ذكر مركز أبحاث الشؤون الدبلوماسية الذي يتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقرا له أن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تم اختياره ك«سياسي العام 2023». ويأتي هذا الاعتراف في ضوء دوره المحوري في انضمام المملكة إلى كل من منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، وموقعه الفعال في توقيع الاتفاق التاريخي مع إيران. ويقول مركز thediplomaticaffairs إن الأمير محمد بن سلمان، أظهر قيادة ملحوظة وبراعة دبلوماسية في التنقل في المشهد المعقد للسياسة العالمية. ولم يؤد نهجه البصري إلى إعادة تشكيل السياسة الداخلية للمملكة العربية السعودية فحسب، بل أيضا علاقاتها الدولية، مما وضع المملكة كلاعب حيوي في المجال العالمي. وتعد عضوية منظمة شانغهاي للتعاون وبريكس معلما هاما للمملكة العربية السعودية، وتمثل فصلا جديدا في علاقاتها الدولية. إن دخول المملكة إلى هذه المحافل المؤثرة يدل على وزنها الجيوسياسي المتزايد والتزامها بالدبلوماسية متعددة الأطراف. كانت قيادة محمد بن سلمان جزءا لا يتجزأ من هذه الإنجازات، حيث توسط في العلاقات وأبحر في المفاوضات ببراعة. عام على المصالحة ومر عام على أهم تطور إقليمي في الشرق الأوسط، بوساطة صينية، حيث تم إعلان عودة العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح سفارتيهما. وأعلنت السعودية وإيران بوساطة الصين، في بيان، يوم 10 مارس 2023، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهرين، حيث كانت العلاقات قد انقطعت بين البلدين في عام 2016، وأكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أن علاقة المملكة مع إيران قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول. حيث تتطلع المملكة إلى أن تنعكس عودة العلاقات مع إيران إيجابيا على المنطقة والعالم. وأثبتت السعودية عددا من العوامل عند توقيعها الاتفاق، توضح التحول في توجهات القيادة السعودية، خلال الآونة الأخيرة، إلى مرحلة أكثر ديناميكية وانفتاحا تجاه مجريات الشؤون الإقليمية والعالمية بحكم المقدرات والإمكانات السعودية المتعددة ضمن رؤية سعودية طموحة (رؤية المملكة 2030) لتحويل المملكة إلى فاعل إقليمي مؤثر في الشرق الأوسط، بل وينقلها إلى مصاف الدول المؤثرة عالميا ويعزز مصالحها إقليميا وعالميا. وبدأ عدد من المبادرات الثنائية، بما في ذلك برنامج الإعفاء من التأشيرة لزيادة عدد الزوار وتشجيع سفر رجال الأعمال بين الطرفين، كما زار نائب محافظ البنك المركزي الإيراني محمد آرام الرياض لتطوير العلاقات المصرفية بين البلدين، وزار وفد عسكري إيراني معرض «إيديكس» الرياض بدعوة من السعودية. وقد أدى الاتفاق إلى تحسين العلاقات بينهما وإلى خفض التوترات والتهدئة بمنطقة الخليج. منظمة شنغهاي للتعاون ووافقت السعودية على الانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين بصفة «شريك للحوار»، على ما أفاد الإعلام الرسمي، في إشارة جديدة إلى تزايد روابط المملكة الخليجية مع البلد الآسيوي العملاق. وتأسست منظمة شنغهاي في 2001 كمنظمة سياسية واقتصادية وأمنية لآسيا الوسطى بمواجهة المؤسسات الغربية. وإلى جانب الصين، تضم المنظمة ثماني دول هي روسيا والهند وباكستان وكازاخستان ودول أخرى من دول الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى. كما تضم دولا أخرى لها صفة مراقب أو شريك في الحوار مثل إيران ومصر وقطر. ويأتي انضمام السعودية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الكشف عن اتفاق مهم رعته بكين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد قطيعة استمرت سبع سنوات. وأشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ بالتحسن الأخير في العلاقات بين إيران والسعودية، خلال اتصال هاتفي الثلاثاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وفي أول تعليق له حول هذا الاتفاق، أكد شي أن الحوار الذي ترعاه الصين «سيضطلع بدور رئيسي في تعزيز الوحدة والتضامن الإقليميين». مجموعة بريكس وباشرت السعودية بشكل رسمي عضويتها الكاملة في مجموعة بريكس التي كانت تضم قبل قرارها الانفتاح على أعضاء جدد، كلا من البرازيلوروسيا والهند والصينوجنوب إفريقيا. وإلى جانب المملكة العربية السعودية، قرر التكتل أيضا خلال اجتماع سابق له العام الماضي في جوهانسبورغ، ضم كل من إيران والإمارات ومصر والأرجنتين وإثيوبيا. وأفاد التلفزيون