المعروف دائماً أن أي شاب أو شابة يغادر بلده إلى أي بلد آخر وفي أي وقت من العام ولأي سبب من الأسباب سواء سياحي أو دراسي أو علاجي , يجب أن يكون خير سفير لبلده وقدوة في تصرفاته ولو لم يكن سفيراً حقيقياً مكلفا لأنه لا يمثل نفسه وأسرته أو قبيلته أو جماعته , بل يمثل وطنه من خلال الانتماء له بكل جوارحه ، ومن هنا فإن أي تصرف محسوب على وطنه وليس عليه هو , بل ويتم الحكم دائماً على الوطن من خلال هذا المواطن , وخصوصاً لمن لا يستطيع أن يزور بلدك , فهو يعطي حكماً عن بلدك من خلالك أنت . وأقرب مثال على ذلك عليك أيها القارئ الكريم عليك أن تنظر إلى بعض أبناء الدول المختلفة الذين يعيشون بيننا للبحث عن لقمة العيش , فتجد المجتمع هنا قد صنف تلك الجنسيات وأعطي حكماً على دولها وشعوبها من خلال فرد يتعامل معه , سواء يعمل في مجال الطب أو التعليم أو التجارة أو حتى عامل نظافة . ويحضرني طرفة جميلة ضحكت منها كثيرا , حيث كنت في مناسبة والمجلس ممتلىء بالناس من شتى الثقافات , فتصدره شخص مفوّه لكنه ليس أفضلهم ثقافة ولا أكبرهم سنا , وتحدث في أمور شتى حتى ضرب مثالا على بعض الدول سواء إسلامية أو عربية أو أجنبية , وصنف أبناءها وأعمالهم حسب ما يقوم به أبناء تلك الدول هنا , حيث هذه الدولة كلهم نجارين وهؤلاء حدادين وهؤلاء كلهم جزارين وهؤلاء كلهم عمال نظافة , حتى وصل إلى أبناء الولاياتالمتحدةالأمريكية فقال : إنهما لا يمكن أن يكونوا عمالا ولا في محلات تغيير الزيوت , والدليل هل رأيتم أمريكي في محل تغيير الزيوت ؟؟ فضج المجلس بالضحك وخير البلية ما يضحك , حيث أن هذا الصنف هم السواد الأعظم هنا . ومن هنا فإن السلوك الحسن والسوي والرائع يسجل لبلدك ، وفي نفس الوقت فالسلوك المشين والسيئ يسجل أيضاً ضده ،حتى أنك تجد مكاتب الاستقدام عند الذهاب إليهم قد وضعوا تصنيفاً ومواصفات مفصلة بالمسطرة والقلم عن كل دولة وأسلوبها وعاداتها وتقاليدها ، وحينما نسألهم عن ذلك يفيدون أن ذلك تم بناء على تقييم أبناء وجالية هذه البلاد هنا. ولهذا فإنني أفضت في الحديث عن ذلك لأصل إلى الحديث عن ظاهرة برزت على السطح قبل أيام وهي دخول عدد من شباب هذا الوطن لعدد من المحلات التجارية في دولة مجاورة , وفدوا إليها بقصد السياحة نهاية الأسبوع , وكان الهدف من جولتهم على تلك المحلات التجارية سواء ملابس أو عطور أو غيرها من باب التسوق وهذا الاعتبار لا غبار عليه ، لكنهم أساؤا لبلدهم دون أن يكون لديهم إي ذرة أحساس في ذلك ، وقد تمثلت تلك الإساءة بتهجمهم على أصحاب هذه المحلات من الرجال والنساء وكذلك على بعض الذين تدخلوا لفض تلك الشجارات ، بل وصل الأمر إلى الاعتداء على بعض الزبائن مما جعل ذلك مظهر غير طيب يجب مساءلتهم عنه بعد عودتهم ولا يكتفى بما تم في أقسام الشرطة هناك ، ويكون ذلك باعتبارهم ممثلين لبلدهم وأن عليهم الالتزام بقوانين وأنظمة أي بلد يذهبون إليه ، حتى لو وصل الأمر إلى منعهم من السفر خصوصاً وأننا نسمع ونقرأ بين الآونة والأخرى مثل تلك الأحداث في بلدان أخرى ، إما في ميدان عام أو داخل مسرح أو سينما أو حتى داخل منتزه عام ، وذلك حتى يكونوا عبرة لغيرهم وحتى لا تكون ظاهرة تتكرر كثيراً , خصوصا وأنها فرصة لعض مرتزقة الصحافة في الخارج وبعض القائمين على بعض القنوات الفضائية المأجورة لا استثمار مثل هذه التصرفات الرعناء للانتقام من هذا البلد وأهله , وتكبير الأمور التي كان من الممكن أن لا ترى , لكنها أصبحت ظاهرة بفعل تكبيرهم لها ، من أجل حفنة من الدولارات , أو كرهاً لهذا البلد المعطاء ( المملكة العربية السعودية ) ، والذين لا يألون جهداً في استثمار أي فرصة واستثمارها بما يسئ لنا وقيادتنا ونحن في غنى عنها . ولكي نلقم كل ناقم حجراً بعد كل افتراء يقومون به ونؤدب من يقومون بهذه الأعمال ، أقترح أن يكون هناك توعية في منافذ الوطن المختلفة سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية توضح لكل مغادر من أبناء الوطن كيف يمثل بلده جيداً . حفظ الله وطني من كل سوء ومكروه وأسعد الله أوقاتكم عبدا لرحمن بن محمد الفرّاج [email protected]