\"بعد منع شقيقه من دخول سكن مستشفى الملك سعود بعنيزة ... عراك بالأيدي بين حارس أمن ومدير الشؤون الصحية بمنطقة القصيم\" هذا عنوان خبر نشر في عاجل وفي التفاصيل : أن حارس الأمن رفض دخول أحد أشقاء الدكتور الخراز للسكن الداخلي بالمستشفى بحجة تطبيقه للنظام والمتمثل بعدم وجود تصريح .. وبعد أخذ ورد بينهما حضر مدير الشؤون الصحية بالقصيم إلى الموقع والذي عاتب فور وصوله حارس الأمن لعدم إدخاله شقيقه خاصة وأنه هاتفه بالجوال مطالبا بإدخاله .. فيما كان رد الحارس ( أن النظام يمنع دخوله لأنه لا يحمل تصريح ؟؟ ليدخل المدير مع حارس الأمن في مشادة كلامية بينهما تطورت إلى العراك بالأيدي نتج عنه عدة كدمات بين الطرفين حيث تم استخدام الأحذية والأيادي .. استناداً إلى هذه الصياغة الخبرية فإنه يلخص حال بعض المدراء والمسئولين في بلادنا الذين يديرون الأجهزة الحكومية وكأنها ملكية خاصة بعقلية تقليدية لا تفصل بين الخاص والعام مفترضة أن النظام يطبق على ناس دون آخرين وفي موقف دون مواقف أخرى. والموقف الذي حصل يمكن تفكيكه على النحو التالي: 1- موظف تنفيذي صغير يؤدي عمله حسب ما يمليه عليه النظام. 2- موظف قيادي كبير يرى أن له الحق بحكم منصبه أن يسمح ويمنع لمن يريد. 3- مواطن يرى أن من حقه الحصول على استثناء من النظام بحكم قرابته من المسئول. 4- هذا العنصر خفي وهو ثقافة مجتمعية تقليدية تعتمد الفزعة والنخوة والواسطة تهيمن على عقول كثير من المدراء الذين يعتقدون أن الإدارات الحكومية ملك شخصي لهم ويبدو أن هذا الموظف الصغير ( حارس الأمن) قد قرأ تلك الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء والصحف من حين لآخر عن النظام في الغرب وتطبيقه على الجميع وكيف أن أصغر جندي مرور يوقف وزير مخالف ويمنحه قسيمة مخالفة، دون غضاضة أو خوف من معاقبته أو حتى لومه ، ويبدوا أنه صدق أن النظام وضع ليطبق على الجميع لا فرق بين غنيهم وفقيرهم، حاضرهم وباديهم، أسودهم وأبيضهم، قريب المدير العام ومن لا يعرف المدير العام، فطبق النظام على قريب المدير سواء عرف هويته أولم يعرفها . أعتقد أن أي منكم لو كان مكان المدير العام لكافأ هذا الموظف الصغير الذي ينفذ النظام على الجميع حرصا على تحقيق أهداف النظام، وهو فعلا يستحق المكافأة لا التوبيخ فضلا أن يصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي، وكما يقول الخبر أن حارس الأمن تقدم بشكوى ضد المدير العام وأتمنى أن لا تنقلب شكواه ضده \" وتصير على رأسه\" بصفته الطرف الأضعف.. وللأسف وكالعادة فإن ما يتوقع أن يحدث بعد ذلك هو إدانة لذلك الموظف وربما الحسم من مرتبه القليل وقد يفصل بسبب تطبيقه النظام على شقيق المدير العام. حقيقة أنا لا أعرف حارس الأمن ولا مدير الشؤون الصحية بمنطقة القصيم، أي ليس لي أي علاقة شخصية بأي منها لا من قريب أو بعيد، ولذلك لست مع أو ضد أي منهما كأشخاص، ولكني مع النظام، ومع الموظف الذي يطبقه على الجميع دون استثناء وفي نفس الوقت ضد اختراق النظام الذي وضع لتحقيق المصلحة العامة. إني أقف احتراما وتقديرا لهذا الموظف ليس لأنه وقف في وجه شقيق المدير العام ولكن لأنه طبق النظام ومنعه من دخول السكن الداخلي حسب النظام، بالرغم من معرفته بعواقب ذلك وأنه ليس في مصلحته. على أن التشابك بالأيدي فعل غير حضاري مستهجن ما كان ينبغي أن يحدث من الطرفين لأن هناك وسائل أخرى يمكن التغلب على الموقف من خلالها.. إن ما حدث وللأسف يبدو نموذجا مصغرا لما يحدث في أماكن كثيرة من الإدارات الحكومية بسبب تغليب المصالح الشخصية والضيقة على المصلحة العامة واستغلال المنصب وتسخيره من قبل بعض المدراء الذين وضعوا في تلك المناصب لتطبيق النظام على جميع المواطنين دون النظر لقرابة أو جهة. إننا عندما ندين أي فعل إداري غير رشيد لا ندينه بوصفه صدر عن فلان أو علاَّن، وإنما لأنه فعل سلبي يكرس بعض أشكال التخلف ويقف عائقا أمام التنمية الإدارية كضرورة ولازمة للتنمية الشاملة.. عبدالله العرفج