السعودي بأن المملكة قد باشرت رسميا عضويتها في مجموعة بريكس بشكل كامل. ويأتي انضمام السعودية في غمرة توتر جيوسياسي بين الولاياتالمتحدةوالصين، وما زالت السعودية رغم ذلك تتمتع بعلاقات قوية مع واشنطن. لكن السعودية تتجه على نحو متزايد صوب شق طريقها الخاص بسبب القلق من أن الولاياتالمتحدة أصبحت أقل التزاما بأمن الخليج مما كانت عليه في السابق. وقادت الصين، أكبر مستهلك للنفط السعودي، الدعوات المطالبة بتوسع مجموعة بريكس لتمثل ثقلا موازيا للغرب. وقد يعزز التوسع طموح المجموعة المعلن في أن تصبح مدافعا عن جنوب العالم. وكان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا أعلن خلال قمة للمجموعة انعقدت بجوهانسبورغ في 24 أغسطس الماضي، عن ضم ست دول جديدة إلى التكتل المؤلف إضافة لبلاده، من البرازيلوروسيا والهند والصين، اعتبارا من الأول من يناير 2024. وتضم تلك القائمة إلى جانب السعودية، كلا من إيران والإمارات ومصر والأرجنتين وإثيوبيا. وتقدم ما يقرب من عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى التكتل الذي يمثل ربع الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة. أبرز مشاركاته السياسية: 16 يوليو 2023 استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في الديوان الملكي في قصر السلام بجدة رئيس وزراء اليابان السيد فوميو كيشيدا. وعقدوا جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها تبادل الأحاديث حول العلاقات الثنائية، خاصة أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية وسبل تعزيز التعاون وفق الرؤية السعودية اليابانية 2030، إلى جانب استعراض وجهات النظر في عدد من المسائل الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. 22 أكتوبر 2023 استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، الرئيس يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا. وعقدا اجتماعا موسعا وجلسة مباحثات رسمية، وقد جرى خلال الاجتماع وجلسة المباحثات الرسمية استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها. 11 نوفمبر 2023 انطلقت في الرياض، القمة العربية الإسلامية المشتركة غير عادية، «لتوحيد الجهود والخروج بموقف موحد» والدعوة إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، خشية أن يتسع نطاق العنف في المنطقة. وتأتي الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 11078 شخصًا بينهم أكثر من 4506 أطفال. وأكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لدى افتتاحه القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة غير العادية بشأن غزة، إدانة المملكة ورفضها القاطع للحرب التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت دور العبادة والمستشفيات والبنى التحتية. 5 ديسمبر 2023 صدر بيان مشترك في ختام زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لدولة قطر، وانعقاد الاجتماع السابع لمجلس التنسيق السعودي القطري، وأعرب الجانبان في الشأن السياسي، عن ارتياحهما لما وصلت إليه المشاورات السياسية من مستوى متقدم يعبر عن عمق العلاقة الأخوية القائمة بينهما، وأكدا على أهمية استمرار توطيد وتعزيز التعاون والتشاور السياسي بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي الشأن الأمني والعسكري، نوه الجانبان بأهمية تعزيز التعاون الأمني والعسكري بما يسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى توطيد التعاون في مجالات التدريب والابتعاث العسكري، وتبادل الخبرات وبناء شراكات في المجالات الأمنية والعسكرية. 7 فبراير 2024 رحب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بأخيه الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس وزراء مملكة البحرين؛ مشيدا بالعلاقات التاريخية المتينة والعميقة التي تربط المملكتين وشعبيهما الشقيقين. حيث يترأسان اجتماع مجلس التنسيق السعودي البحريني. وأعرب عن تطلعه لبذل المزيد من الجهود لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية تجاه وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي من شأنها تحقيق الاستقرار والنماء لشعوبها، منوها سموه بأن ما يقوم به مجلس التنسيق السعودي البحريني واللجان المنبثقة عنه من أعمال ومبادرات في كافة مجالات التعاون؛ من شأنها أن تحقق المنفعة لمواطني البلدين وتلبي تطلعات قيادتيهما.