((بين العصفور وقصر باكنجهام !!)) تستوقفني هذه الأيام بعض المشاهد والمواقف التي تضطر القاري أو المشاهد أن يتوقف عندها قليلاً للتمعن فيها بصرف النظر عن سلبياتها أو ايجابياتها , إذ أن المشاهد أو القاري يحصل منها على درس مجاني وهام حتى لو كانت سلبية أو سيئة بل أحياناً تخجل من ذكرها . ومن هذه المواقف أو المشاهد قصة العصفور الذي أحرق متجراً كاملاً مع محتوياته في إحدى البلدان الأوربية والذي تقدر خسائره بملايين الدولارات حتى أصبحت الخسائر لا يمكن تعويضها , وقصة العاشقين الذين اقتحما حديقة قصر باكنجهام وهو سكن ملكة بريطانيا , وما ذا فعلا ؟؟ أما كيف أحرق المتجر فهذه قصة طريفة تعطي درساً مجانياً لعواقب الإهمال والاستخفاف بالشيء حتى لو كان صغيراً من منطلق أن النار من مستصغر الشرر . والقصة تقول : كان العصفور يبني عشاً لبيت الزوجية في أحد أركان المتجر ويسعى الليل مع النهار لتأثيثه حتى يحين موعد الزواج لينعم بحياة الرفاهية والنعماء ،فكان ذلك يستلزم أن يلتقط مكونات عش الزوجية من أرض الله الواسعة , سواء عود ثقاب أو قطعة قماش أو أي شيء يقع تحت يده ، فكان مما صادف في طريقه بقايا سيجارة رماها مستهتر بعد أن انتهي منها لكنه لم يقم بإطفائها ولو بأسفل قدمه بالرغم من أن رميها يعد مخالفة يعاقب عليها القانون بل ويدل على سوء سلوك ومعاملة , لكن الشاهد من الحديث ليس تقييماً لسلوك هذا المستخف بمن حوله بل النتائج التي آل إليها رمي السيجارة وهي لم تطفأ ، ذلكم أن العصفور التقطها من الأرض وهي مشتعلة وحلق بها عالياً وهو يغرد ويرفرف لتكون إسفنجا أثيراً لعش الزوجية , فألقاها بعد عناء في عشه وغادر ليبحث عن بقية فراش وثير ولم يعلم ماذا سيحصل في غيبته , حيث واصلت السيجارة احتراقها فأحرقت بيت الزوجية وتجاوزته إلى المتجر فقضت عليه بالكامل ولم يبق منه سوى الدمار , فخسر صاحبه ملايين الدولارات بسبب مستهتر رمي سيجارته دون إطفائها علماً بأن التدخين عادة سيئة وضارة ورميها في الطريق خطأ فكيف بمن يرميها وهو لم يطفئها.؟ أما دخول رجل وامرأة عاشقين إلى مقر قصر باكنجهام ، وهو قصر ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية , فقد تسللا إليه خلسة دون أن ينتبه الحراس لهما واتجها إلى حديقة مقابلة لمقر الزوار وأما الملأ, أتدرون ما هدفهما ؟؟ هل تتوقعون أنهما دخلا القصر ليرتاحا قليلاً من عنا التعب أو ليتناولا شيئاً من الطعام يسدان به رمقهما , أو ليقضيان حاجتهما , بالرغم من شناعتها , لكن المصيبة أن ما قاما به كان أشنع مما يتوقعه أي إنسان طبيعي وعاقل في هذا العالم المتلاطم , أتدرون ما الذي قاما به ؟ إنهما شرعا بممارسة الجنس عراة أمام الملا وداخل حديقة القصر دون حياء أو خوف أو وجل ولمدة ليست قصيرة بل تجاوزت العشرين دقيقة دون أن يلتفتا إلى صيحات الحراس حتى قضيا ما في أنفسهما وغادرا بكل هدوء ، وهذا يعطي درساً لما وصلت إليه بعض المجتمعات الغربية من انحلال وفجور يتجاوز العقل والمنطق ، ولذلك علينا أن نحمد الله على نعمة العقل أولاً ثم نعمة الإسلام التي منحنا الله إياها لتفرق بين الخطأ والصواب من خلال قرآن يتلى إلى يوم القيامة وأحاديث نبوية يكفي منها ما يقول : كل أمتي معافا إلا المجاهرون ) أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]