( 45 مليون مريض عقليا ً ...!!!! ) استوقفني خبر ورد قبل أيام قلائل من أمريكا أي الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو صادر منها وعنها وعن مواطنيها تحديداً . جاء في هذا الخبر مايلي : ( أفاد باحثون أمريكيون بأن أكثر من 45 مليون أمريكي أو ما نسبته 20% من البالغين عانوا من أشكال مختلفة من الأمراض العقلية خلال العام الماضي وأن 11 مليوناً كانوا يعانون من أمراض خطيرة. وجاء في التقرير المعد من قِبَل إدارة خدمات مكافحة المخدرات والصحة العقلية أن البالغين الشبان الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و25 عاماً سجلوا أعلى نسبة بين المصابين بالأمراض العقلية وهي 30%، بينما سجل من بلغت أعمارهم 50 عاماً فأكثر النسبة الأقل وكانت 7ر13% ) . (انتهى الخبر) لي عند هذا الخبر عدة وقفات لعلي أوفَّق فيها : 1_ أن هذا التقرير وما شابهه يُعَرِّي ويُكذِّبُ مقولة إن أمريكا هي فردوس الأرض، وإنها دولة تغرد خارج سرب دول العالم من حيث الرفاهية والسعادة و.. إلخ . فأي سعادة وأي فردوس يوجد فيه هذا العدد المهول من المجانين أو المصابين بلوثات عقلية متفاوتة الدرجات ؟ وما خفي أعظم من أعداد المساجين الذين يُقدَّرون بالملايين! 2_ نحن ولله الحمد مسلمون ، ومما نؤمن به أن لكل ذنب عقوبة ، وأن الله عز وجل لايخفى عليه مافعلته أمريكا وما تفعله في دول كثيرة وشعوب مغلوبة على أمرها ، شرقاً وغربا ً شمالا ً وجنوبا ً ، بل وفي أمريكا نفسها عند تأسيسها ، وما الهنود الحمر إلا مثال قديم ، وما العراق الجريح إلا مثال حديث وبينهما الكثير من المظلومين ولا يُعلَم من القادم !!فآثام القوة والجبروت والاستعلاء الأمريكي وذنوبه لابد وأن يكون لها نتائج(عقوبات) ، وما هؤلاء المجانين والمعتوهين والمرضى إلا نتيجة طبيعية لطغيان دولتهم التي رضوا بها ورضوا بما تفعل بالضعفاء من بني البشر ! وأمريكا إن لم تبطش وتظلم فإنها تعين الظلمة والمستبدين كما في فلسطين ، فعونها لليهود لاحدود له ، فمن نكَّل بأهل غزة إلا اليهود (إسرائيل) بدعم وعون أمريكي معنوي ومادي . 3_ أن هذه العقوبات الإلهية لاشك أن وراءها دعوة من رجل صالح هنا أو امرأة ثكلى هناك ، أو أطفال يُتِموا ، أو مسلمة انتُهك عرضها ، وغيرهم ممن ابتُلوا بعدوان أمريكي غاشم أو دعم همجي لدولة همجية كدولة يهود الصهيونية !! فقد تكون دعوة مرت عليها سنوات وسنوات ، لكن سبحان من يمهل ولا يهمل : سهام الليل لاتخطئ ولكن / لها أمد وللأمد انقضاءُ . 4_ أيضاً ومن باب إحقاق الحق ، فإن مثل هذه الدراسة أو هذا البحث يبين أن هؤلاء لديهم بعض المصداقية في بيان حال أو أحوال المجتمع والمواطنين وما يعتريهم من أمراض وعلل أياً كانت ، وهذه هي الخطوة الأولى والجادة لعلاج تلك الأمراض والعلل. بينما نرى في كثير إن لم يكن كل الدول النامية أو إن شئت سمها بالنايمة ، نرى تعتيماً وتغطية ً على مايصيب شعوبها بكافة فئاتها، فالسرطان ينهش ، والأمراض النفسية تفتك ، والفقر وما يصاحبه من جرائم وآفات يعيث فساداً ، ولا أرقام ولا دراسات ولا يحزنون !! ومع ذلك يريدون أن يلحقوا بركب التقدم !!! 5_ خاتمة تلك الوقفات : أن مَن يستغرب أو يستبعد هذه النسبة أو يعتقد أن هذه الأرقام المعلَنة في تلك الدراسة مبالغ فيها ويشكك فيها، غير مُحق فيما يعتقد ، فمجتمع مثل المجتمع الأمريكي ليس خافيا ً على كل ذي بصيرة مدى الخواء الروحي الذي يعيشه ، وهذا الخواء نتائجه وخيمة ، ومن أبسطها تلك الأمراض العقلية. * رافد : الظلم أسرع شيء إلى تبديل نعمة وتعجيل نقمة . عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريدي [email protected]