حال الحديث عن أدبيات ثقافة القراءة لدى عرب اليوم يكون الباحث إزاء تأزم ومشكل برأسين اثنين يتساوقان في الرمادية : الأول :أننا أمة لاتقرأ وليس في أدبياتنا الحديثة هوى القراءة إضافة إلى الأمية الضاربة الثاني :أزمة ومشكل القراءة غير المضيفة والمثرية والمحررة في المشكل الأول استدعي إحصائيتين لليونسكو تكشف حجم التأزم الثقافي في الوطن العربي *عدد الأميين في الوطن العربي مائة مليون إنسان ،يعني قرابة الثلث والثلث كثير. *مقارنه بين العرب والأوربيين في عدد ماينشر من الكتب :في العالم العربي خمس وثلاثون كتاب لكل مليون نسمه ،بينما في أوربا خمسمائة وثمان وخمسون كتاب لكل مليون نسمه. وأدرج في الحديث عن المشكل الثاني في القراءة غير المثرية المضيفة المحررة حيث ازمة القراءة الموات التي لاتزيح القارئ عن الموجودات والايمانات الذهنية الرازحة في أغوار الوعي ولاعن البدا هات التقليدية والعادات المعرفية الراسخة رسوخ اللاهوتيات ذاك أن شكل ثقافة القراءة في البيئات الشفهية التي تعتمد الذهنية القياسية المحاكاتية تعتمد القراءة بثقافة الأذن التي عادة ماتعتمد الوثوقيه والدوغمائيه بديلا عن القراءة الخلاقة العاقلة , قراءة ثقافة العين حيث يظل القارئ الشفهي أسير الاختطاف المضمر للفهم والإدراك المعرفي الجديد إلا ماكان متسقاً مع نسقه الشمولي اللفظي إذ تكرس بيئة التسليم والجبر المعرفي في أغوار القارئ التقليدي الايأخذ من المنتج المعرفي أو يجتث معنى إلى سله الوعي لديه الاعبر احاله النص المقروء إلى خطاب سماعي كأنما يسمعه ويقايسه مع منظومته المعرفية اللفظية المعطى الجديد معها وبإدغام النصوص بمقارنه مع بداهاته وايماناته المدمجة خلال التراكم السماعي متجاوزا ذاتيته ورؤيته الخاصة ليمارس قراءه سلبيه تعتمد الأذن التي هي مرشح المعرفة الحقيقي لديه لتتحكم طبقات المحفوظ والمضمرالشفهي بمرور ومراجعه الجديد والطارئ الثقافي ليضل المحضور محضور محضور والمباح مباح.كما هو قارفي الوعي والعائد في هذا النمط من القراءة انه لايخلق ذاتا لها سيادتها على ايماناتها وقناعاتها قادرة على فرز مدخلاتها المعرفية باستقلال ،بل ذاتا مكرسه للمكرس ومرتهنة لمستندات محمله بحمولات مفاهيمه مرتجة مكبله بقراءات ونماذج ناجزه ونصوص ميتة متناهية وذهنيه لاتستطيع التمدد انطلاقا من مركزها بمنهجيه طرديه طولية محدثه ،وإنما تتمدد بآلية مركزيه لتنمو بالنسج حول مركزها بطريقه دائرية تكراريه . .ولو تحولنا للقراءة بثقافة العين القراءة العاقلة التي تحترم الذات لألفينا التضاد حيث ثقافة الحضور الكامل والاستقلال والاضافه والحوار الحر بين القارئ والكتاب والكاتب بعيدا عن أي وسيط أو وصي ،ثقافة تسمح في الحفر في طبقات الوعي واستضافه غير الموجودات الذهنية وما وراء حدود الإدراك منهجيه تمنح التواصل مع معطى المنتج الفكري دون انتداب لسدنه المضمرات ،والتو اشج مع المقرؤ ومناقشته دونما توجس من رقابة الكائن النسقي ،ذاك أن ثقافة العين عشق واستقلال وشجاعة وإضافة متمايزة لثقافة الأذن التي هي ثقافة توجس وانسحاب وتواري ووقفيه وسبيل الخلاص للتحول لثقافة العين بتقليص سلطة البيئة اللفضيه النقليه من حراس الهوية والذاكرة المتملكين لاراده ولون الوعي والإدراك الحر من خلال تجذير الثقة في ذات القارئ والمسئولية والسيادة المطلقة على اروقه الذات . حيث أنا شاركنا في تسييج هذه السلطة للبيئة اللفضيه والتسوير على تخومنا الذهنية بصمتنا وكذا البيئات المؤممة ثقافيا تدوم فيها امتيازات كرادلتها باستلاب وحجب الوعي واحتكاره بفرض خط معرفي واحد من خلال إرهابات لامتناهيه ككل الأرثوذكسيات . *** عبدالله النغيمشي [email protected] =========================================================== تعليقات الزوار بريداوي اطلالة جميلة ومتميزة لك ايها المثقف... فاطمه مقال جميل ورائع ... السؤال الذي يطرح نفسه.. مالمدى الذي يمكن ان تحثة الثقافة في ظل ثورة العالم؟ خالد علي الدبيبي تحياتي لك ومشتاقين لابتسامتك الدائمة . نعم العرب أخذوا كأس العالم بالتخلف والامية يوسف عبدالله شكراً لك استاذ عبدالله على هذه الاطلاله ... أرى انك اهتممت كثيراً في المقال بالمدّوَن لا المدوِن ، مما أفقد المقال كثيراً من الوضوح للقارئ ... وعن الموضوع:أرى أن القارئ العربي يهتم غالباً بالتخصص ، بعكس القارئ الأوربي الذي ينتظر الجديد بكل فن لزيادة مخزونه الثقافي.. لك خالص تحياتي استاذ عبدالله احمد محمد اشكرك ياخ عبداله على هذ المقال الشيق وهذ يدل على ثقافتك الواسعه وهذالمقال يوضح لنا عدم الاستسلام واستخدام عوقلنا والتجرد من التراكمات الاجتماعيه التي سوف تهوي بنا طرحك الجميل يدل على محمل السلام في جميع الاوجه سلامي وتحياتي ابومتعب ال علوش نبارك للاخ الفاضل ابو سلمان هذا الاسلوب المميز والثقافه الواسعه من رجل متمكن قادر على فن الصياغه وجزالة ما يكتب فهذا الرجل تربوي ولمساته تلك ستنعكس على ما يتلقى طلابه منه واسهاماتهم على مستوى الكتابه والخطابه آملين ان يتحغنا بالمزيد من المواضيع الهادفه بارك الله فيه احمد المحمد 000رائع000 000 نحن بحاجه الى تلك المقالات والمواضيع المميزه والتي تجعل منا ليس قرا ء فحسب بل تجعل منا مفكربن 0نفكر بتلك الافكار والرسال المعرفيه التي تحتوي عليها المواضيع والمقالات هذا ماوجدته حقيقه هنا في هذا المقال الرائع فاعندما تقراء مقال يتحدث عن ثقافة العين يقابلها ثقافة الاذن تلك الثقافه التي وصفها الكاتب ب قوله(( أن ثقافة العين عشق واستقلال وشجاعة وإضافة متمايزة لثقافة الأذن التي هي ثقافة توجس وانسحاب وتواري ووقفيه وسبيل الخلاص للتحول لثقافة العين )) عندما نصل الى تلك الافكار لابد لنا ان نذهب بعيدا الى فهم كامل الى حقيقة مكتسباتنا الثقافيه والمعرفيه وكيف تكونت لدينا تلك الثقافه 0 هل هي من خلال العين ام الاذن بالطبع من كليهما ولكن هل لنا دور كبير في تكوين تلك الثقافه الناتجه من خلال مانقراءومانسمع ام نحن انعكاس لثقافة الكاتب او المتحدث 0 قبل لاخير اشير الى روعة المقال وتميزه الذي يعكس تميز كاتبه الذي يشعرك من خلال هذا المقال بانه يحمل ليس ثقافه وحسب بل فكر عميق ومتميز ذو طابع فلسفي جميل شكرا للاستاذ عبدالله النغيمشي واتمنى المزيد من الابداع شكرا للجميع عبد الرحمن الراشد - الرياض اشكر الكاتب والأديب /النغيمشي وبلفعل كل ماذكره ملموس ابو بدر أكاد أجزم أن الأستاذ عبدالله لم ينكأ هذا الجرح الذي ينخر في جسد الأمة إلا بسبب مارأه من ضعف بالمخزون الثقافي وسوء الأقاء لدى الكثير من المسؤولين والتربويين وأعتقد أن الأخ عبدالله لايسعى للثناء والإطراء على هذا الطرح بقدر مايسعى إلى الاستماع إلى آرائكم عن الأسباب التي أدت بنا إلى هذا التردي والوسائل الناجعة لعلاجها فشكراً للأستاذ عبدالله وشكراً لكم عبد العزيز الناصر الاستاذ عبد الله النغيمشي مشكلة الموضوع انه موجه لمن لن يدركه لان القارئ النموذج الذي تبحث عنه هو بالتاكيد الذي ادرك ماترمي اليه دمت استاذا للقيم ايها الرائع فهد مقال رائع جدا .. اتمنى لك التوفيق ابا سلمان فعلا السائد الآن هو ثقافة العين ... فالدش والانترنت والصحف باعتقدادي قد سببت للغالب العزوف عن القراءة وكذلك سببت ضياع الوقت مما يصعب على الانسان تنظيم وقته . عفوا ابا سلمان على هذي الملاحظه .. من وجهت نظري ان المقال قد بعد عن سياسة التبسيط . تحياتي لك ابو زياد