هناك شخصيات علمية أسهمت في دفع عجلة التعليم بالأحساء إلى الأمام وكرسوا حياتهم في هذا المجال، ومن هذه الشخصيات التعليمية البارزة والمعروفة في الأحساء وممن خدموا التعليم وطلابه الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن بن إبرهيم بن محمد الشعيبي -رحمه الله- وشهرته «أبو مساعد» من قبيلة سبيع الغلبا المشهورة، وقد هاجرت الأسرة من رنية الواقعة جنوب غرب الطائف إلى الهفوف في الأحساء في القرن الحادي عشر الهجري، ولد في حي الكوت بالهفوف في عام 1348ه الموافق 1929م. بدأ طلب العلم في سن مبكرة «السادسة من عمره» وذلك عام 1354ه، حيث التحق بكتَّاب الشيخ بن خليف حيث ختم القرآن الكريم ودرس الكتابة، وفي عام 1356ه التحق بكتاب الشيخ أحمد الصفران، ثم كتاب الشيخ علي اليماني، حيث تعلم على يديهم الكتابة والقراءة، وفي عام 1361ه التحق بالتعليم النظامي، حيث درس في المدرسة الأميرية «مدرسة الهفوف الأولى»، ونظراً لنبوغه الفكري في القراءة والكتابة تم تسجيله في السنة الثالثة مباشرة، وبعد تخرجه في السنة الثالثة ولنبوغه أيضاً التحق بالصف السادس فيها عام 1363ه. ومن زملائه في الدراسة: «الدكتور عبدالله محمد العمران وزير الدولة السابق (رحمه الله)، عبدالله بن محمد بو نهية مدير تعليم الأحساء السابق (رحمه الله). ومن أساتذته في تلك المدرسة: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن المبارك، الشيخ يوسف بن راشد المبارك، الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز المبارك (رحمه الله). حياته العملية نظراً لصغر سنه وعدم وجود دراسة بعد الابتدائية في ذلك الزمن، فقد عمل ليشغل فراغه بثلاثين ريالاً عند محمد بن عبدالمحسن الماجد -رحمه الله-، بعدها عمل كاتباً لدى وزارة الصحة بالعقد. انتقل إلى بقيق حيث عمل مسؤولاً عن بقالة عبدالعزيز بن عبداللطيف الشعيبي -رحمه الله- المتوفى في عام 1417ه، بعدها افتتح بقالة لحسابه الخاص هناك في الهفوف. وفي 1369ه تم تعيينه في مدرسة الطرف حتى 1370ه، وفي 1370ه عُيِّن في مدرسة الجفر حتى 1371ه. في سنة 1371ه حصل على إجازة دون راتب لمدة أربعة أشهر، حيث التحق بالبنك الأهلي كمدير بالنيابة حتى 1371ه. وفي 1371ه رجع إلى مدرسة الطرف مدرساً حتى 1374ه، وخلال هذه الفترة التحق بدورة تدريبية في دار التوحيد بالطائف. وفي 1/1/1375ه عين وكيلاً في مدرسة الهفوف الثانية بالرفعة حتى 30/6/1376ه. – وفي 1376ه تم نقله إلى مدرسة الهفوف الأولى وكيلاً أول حتى 1377ه. – وفي 1378ه نُقِل إلى مدرسة قرية الجرن وكيلاً حتى 1379ه. – وفي 1380ه نقلت مدرسة الجرن بالكامل إلى حى الخباز التي أطلق عليها فيما بعد مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية، واستمر فيها وكيلاً إلى 1390ه. وفي عام 1391ه تم تعيينه كأول مدير لمدرسة الملك فيصل الواقعة إلى جانب مبنى مدرسة الهفوف الأولى في منطقة السوق بالنعاثل، واستمر فيها حتى التقاعد في عام 1410ه، وقد عاصر الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع عندما كان وزيراً للمعارف، والملك فهد -رحمه الله- عندما كان وزيراً للمعارف، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ حسن آل الشيخ، والدكتور عبدالعزيز الخويطر. رحم الله الشعيبي الذي فقدته الأحساء في 7 مارس 2014م، كأحد رواد التعليم في الأحساء الذين خدموا العلم في المملكة من خلال طلبته الذين يحتلون المناصب العليا الآن في إدارة شؤون البلاد.