أتذكر عندما هبط فريق الاتفاق لكرة القدم إلى دوري الدرجة الأولى قبل موسمين، وأثناء متابعتي هذا الموضوع المثير والمحزن آنذاك، لكونه يحدث لأول مرة لهذا النادي العريق على مستوى المملكة، ووسط حالة من الحزن والانفعال لدى عديد من الجماهير، والمتابعين، والرياضيين لحظة إعلان هبوط الفريق حتى اللحظات الأخيرة، لفت انتباهي تصريح للاعب الاتفاق السابق، والمدرب الحالي سمير هلال، أثناء اتصالي به، حيث أشار إلى أنه ليس حزيناً على هبوط فريقه «البطل السابق»، الذي يرى الآخرون أنه سيعود في الموسم المقبل إلى مكانه الطبيعي، وإنما لسقوطه في بئر الدرجة الأولى العميقة، وهذا يتطلب منه جهداً كبيراً، وحظاً وافراً للخروج مرة أخرى، والعودة إلى أضواء الدوري الممتاز. أتفق مع المدرب هلال، ومع كثيرين ممَّن اطلعت على آرائهم في أن دوري الدرجة الأولى، الذي يشهد تنافساً كبيراً بين عدة فرق منذ بداية الموسم، وحتى نهايته، لا يحتاج إلى القوة والسمعة فقط، بمعنى أن اسم الاتفاق، أو غيره لن ينفعه إذا نزل إلى هذه البئر، لأن هذا الدوري يتميز بعدة أمور عن الدوري الممتاز، فأسلوب اللعب فيه معقد، وهو ما يصعِّب الأمر على الفريق الهابط أكثر من غيره، وكذلك الاختلاف في توقيت التدريبات، والمباريات، ونوعية الملاعب في الأندية، وعقود اللاعبين، وضعف الهالة الإعلامية، وهو ما ينعكس سلباً على الفريق. بعد نهاية الموسم الماضي، الذي عانى فيه الاتفاق، ولم يستطع فيه الخروج من هذا المأزق، فأنهى الموسم في المركز الرابع، أدركت مع كثيرين أن هذا الفريق يحتاج فعلاً إلى عدة مواسم ليتأقلم مع الأجواء الجديدة، ويبدأ في انتشال نفسه للعودة من جديد إلى الأضواء، أو أنه في حاجة إلى معطيات أكبر، تجعله يتأقلم مع هذا الوضع الجديد، ويجد الآليات التي تسمح له بتجاوزه، وهو ما حدث فعلاً بالتغيير الذي تم في إدارة النادي حيث تسلم الدفة خالد الدبل، وكذلك في إدارة الفريق، وجلب بعض اللاعبين الذين يحتاج إليهم الفريق حتى بات على بُعد خطوتين فقط من العودة إلى الدوري الممتاز، وهو الآن في حاجة إلى الاعتماد على نفسه فقط، واستثمار الفرصة التي أتيحت له. وحتى ينجح الاتفاق في تحقيق هدفه الأخير بالصعود، فإنه يحتاج إلى التعامل مع مبارياته الأخيرة بواقعية وكأنها مباريات كؤوس، واستغلال هذه الفرصة ومعطياتها الجديدة للعودة مجدداً إلى الأضواء، وأن يلتف أعضاء شرفه بشكل أكبر حول إدارة النادي، والفريق، كما أن على جماهيره أن تقف معه وقفة مختلفة، خاصة في اللقاء الأخير أمام الحزم في الدمام، فتُثبت أن فريقها يملك قاعدة جماهيرية كبيرة بوصفه من فرق الفئة الممتازة، وأنها قادرة على سحب الفريق بحبالها خارج بئر دوري الدرجة الأولى، وأن هذه البئر لا تليق بفريق مثل الاتفاق.