\"ياخادم الحرمين الشريفين لقد حولت وزارة التربية مكرمتك إلى مأساة وإحباط\" بدون مقدمات اعتدنا عليها في بداية كل مقال تقودنا لمضمونه سأبدا مباشرة ، أتدرون لماذا؟ لأنني أتوقع أن موضوع قضية معلمي ومعلمات المملكة العربية السعوية قد علم عنها جل سكان الكرة الأرضية وكأنها معضلة لايمكن التوصل إلى حل لها. هذا المقال هو رسالة لوالدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره حينما شعر بحجم مشكلة أبنائه وبناته المعلمين والمعلمات التي طالتهم طيلة 13 عاما فأمر بتكوين لجنة وزارية سداسية لدراسة القضية واقتراح أفضل السبل لمعالجتها ، ويأتي ذلك إيمانا منه حفظه الله بمبدأ إعطاء كل ذي حق حقه وتحقيق العدالة والمساواة، كان ذلك في بداية شهر رمضان الماضي ، طالت المدة وبقي المعلمون المعلمات لفترة تجاوزت أربعة أشهر تحت ضغط التصريحات المتناقضة ، وعدم انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية ، لتصدر بعد ذلك موافقة ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين باستحداث 204 وظيفية تعليمية لتسوية أوضاع المعلمين والمعلمات على المستويات المستحقة وفق مؤهلاتهم العلمية ، ورفع الجميع أكف الدعاء لملك الإنسانية بحل هذه المشكلة التي ظلت زمنا تلازم المعلمين والمعلمات جراء هضم حقوقهم التي كفلها لهم النظام . ولكن الكارثة الكبرى والاحباط عندما حولت وزارة التربية والتعليم على وجه الخصوص هذه المكرمة الملكية من فرحة إلى هضم حقوق ونفي للعدالة والمساواة وتأسيس لمشاكل مالية ستستمر طوال الوقت المقبل حيث لم تنفذ الوزارة تسوية أوضاع المعلمين حسب حقوقهم بل قامت بنقلهم جميعا للمستويين الخامس والرابع على راتب الدرجات التي تلي رواتبهم على مستوياتهم الحالية والمفروض أن يتم نقلهم على درجاتهم المستحقة وفقا لسنوات خدمتهم حتى تنتهي المشكلة نهائيا ، فوزارة التربية بهذا الإجراء تساوي بين المعلم الجديد ومن تبلغ خدمته أربع إلى خمس سنوات حيث يستلمون جميعا نفس الراتب ، وتبقى المشكلة مع جميع الدفعات وهي بذلك تسن سنة جديدة من الخلل المالي في مرتبات المعلمين والمعلمات إضافة إلى ذلك لم يشر مدير الشؤون المالية والإدارية بوزارة التربية في مؤتمره الذي عقده إلى مسألة الفروقات المالية التي كانت ثالث مطالب المعلمين بعد المستوى المستحق والدرجة المستحقة . فوزارة التربية والتعليم ياخادم الحرمين الشريفين نفذت جزءا من توجيهكم الكريم وبطريقة لا تكفل اجتثاث المشكلة بل بطريقة أحدثت خللا ماليا جديدا حينما رفضت وضع المعلمين والمعلمات على درجاتهم المستحقة وفقا لسنوات خدمتهم . نحن ياخادم الحرمين الشريفين نعلم يقينا بأنك لاترضى ظلما لأبنائك وبناتك المعلمين والمعلمات ويثبت ذلك وقفتك معهم وتشكيلك اللجنة الوزارية ولكننا في الوقت ذاته نشكو إليك جور تلك القرارات التي نفذت بها وزارة التربية والتعليم مكرمتك الأبوية الحانية . همسة: المعلمون والمعلمات إن رفعوا أصواتهم للمطالبة بحقوقهم فهذا شيء مشروع لهم في ظل قيادة رشيدة لاترضى ظلما لأي مواطن ، ونقول للذين يخرجون لنا بين الفينة والأخرى مدعين أنه لا أحقية للمعلمين والمعلمات بالمطالبة بالدرجة المستحقة والفروقات المالية مبررين ذلك بأن ماتعرض له المعلمون والمعلمات في نقص في مرتباتهم ومستوياتهم كان نتيجة ماتعرضت له الدولة في الفترة الماضية من ظروف مختلفة نقول لهم أليس الجميع شركاء في هذا الوطن وجميعهم أبناءه فلماذا يطال الضرر المعلمين والمعلمات ولا يطال غيرهم ؟؟ نحن لانجحد وقفات حكومتنا الرشيدة ووطننا الغالي ولكننا في الوقت ذاته سنبذل مانستطيع لإيصال أصواتنا إليهم في الوقت الذي يرضينا مايوجهون بهم حفظهم الله ورعاهم. بقلم / عائض بن سعيد الغامدي إعلامي سعودي