ينطلق في محافظة الخرج الإثنين المقبل ملتقى الخرج للأمن الفكري الذي يعد أحد أضخم الملتقيات الفكرية التي تشهدها المحافظة بباكورة من البرامج والفعاليات التي تستهدف المجتمع والطلاب والطالبات فكرياً ورفع وعيهم تجاه القضايا المعاصرة. ويعتبر الملتقى أحد أهم البرامج التي سعت إدارة تعليم الخرج إلى تنفيذها من خلال رؤية الإدارة المنبثقة من البرنامج الوقائي الوطني "فطن" الذي يعنى بتحويل المجتمع من مجتمع متلقي إلى مجتمع واع يستطيع فهم ما يدور حوله من قضايا فكرية ويكتشف بذاته الأساليب والطرق التي تحاول خداعه وغشه وتنمي لديه إدراكه ليكون عنصراً فعالا في الوطن يمتاز بالفطنة والذكاء ويعرف مسبقاً الأساليب الملتوية التي تحاول إيقاعه في شرك الأفكار الضالة والهدامة والتكفيرية وتلك التي تؤثر عليه في حياته وأسرته ومجتمعه وبعض الأفكار التي ينتهجها أعداء الدين والدولة لإقاع الشباب في شرك المخدرات وبعض الأساليب التي تتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف والتوجه الوطني لبناء المكان والإنسان وفق الكتاب والسنة. وأوضح مدير تعليم الخرج الدكتور عبدالرحمن العبدالجبار أن هذا الملتقى بدأ يكشف جوانب نجاحه من خلال ما لمسناه من حرص المسؤولين في وزارة التعليم على دعمه وتذليل العوائق والصعوبات أمامه، ومن خلال الشراكة المثمرة والمبادرة المتميزة لعدد من قطاعات الدولة تتقدمها وزارة الداخلية وجامعة نايف للعلوم الأمنية ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة ومكافحة المخدرات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأكد العبدالجبار أن مشاركة هذه الجهات الفعالة ذات الباع الطويل والخبرة العريقة في حل الكثير من القضايا إضافة إلى جهات معنية باستكمال البرامج التكاملية مثل رعاية الشباب ومستشفى الأمل وعدد من الجهات التابعة لوزارة الصحة ولجان التنمية الاجتماعية تسعى مجملة إلى تلخيص خبراتها في مجال الأمن الفكري ليكون تحت سقف واحد يستطيع من خلاله أبناؤنا وبناتنا الطلاب والطالبات من الاستفادة القصوى ورفع وعيهم والإجابة على استفساراتهم والتعاون فيما يخدم توجه القيادة الحكيمة وتعزيز مبادئ الأمن الفكري الذي يعد أحد أسس الشريعة الإسلامية لتحقيق العيش بسلام في المجتمع وتطهيره من أي مؤثرات داخلية أو خارجية وإيصال الشباب والشابات إلى المفهوم التكاملي الشامل بما يحيط بهم. وكشف العبدالجبار عن إقامة ندوة للرجال يوم الإثنين المقبل تسبق افتتاح الملتقى ينظمها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وسيتم تدشين الملتقى يوم الثلاثاء القادم وسيتزامن مع التدشين معرض متكامل بمشاركة كافة الجهات ذات العلاقة، وسيقام على هامش الملتقى عدد من الدورات التدريبية والندوات. وقال العبدالجبار إن تحصين الطلاب فكريا واجتماعيا، بمجموعة من المفاهيم والمهارات والاتجاهات وتنمية الولاء والانتماء للوطن، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال والوسطية ونشر ثقافة الحوار والاختلاف، ومعالجة الشائعات عبر وسائط المعلومات والتواصل، نحن إليها أحوج في هذا الزمن الذي تعصف به التيارات من كل جانب، لذا أتى هذا الملتقى والذي يستهدف الميدان التعليمي والتربوي لاسيما شريحة الشباب في المجتمع والتي لها النسبة الكبيرة في المملكة قد تصل إلى 63%، وغايات وأهداف هذا الملتقى وضعت لكي ترتقي بناشئتنا إلى معالي الأمور وجعلهم معاول بناء في السلم الحضاري للوطن، لذا يُعنى هذا الملتقى كذلك بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية.
