رغم كثافته البشرية إلا أن مركز حسوة جنوب مدينة أبها ما زال يعاني من تردي الخدمات الأساسية خاصة الطرق التي تشكل الشريان الرئيس لأبناء القرى ال 29 التي تكون المركز والذين يعملون في مدينتي أبها وخميس مشيط الذين يقطعون عقبة الصليل التي التهمت الكثير منهم في حوادث مرورية دامية لوعورة مسالكها. وحسوة هي إحدى مراكز رجال ألمع وتقطنها أربع قبائل ويقدر عدد سكانها أكثر من 30 ألفا، تتوزع قراهم ما بين الجبال والأودية والهضاب لكن سكانها يشيرون إلى أنهم- رغم الموقع المتميز والخضرة التي تكسو جبالها وأوديتها- لا يستمتعون بكل هذه المقومات؛ نظرا للنقص الكبير في العديد من الخدمات المهمة التي تجعل حياتهم صعبة. وطالب عدد من السكان في أحاديثهم ل«شمس» زيادة الاهتمام وترقية الخدمات؛ فهم لا يريدون أن يتركوا منطقتهم وينتقلوا إلى مكان آخر مشيرين إلى أن معاناتهم الحقيقة تبدأ وتنتهي ب«عقبة الصليل» التي تؤدي قراهم وأوديتهم وشريانهم للوصول إلى الأسواق والخدمات في المراكز والمدن الأخرى، لافتين إلى أنها تمثل خطرا عظيما على مرتاديها. بديل المعلك وقال موسى عبدالله إن هذا الطريق الذي يشق العقبة كان البديل لعقبة المعلك التي لم تكن تشكل خطورة كالتي تشكلها الصليل. مشيرا إلى أن العمل جار الآن لتنفيذ مشروع نفق حسوة الذي طال انتظاره أكثر من 30 عاما رغم اعتماده وإعلان ميزانيته، وبسببه تم إغلاق الطريق السابق، لكن الخوف أن يستغرق التنفيذ أكثر من المدة المقررة بخمسة أعوام، كما حدث مع مشاريع أخرى، وهذا يعني أن خسائر الطريق مرشحة للتزايد؛ لان المركبات التي تعبر الطريق تتجاوز ال 500 سيارة في اليوم تزيد إلى أكثر من خمسة آلاف في نهاية الأسبوع بسبب عودة أبناء القرى المقيمين في أبها وخميس مشيط. مياه الأمطار أما حسين الهملاني «معلم بثانوية الشافعي» فأشار إلى معاناة أخرى وهي صعوبة الحصول على مياه نقية للشرب في ظل امتناع أصحاب الصهاريج عن عبور العقبة خوفا من التعرض للحوادث، الأمر الذي يضطرهم للاعتماد على مياه الأمطار غير الصالحة للشرب أحيانا. وأضاف أن السكان يعانون أيضا من عدم وجود مراكز علاجية في المركز وهو ما يشكل تهديدا للمرضى والحوامل الذين يستغرق الوصول بهم إلى المستشفيات القريبة وقتا طويلا عبر عقبة الصليل. إضافة إلى ذلك فإن عدم وجود مركز للدفاع المدني أيضا يشكل تهديدا للسكان في حال حدوث حريق أو أمر طارئ. وطالب محمد الرافعي من إدارة الطرق بعسير وبلدية رجال ألمع توسعة الطريق وعمل مصدات جانبية وسياجات حديدية تحمي مرتاديه من السقوط في الأودية المطلة على العقبة، حتى وإن كانت الجهة المسؤولة هي وزارة النقل، موضحا أنه تم إغلاق العقبة قبل أسبوعين مدة ثلاثة أيام إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، الأمر الذي جعلهم منقطعين عن العالم حتى قام الأهالي بفتح الطريق بأنفسهم، مشيرا إلى أن هذه المعاناة مستمرة على مدار العام . من جانبه اعترف رئيس مركز حسوة عيسى العرافي بكل تلك المعاناة التي نقلها السكان خاصة فيما يتعلق بالعقبة. وقال ل«شمس» إن العقبة طريق بديلة وستكون فقط لمدة ستة أشهر بدأت من شهر شعبان الماضي، وذلك بسبب العمل الجاري في نفق حسوة الذي سيحل كثيرا من الإشكاليات. وأضاف «أما نقص الخدمات الأساسية فهو أمر مقلق وقدمنا العديد من الطلبات التي نوقشت في المجلس المحلي بالمحافظة وتم رفعها إلى مجلس المنطقة، ثم إلى الجهات المعنية في انتظار تعميدها». وأضاف أن هناك طلبا لإيجاد مركز تنموي للأهالي والمحتاجين من سكان المركز على غرار ماهو معمول به في مراكز الحريضة والقحمة ومراكز عسير الساحلية. وذكر أن مشروع إنشاء سوق شعبي بالمركز أصبح قريبا وتم وقوف لجنة لموقعه وإعداد دراسة لنزع ملكية بعض الأملاك الخاصة لإنشائه .