منذ الصغر كنت أرى أن أكثر الأوقات متعة تكون عندما نتواجد في منشآت أرامكو السكنية. فقد كنا نستمتع بدخول ما كان يطلق عليه المراكز الترفيهية ونقضي أوقاتا مفيدة للجسم والعقل في ألعاب ونشاطات تقدمها شركة أرامكو السعودية لموظفيها في ذلك الوقت، سواء ألعابا رياضية مثل لعبة البولينج أو ترويحية كالسينما والمكتبات. فقد كنا - ونحن أطفالا - نحاول فهم الكثير منها، كنا نرى لعبة البولنج وتنس الطاولة والبلياردو, إضافة للألعاب التي كانت في الهواء الطلق خاصة البيسبول وكرة التنس الأرضي. إضافة لتلك الألعاب كان أكثر شيء ممتعا تواجدنا في المكتبة التي كانت تزخر بأفضل وأجمل الكتب سواء للقاريء الصغير أو الكبير. ومازلت أذكر في طفولتي دخولنا دور السينما في أحياء أرامكو كحي المنيرة في الظهران وحي نجمة في رأس تنورة، لكن نظرا لقرب مدينة أبقيق للأحساء فقد كنا نذهب أكثر الاوقات إلى حي الفرحة وندخل السينما التي تعرض الأفلام في الهواء الطلق عن طريق أحد أعمامي, خالد بن محمد الملحم رحمه الله. وقد كان قضاء يوم كامل هناك يعتبر رحلة ترفيهية وتثقيفية، كنا نتعلم أمورا مثل أنظمة السير وأهمية ربط الحزام في وقت لم تكن دول مثل أمريكا قد وضعت قوانين خاصة بربط الحزام. ولعلم القاريء فقد كانت شركة أرامكو منذ نشأتها ذات تأثير مباشر على تطور الرياضة وتقديم الألعاب الجديدة التي لم تكن معروفة في المنطقة الشرقية. وفي أرامكو تم بناء أول ملاعب مزروعة ومضاءة, ليس على مستوى المملكة, بل على مستوى المنطقة أجمع، وبمعنى آخر, أرامكو ليست جديدة على الرياضة أو بناء منشآتها. وقبل عدة أيام وفي لفتة أبوية واهتمام بالشباب السعودي, كلف سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله شركة أرامكو السعودية بالإشراف على إنشاء (11) ملعبا في جميع مناطق المملكة تتسم بأعلى الواصفات والمعايير. ووجه الملك عبدالله المهندس النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية بأن تنشيء الشركة هذه الملاعب على غرار ما أنجز بمدينة الملك عبدالله في جدة. وقد تمت ملاحظة أن الأحساء لن يكون من نصيبها أي من هذه الملاعب التي ستكون من الأفضل على المستوى العالمي. وقد يكون السبب راجعا إلى أنه توجد ملاعب حاليا تفي بالغرض في الوقت الحالي، لذلك بدأ الكثير يسأل: لماذا لا يوجد في الأحساء - التي تضم ثلاث مدن رئيسة وعشرات القرى وبها عدد كبير من موظفي أرامكو - أي مركز ترفيهي على غرار ما هو موجود في الظهران مثلا. ففي الوقت الحالي يرى الكثير من موظفي أرامكو السعودية زملاءهم يستمتعون هم وعوائلهم بمراكز الترفيه في مدينة الظهران, في الوقت الذي لا يوجد شيء من هذا القبيل في الأحساء. فيا حبذا أن تقوم شركة أرامكو السعودية ببناء مركز ترفيهي ورياضي في الأحساء يشمل رياضات مختلفة مثل ملاعب تنس أو ملعب بولينج أو برك سباحة ويضاف لها مركز ألعاب قوى لكمال الأجسام والأجهزة الرياضية التي تساعد على تخفيف الوزن. إن موظفي شركة أرامكو السعودية وأسرهم في الأحساء من الممكن أن يستفيدوا من منشآت من تلك النوعية التي تسد فراغ الكثير منهم خاصة في أشهر الصيف.