق المدينةالمنورة السريع ، وبلا شك أنه سيشهد زحاماً هائلاً في أيام العطل ونهايات الأسابيع (الخميس ، الجمعة) فكثير من أبناء القصيم ، وحائل ، والجوف يتمنون ويحلمون بوسيلة نقل سريعة تنقلهم إلى مكةالمكرمة. 2- الوسيلة التي يعتمد عليها الكثير من أبناء منطقة القصيم وما حولها لأداء مناسك العمرة هي وسيلة الانتقال بالجو (الطائرة) وتوجد رحلة يومية من القصيم إلى جدة ذهاباً وإياباً ، ولكن استخدم الطائرة يستغرق وقتاً أطول بكثير من السيارة نظراً للفوضى والارتباك الذي يسود هذه الرحلة يومياً ، وقد وصلت الفوضى وعدم التنظيم في هذه الرحلة إلى حد كره كثير من المسافرين للرحلة بالطائرة نظراً لمفاجآتها وعدم تنظيمها واستفزاز الطواقم الأرضية في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة للمسافرين حيث يضرب المثل في فوضى مطار الملك عبد العزيز بفوضى رحلة القصيم. وفي إحدى المرات سافرت على هذه الرحلة وفوجئت أن الإقلاع بدن إعلان وظل كثير من المسافرين نائمين في المطار بانتظار الرحلة التي أقلعت بدون إعلان وهم بجانب البوابة. ومما يجعل فرص الرحلة بالطائرة كبيراً هو تأخير الرحلة في غالب الأحيان في مطار القصيم الإقليمي وفي مطار الملك عبد العزيز حيث ينتظر المسافرون الساعات والساعات في صالات الانتظار رغم حضورهم قبل الرحلة بساعتين ... فكثير من المسافرين يفضل الرحلة بواسطة السيارة على الرغم من أنها تستغرق وقتاً أطول عبر طريق مفرد ومتعرِّج تستغرق الرحلة عبره أكثر من 10 ساعات. فما دام أن كل هذين الخيارين (السيارة والطائرة) خيارين غير محببين عند المسافرين فلابد من خيار أكثر سهولة وهو القطار السريع من القصيم إلى مكةالمكرمة ويمكن أن يسمى (قطار مكة السريع) ، وأجزم أنه سيكون ذو إقبال منقطع النظير وذو مردود اقتصادي هائل ومربح للشركة المشغلة لأنه الخيار الأنسب لطبيعة السفر إلى مكةالمكرمة (سفر قصير وسريع). 3- الطريق السريع من القصيم إلى مكة والجاري تنفيذه حالياً لا يخدم كل مناطق القصيم ومدنه بشكل مباشر حيث أنه ينطلق من غرب القصيم وللوصول إليه لابد من عبور طرق مفردة في كثير من المناطق وخاصة جنوب وشمال وشرق القصيم ، ولابد من وجود بديل آخر لمن يريدون السفر إلى مكةالمكرمة ويبعد عنهم طريق (القصيم – مكة) نسبياً ،وهذا البديل لاشك هو (القطار السريع) والذي يمكن أن ينطلق من وسط القصيم ، ومن مواقع مناسبة لمدن القصيم كلها بل يمكنه المرور بالمدن نفسها من خلال محطات للركوب في هذه المدن ، وهناك عدد من الخيارات لتصميم هذا الخط للقطار السريع ومنها : أ- محطة رئيسية في تقاطع طريق (الرياض – المدينة) السريع مع الدائري الشرقي لمدينة بريدة بالقرب من مدينة الحجاج ، ومن هذه المحطة الرئيسية التي يمر منها القطار إلى المدينةالمنورة يمكن أن يتفرع منها سكك حديد باتجاه الجنوب عبر امتداد الدائري الشرقي لمدينة بريدة الممتد نحو محافظة عنيزة ومن ثم إنشاء محطة ركاب بتقاطع الطريق مع طريق (السفير محمد الشبيلي بعنيزة) والممتد إلى طريق الرياض السريع بالقرب من صناعية عنيزة ، ثم تتجه سكة الحديد حتى تتقاطع مع طريق (عنيزة – المذنب) بالقرب من الدائري الغربي بعنيزة وتتجه غرباً حتى تتقاطع مع طريق (البدائع – الخرماء) بالقرب من مركز الأبرق من جنوب البدائع وعمل محطة صغيرة في هذا الموقع للركاب ، ويتجه الطريق غرباً حتى يتقاطع مع طريق (الرس – دخنة) بالقرب من (القشيعين) الواقعة جنوبالرس ليقف في محطة للركاب يتم إنشاؤها في هذا الموقع ، ثم تتجه سكة القطار غرباً حتى تتقاطع مع طريق (القصيم – مكة الجاري إنشاؤه حالياً وتسير بموازاته حتى ميقات (ذات عرق) ثم إلى محطة أخرى بالقرب من مكةالمكرمة. ب- الخيار الآخر هو أن يتم إنشاء محطة رئيسية في تقاطع طريق (عنيزة – المطار) لحمل الركاب القادمين من بريدة وعنيزة والبكيرية ، والبدائع ، وتتجه السكة موازية لطريق (الرياض – القصيم – المدينة) السريع حتى تتقاطع مع طريقة (القصيم – حائل – مكة) والذي يجري إنشاؤه ، ثم تتجه موازية له حتى ميقات ذات عرق قرب مكةالمكرمة ومن ثم الاتجاه إلى مكةالمكرمة إلى محطة قرب مكةالمكرمة. ج- الخيار الثالث هو إنشاء محطة ركاب رئيسية في تقاطع الدائري الغربي لبريدة مع طريق (الرياض – القصيم – المدينة) السريع ، ثم يتجه القطار عبر الدائري الغربي لعنيزة حتى يتقاطع مع الطريق المحيط بمدينة عنيزة من الغرب بالقرب من طريق الغضا ، ليتجه إلى جنوب الدائري بالقرب من الأبرق ، ثم إلى الرس بالقرب من القشيعين ، ثم إلى طريق القصيم – مكة السريع ، وهذا الخيار هو أصعب الخيارات في التنفيذ نظراً لعدم وجود مسار للقطار عبر دائري عنيزة الغربي. وفي رأيي فإن أنسب الخيارات هو (أ) نظراً لخدمته لمدن القصيم الرئيسية الثلاث بمحطات قريبة جداً من هذه المدن واختصار مسافته ، وأقلها تكلفة في التنفيذ. إنني أتمنى أن تكتمل الجهود بعد اعتماد إنشاء (طريق القصيم – حائل – مكة) بإنشاء قطار مكة السريع وكلي أمل في جهود وإخلاص وتفاني معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري بأن يضاف هذا الخط إلى خارطة خطوط الحديد العملاقة التي يتم إنشاؤها في بلادنا من الشرق إلى الغرب ، ومن الشمال إلى الجنوب ومنها قطار الحرمين السريع ، وللأمير الدكتور فيصل بن مشعل نائب أمير منطقة القصيم يد طولى في اعتماد طريق (القصيم – مكة) المرحلة الأولى ولا أخاله إلا متابعاً لحلم قطار مكَّة السريع حتى يتحقق على أرض الواقع. ملحوظة :اعرف ان الكثيرين سيستصعبون هذه الفكرة ويستكثرونها ولكن لاضير لتكن كذلك الآن فالافكار تبدا (سخيفة) حتى تصبح حقيقة المهندس /عبدالعزيز بن محمد السحيباني