تشهد المملكة اليوم طقسا حاراً جداً وجافاً، وذلك في مناطق واسعة عدا المرتفعات، وتواصل درجات الحرارة الارتفاع، فتسجل معدلات صيفية في الوسطى والشرقية، وتكسر مؤشر الاربعينات المئوية عند الظهيرة، وتنشط الرياح السطحية بسرعات عالية، وتكون الاجواء مغبرة بشكل عام، تتسبب في تدني الرؤية الافقية، في الاماكن المكشوفة والطرق البرية، فيما يستمر تكاثف السحب الرعدية، في سماء المناطق الغربية والجنوبية والقصيم وغرب الرياض، مع فرص متزايدة لامكانية تساقط زخات الامطار المتفرقة، التي تكون مسبوقة بموجات من الرياح العاصفة مثيرة للاتربة والغبار في المواقع الممطورة، وتتداخل عوامل جوية في مسببات هذه الاضطرابات الجوية، حيث تظهر بوادر هجمات متسارعة لمنخفض الهند الاستوائي، الذي من شأنه التاثير في المنظومة الطقسية تباعا، متوقعا ان يشتد في السيطرة على الاجواء، حتى الاقتراب من نهاية شهر اغسطس المقبل ان شاء الله تعالى. وطبقا لتقديرات المختصين في المناخ، فإن حالة عدم الاستقرار الجوي السائدة، جاءت على غير المعتاد، مقارنة بالمواسم المماثلة لنفس هذه الفترة من العام، وذلك في بعض المتغيرات، خاصة ارتفاع مستوى الحرارة، حيث يلحظ ان الدرجات المسجلة هذه الايام، سابقة لاوانها في الاقتراب من سقف المعدلات الصيفية المرتفعة، كما ترتفع وتيرة عدم استقرار الاجواء في الاسبوع القادم، متوقعا مساحة واسعة لموجات الغبار. وفي سياق متصل أوضح الباحث المختص بالفلك والمناخ، سلمان آل رمضان، ان حرارة الخمسين في المنطقة الشرقية تعد طبيعية صيفا، يضاف الى ذلك ان هنالك ارتفاعا مصاحبا للرطوبة النسبية خلال الفترة القادمة، وبالتالي فإن الدرجة المحسوسة: هي القياس الفعلي وفي الاغلب تتجاوز المعلنة ارصاديا خاصة في السواحل، كما انها تتفاوت بين منطقة واخرى، فتكون الاعلى جنوب المنطقة، وتختلف نتيجة العوامل الجوية المؤثرة على حالة الطقس، الذي يعني انها غير مستقرة لايام طويلة، وبشكل عام ان الصيف يتكرر بمستويات حرارة عالية، فيما لا يمكن الاستباق في توقعات الفترة القادمة للموسم، نظرا لهذا الافتراض في امكانية حدوث متغيرات آنية، وهي الاحتمالات التي تؤخذ في الاعتبار دائما، والمثال في ذلك مدى تعمق منخفض الهند الموسمي، وغيره من الاضطرابات الجوية ذات الطبيعة الفصلية في العلاقة بالموسم الحار، بالاضافة الى ان اجواء صيف هذا العام، سوف تتاثر نسبيا بما يطرأ في المناخ على مستوى الكرة الارضية، الذي يشهد الاحترار القياسي، وانماطا غير مألوفة في جملة العناصر الجوية، في حين تقترب درجات الحرارة بالشرقية من الثلاثينات في الصغرى مساء، ومتوسط الاربعينات المئوية في الظهيرة اليوم، وحتى الاسبوع القادم ان شاء الله، وحول الموجات الغبارية السائدة قال الفلكي آل رمضان، انها بداية موسم (البوارح)، في حين ما زلنا نعيش ما تبقى من أمطار (السرايات)، التي تستمر عادةً حتى منتصف مايو، وتكون السواحل الجنوبية الغربية للمملكة، هي الأوفر حظا ولو بأمطار خفيفية، تشمل مكةالمكرمة وما يجاورها من مناطق، وتمتد لاحقا ان شاء الله، الى اجزاء من الوسطى والشمالية والشمالية الشرقية حتى الكويت، وفرصتها ضعيفة في المنطقة الشرقية لكنها ليست معدومة. ويتزامن اليوم السبت مع اقتران القمر بالثريا الساعة 05:43 مساء بتوقيت القطيف، الذي يعرف بقران أول الشهر، وإن كان يصعب ملاحظته بالعين المجردة، لقرب الثريا من الشمس في بداية الكنة، حيث تغيب نجوم الثريا أربعين ليلة، وهي التي تستبق مربعانية القيظ (الصيف) في الاسبوع الاول من يوليو المقبل، ويسميه العرب قديما (قران حادي)، ومن الاقوال حول هذا اليوم: (قران حادي على الماء ترادي)، وذلك كناية عن ورود الأبل لمصادر المياه للشرب، وتم الاخذ بذلك دلالة على دخول الصيف، وفقا الى مقاييس شبه الجزيرة العربية، في معرفة سكانها بتغير الأجواء من خلال النجوم، دون علاقة بطبيعة الحال في تاثير الطوالع على احوال الطقس، وانما تقويم استدلالي في تحديد النقلات الفصلية تكون على نحوٍ تقريبي في مثل هذه المؤشرات، ويشير الرمضان الى ان ظهور نجم طالع الثُّريَّا (7 يونيو)، بداية لفصل الصيف الفعلي الذي يمثل فترة اشتداد الحر والسموم، ويندر فيه نزول الأمطار، ويكثر في موسمه هبوب الرياح والعواصف الرملية، وتغور المياه في الآبار، ويرتج البحر، مع استمرار البوارح وهي الرياح الشمالية المحملة بالأتربة، كما أن فرص تواصل تقلب الأجواء وهبوب الرياح المثيرة للغبار العالق، تكون متواصلة بفترة (القيظ)، حيث يكون هبوب الرياح مع طلوع الشمس، وتشتد مع زيادة الحرارة ثم تهدأ مع غياب الشمس، ويترسب الغبار على الأشياء، لافتا إلى أن موسم البوارح، يمتد من أواخر إبريل حتى منتصف يوليو، كما يعرف طالع الثريا ب(الجوزاءالاولى)، ويبدأ فيها تلون البلح في طلع بواكير النخل، وهي ايام تنضج فيها الثمار، وعُرف طالع الثريا ايضا في الخليج قديما موعدا للغوص بحثا عن اللؤلؤ.
