تعيش المحافظة منذ مايزيد عن العام حالة مخاض عسيرة ، بدأت تخف حدتها الآونة الأخيرة بإزاحة بعض المسببات فيما يحدث لعفيف وأبناءها . فبعد هذه الفترة الطويلة التي قضاها محافظ عفيف السابق ، يصدر قرار نقله وينقسم المتابعون حياله قسمان ، قسم يكذب ويشكك ، وقسم مؤيد ، ثم يلي ذلك الملاحقة التي طالت الصحفيين بوشاية من المؤيدين لاستمرار المحافظ المنقول . وتتسلسل الأحداث التي بدأت بإعفاء مدير التعليم من قبل ، ليلحق رئيس الشرطة بالمحافظ ، ويبقى التساؤل قائماً : هل انتهت المشكلة فعلاً ، أم أن الأمور لاتتجاوز الشكاوى الكيدية من بعض المواطنين الذين لم يكن لهم نصيب في الانتفاع من هذين الرجلين . ولا يكاد مسلسل الأحداث يوشك على النهاية والقبول بالتغيير ، إلا وتندلع الحلقة التي نعتقد أنها الأهم ، بعد أن استعد رجال من أبناء المحافظة لمقابلة سمو أمير المنطقة للسلام في المقام الأول ، وكشف واقع عفيف في المقام الثاني . فحين استبشر بعضنا بأن الوفد سيضع النقاط على الحروف ويقدم الخدمة لأبناء عفيف على طبق من ذهب ، ويكشف للرجل الأول في المنطقة الحقيقة كما هي . انبرى وفد آخر ، نشك أنه الأغلب والغالب ؛ ليقول لهؤلاء الرجال : توقفوا أنتم لا تمثلون عفيف ؟!! وتعود دوامة الخلافات لتعصف بأفق المحافظة من جديد ، فلماذا تفاءل القسم الأول وأعلن القسم الآخر تشاؤمه ؟ إن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع ، أن قرارات اختيار المجالس باستثناء المجلس البلدي لازالت رهينة المكاتب الرسمية ، وعقليات المحافظين ، التي لانجزم كثيراً بتوافق برمجتها مع أنظمة الإدارة في العام 2010 . لكن الذين يرون بأن الوفد سيقول كلمته ، ويعلقون على أعضاؤه الكثير من الآمال يبررون بأن الوفد يضم رجال من أبناء المحافظة ، لهم صولات وجولات في انتزاع حقوقها الخدمية ، ولا ينقصهم الكثير من الممارسة في هذا الجانب ، ويعول كثيراً على غيرتهم وانحيازهم لمصلحة عفيف في المقام الأول . إما القسم الآخر ، فيقدمون تبريراً لماذهبوا إليه ، فيرون بأن الوفد مجرد أشخاص خرجوا من داخل المحافظة ويصطبغون بطابع الفردية والأنانية ، ولهم تجارب سابقة تؤكد نزعتهم الخاصة على حساب المصلحة العامة ، ويذهبون إلى تقسيمهم إلى فئة تبحث عن الظهور في الصورة ، لن تتجاوز مساهمتها كلمة : الأمور تمام وذلك بفضلك .. وفئة تريد أن تروج وتذر الرماد في العيون للاستمرار في تمرير مصالحها الفردية تحت غطاء المصلحة العامة ، ستردد عبارة : كل شئ تمام حسب التوجيهات !! بينما في الحقيقة يحتفظون بالتفاصيل الأدق لأسباب تعثر تطور المحافظة وسيرها في اتجاه عكسي مع الحركة النهضوية التي تعيشها البلاد عامة . ولعل للقسم الأخير مايبرر موقفه المتشنج من تمثيل الوفد وأحقيته بذلك ، وذلك بالرجوع إلى مواقف سابقة لبعض المشاركين في الوفد ، لم تخدم المحافظة بشئ . وللانصاف فإن هناك قسم ثالث غائب أو مغيب ، ويشكل النسبة الأٌقل .. يتحفظ على الزج برأيه ، إلا إن قراءة أفكاره جديرة بالاهتمام ، فهو يتساءل على استحياء من نّصب هؤلاء للحديث باسماء أهالي عفيف ، ومالذي سنجنيه من زيارة عابرة ، نسقتها جهة حكومية تعمل في نطاق ضيق لعرض انجازاتها على المسؤول الإداري الأكبر في المنطقة ، وهو حق لها لانصادره ، لكن من أوكل للبقية التقدم في ظل التدثر بالعباءة المشقوقة : نحن أهالي عفيف . بعيداً عن انقسام الشارع حيال الموقف ، يجب أن يأخذ وفد المحافظة على عاتقه مسؤولية ايصال الواقع المزري الذي تعيشه المحافظة إدارياً وخدماتياً ، وعلى كافة الأصعدة كما هو دون مكيجة أو تزييف .