تنوعت خطب مدينة جدة بين الحرص على تدبر الآيات، كقوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)، وبين النهي عن الشماتة، لما في هاتين الصفتين من تحقيق للقيم المثلى التي ينبغي تحلي المؤمن بها. فإمام وخطيب جامع زينل بحي النزلة بجدة عبدالله سعيد الزهراني يتحدث عبر خطبته عن قول الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون)، إذ على المؤمنين تدبر آيات الله سبحانه وتعالى وفقا لقوله سبحانه وتعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). ويتطرق، عبر الآية، إلى أن الهداية تبدأ من قوله تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله) ثم يستقيم المرء بعد ذلك على الصراط المستقيم، وهذا يقود إلى تبشير الملائكة للمؤمن كما ورد في الآية. ويذكر، عبر خطبته، أن المؤمن لا يقبل عمله إلا بمروره بمراحل أربع: أولها معرفته بالله، ثانيا، معرفته للحق، ثالثها: الإخلاص في عمله، رابعها: أن يكون على هدي وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، خامسها: أن يكون طعامه وشرابه حلالا، لأن الدعاء لا يقبل إلا لمن كان طعامه حلالا. وذكر أن في الآية تبشيرا للمؤمن عند وفاته بحفظ أهله من بعده، مثلما ورد في قول الله تعالى: (وكان أبوهما صالحا)، فقد جاءت الآية بقوله: (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، مبينا أن التقوى خير ما يورثه الأب لأبنائه، كما يبين أن الملائكة تكون أولياء للمؤمن في حياة البرزخ وفي الآخرة. ويتطرق إمام وخطيب مسجد زينل في خطبته الثانية إلى أن المؤمن يستفيد حين تدبره للآيات عددا من الأمور، فيسهم ذلك مثلا في تعزيز إخلاصه في العبادة، وحصوله على البشرى بما يدخل الفرحة على قلبه كما ورد في قول الله تعالى حينما تخاطب الملائكة المؤمنين: (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة). من جانبه، يتحدث إمام وخطيب جامع البشائر بحي الراية بجدة الدكتور عبدالله بن محمد الرقيب، عبر خطبته، عن: «النهي عن الشماتة»، وكيف إن رأى الإنسان شخصا مبتلى لا يشمت به، لئلا يعاقبه الله بالمثل. وينصح، عبر خطبته، بعدم تتبع عورات الآخرين، أو الكشف عنها، وأن يحمد الإنسان ربه حين رؤيته للابتلاء في غيره، مع أهمية العمل الصالح تحقيقا للشكر على النعم، وفقا لقول الله تعالى: (ولئن شكرتم لأزيدنكم).