في أقل من عقد استطاع الإيرانيون التخلص من كابوس الشاه المتأمرك ، وتفجر نور الإسلام من بيانات وخطابات و ( أشرطة ) الخميني ، التي فتحت له قلوب كل المسلمين ، ولكن ... مع وصول الخمينيين إلى سدة الحكم في إيران ،بدأ هذا النور الإسلامي في الخفوت شيءً فشيءً وظهرت الغمامة الشيعية ، ورغم إعلان إيران جمهورية إسلامية تنتصر للمستضعفين وتقاوم الطاغوت الأمريكي ، إلا أن هذه الدولة لم تحظى بالقبول لدى جيرانها شعوباً وحكومات ، وتصدى الجيران لجارهم الجديد ولكن تصدياتهم له كانت باطنه حتى تفجرت ثورة صدام حسين على الإيرانيين ، فأرغم كل العرب على كره كل ما هو \" شيعي \" ليقف الإيرانيون في حيرة من أمرهم بعد ذلك .. توالت الحكومات من أبو الحسن بني صدر و رجائي ورافسنجاني وخاتمي ، حتى اعتلى نجاد سدة الحكم في إيران ، بدأ الداهية نجاد بالعلو بإيران حكومة وشعباً ، فقد قلص نسبة البطالة في إيران ل 10 % ، وفي عهد نجاد دخلت إيران المجال الفضائي ، بعد أن نجحت في إطلاق قمر صناعي ووضعه في مداره حول الأرض ، وتطورت الترسانة العسكرية الإيرانية في عهد نجاد بشكل ملفت للنظر ، مما جعل الحكومات الغربية تلتفت لهذه الدولة رغم حروبها المتعددة ، مع من سمتهم بالإرهابيين في أفغانستان والعراق و الصومال ، وبدأت إيران هي الأخرى بالالتفات لهذه الحكومات الغربية المهيمنة على العالم ، فقام نجاد في مؤتمر فلسطين بطرحه سؤال عن الهولوكوست ، وحقيقة وقوعها مما أثار حفيظة الكثيرين ، وتمسك نجاد ببرنامجه النووي جعل من هذه الدولة \" بعبع \" جديد في الشرق الأوسط يهدد مصلحة أمريكا وحلفائها ، واستمر أيضاً في دعمه لحركات المقاومة الفلسطينية و حزب الله في لبنان ، و بذكاء قام نجاد بإنشاء مدونته الخاصة على شبكة الانترنت بأربع لغات عربية وفارسية و انجليزية وفرنسية ، لتتضح خطته لتحسين صورة إيران لدى المسلمين \" السن \" و لدى الغرب \" كشعوب \" ، ويتضح ذلك في مدونته المميزة وفي إحدى تدويناته بعنوان : ( جواب رسالة لاُم احد الجنود الأمريكيين .. ) وقد ذكر في هذه التدوينة \" أيتها الأم المحترمة .. أدعو الله أن يبعد شبح الحرب وظلمتها عن عالمنا الذي نعيش فيه وان تتمكن شعوب العالم من إيصال دعوتها للسلام إلي مسامع دعاة الحرب المتلبسين بلباس رجال الدولة الذين نصّبوا أنفسهم قيّمين علی الآخرين . آمل بأن تنسحب القوات الأمريكية الغازية من العراق بأسرع وقت ويعود الأمن والسلام إلي منطقتنا ويتمكن الشعب العراقي من العيش بحب وسعادة ويعود الشباب الأمريكي إلي أهاليهم وأسرهم حتى يهبّوا جميعاً لخدمة بلدهم. فإذا اعتمدتم علی الله سيكون النصر حليفكم. \" وبهذه الكلمات يتضح توجه نجاد الإصلاحي المتميز في محاولة تحسين صورة ايران عربياً و عالمياً وداخلياً وهو الأهم للتخطي أكبر عدد ممكن من المتاعب التي يعاني منها الشعب الإيراني ، والسؤال هنا .. هل يقتدي قادتنا العرب بهذا الرجل حتى نستطيع أن نصل إلى (نجاد سني عربي ) ؟ أم أن قادتنا يفضلون أن يكونوا (الشاه محمد رضا ) ؟؟ محمد النعمة