أختتم معرض الرياض الدولي للكتاب أمس، فعالياته التي احتضنها مركز معارض الرياض خلال العشرة أيام الماضية، وسط إقبال كبير من القارئ السعودي على اقتناء الكتاب بكافة الاتجاهات. واعتبر تيسير مغنية صاحب دار الهلال اللبنانية، وجود معرض كتاب آخر في (الجنادرية) يتزامن مع فعاليات معرض الكتاب الدولي، أمرا سلبيا أسهم في ضعف الإقبال على المعرض، ويقول مغنية: "سمعت أن الجنادرية تحتضن معرضا آخر للكتاب وهذا بلا شك يؤثر في المعرض كثيرا، خاصة أن ذلك المعرض مجاني، وأنا أستغرب حدوث هذا الأمر في نفس توقيت معرض الكتاب الدولي". ويتباهى مغنية كثيرا بإصدار داره كتابا جديدا عن حياة الشاعر محمود درويش بعد وفاته، معتبرا ذلك مفخرة للدار. وأشاد قاسم بركات من دار الفارابي بالقارئ السعودي الذي اعتبره داعما قويا لأدبائه ومثقفيه من خلال الإقبال على شراء كتب المؤلفين السعوديين، ويقول بركات: "السعوديون يسهمون كثيرا في دعم كتابهم وهذا أمر إيجابي له أثر كبير في ازدهار الثقافة في البلد"، ويتابع عن معرض الكتاب: "معرض الرياض له نكهة خاصة مع التعاون الرائع بين اللجان التنظيمية والناشرين"، وعن الكتب الأكثر مبيعا يقول بركات: "الروايات هي الأكثر، بالإضافة إلى الكتب الفكرية بشكل عام ونحن لدينا تنويع في الإصدارات؛ لأننا نعرف جيدا أن القارئ السعودي يهتم بالرواية والفكر والسياسة". ويتفق مع هذه النظرة عصام أبو حمدان من دار الساقي، الذي يشير إلى أن القارئ السعودي ليس قارئ رواية فحسب، بل إن هناك شريحة كبيرة تهتم بالنتاج الفكري والسياسي". معتبرا القارئ السعودي من أهم القراء في العالم العربي. وفي منحى آخر، يرفض بسّام الكردي مدير المركز الثقافي العربي، إطلاق مسمى (معاناة)، على بعض الإشكاليات البسيطة التي تحدث في المعرض، كاشفا عن أن المعاناة الحقيقية هو ما يحدث للناشرين من واقع النشر في البلاد العربية، ويقول: "واقع النشر في العالم العربي ضعيف جدا؛ فكمية السحب قليلة مقارنة ببلد مثل اليونان الذي ينشر كتبا أكثر من العالم العربي قاطبة، وللأسف أن هذا هو واقعنا؛ فلا بد أن نعترف بأن هذا هو حجم القراء في بلادنا العربية". ويضيف: "الذي يقول إننا نكسب ماديا من هذه المعارض فهو مخطئ؛ لأننا لو حسبنا جميع المصاريف فإننا نجد أن مبيعاتنا لا تغطي العديد من الجوانب من شحن وإيجار محل وبطاقة سفر وسكن، ولكن نحن مكاسبنا تأتي على الصعيد المعنوي فقط، حيث نلتقي بالمثقفين والمؤلفين والجمهور بشكل مباشر ونتلقى الملاحظات". أما محمد موسى من دار الفكر اللبناني فكشف واقعا آخر لمناشط دور النشر في العالم العربي حيث يقول: "دارنا تغطي نحو 80 في المئة من الكتب المدرسية للمدارس الأهلية في السعودية، ولدينا طبعة من كتاب (لغتي فرحتي) خاصة بدول الخليج غير الطبعة اللبنانية".