رجلان وثلاث نساء شاهدتهم في الجمس كان من المفترض لو تمت خطتهم أن يكونوا في أحد الاستراحات يزنون ويروجون للرذيلة وينشرون الأمراض كانوا من الذين قال فيهم الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النور . لولا أن قيض الله لهذا المجتمع رجال لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا تكاد أن تغفوا أفئدتهم عن حراسة الفضيلة . ففي أحدى مشاهداتي في أحد أسواق الرياض الكبيرة يوم الأربعاء 4/5/1430ه بعد صلاة العشاء في موقف السيارات حيث لفت أنتباهي جمس الهيئة يتحدث مع مجموعة من الأسيويين وقادني فضولي الصحفي إليهم واستقبلني أعضاء الهيئة الشباب بأبتسامة عريضة وطلاقة محيا وذكروا لي أن هؤلاء السائقين والخادمات كانوا على موعد حيث هربت الخادمات من كفلائهم ليقوم السائقين بالذهاب بهن إلى أحدى الاستراحات وذكر لي أيضاً رجال الهيئة البواسل أن هناك شغالة أخرى ستصل الآن ( بناء على اعتراف المقبوض عليهم ) وما هي إلا لحظة وتصل واثقة الخطى متجهه إلى مكان الموعد بكل بجاحه وتم إلحاقها بزملائها . لقد تعامل رجال الهيئة مع الموقف بكل هدوء ولباقة وتعامل راقي مع هؤلاء المخربين الذين انبهروا من يقظة الهيئة وكيف أنها كشفت أمرهم وخططهم بتوفيق من الله ولقد أحترت أنا كذلك من علمهم المسبق بخطة هؤلاء مع قلة إمكانياتهم ولكن ما تم دليل ذكاء ويقظه وحس وطني رفيع المستوى . طوال هذا الأسبوع كنت أقوم بعصف ذهني على ماذا سيكون ( الحال ) لولا الله ثم رجال الهيئة وكم شاب سيقع بالرذيلة وكم من الأمراض ستنشر وماذا كان يحدث في بيوت الكفلاء الغافلين مادام مكفوليهم قادرين على تسويق الرذيلة خارج المنازل فماذا ستكون عليه حالهم داخل منازل كفلائهم . همسة : إلى من يسكنون أسفل السفينة ما دمتوا غير قادرين على الإصلاح لا تخربوها فسنغرق سوياً , قفو مع الهيئة واتركوا المصلحين يعملون ولا تنسوا قول الله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران . دكتور علي بن إبراهيم صالح السلامة [email protected]