يستخدم الليثيوم عادة في علاج اضطراب الوجدان ثنائي القطب خاصة في اضطراب الهوس، وان كانت الدراسات الاخيرة اشارت الى ان الليثيوم فعال في علاج الاكتئاب حتى وان كان اكتئاباً ليس ذا علاقة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب. ففي دراسة اجراها الدكتور البرازيلي فابيو سوزا عن اثر الليثيوم على مرضى الاكتئاب وقارن ذلك بعينة ضابطة فتبين بأن مرضى الاكتئاب الذين تم علاجهم بالليثيوم تحسنوا بصورة جيدة مقارنة بالذين لم يتم علاجهم بأي دواء..! ايضاً هناك بعض الاطباء يصفون الليثيوم لحالات العنف، وللاشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية وخاصة الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات شديدة في تقلب المزاج، والشخصية الاندفاعية، حيث تساعد بعض العلاجات مثل الليثيوم في تخفيف حدة الاندفاعية وتقلب المزاج. السؤال الذي دائماً يسأل: هل الليثيوم يجعل مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يعود طبيعياً، كما كان سابقاً؟ والجواب على هذا السؤال بأن الليثيوم يساعد على منع تكرار عودة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب خاصة الهوس بشكل جيد جداً وكذلك يساعد الليثيوم على تثبيت المزاج ومنع تقلبات المزاج في المستقبل. وهذا بالتالي يقود الى تقليل المشاكل الاجتماعية والشخصية للمريض باضطراب الوجدان ثنائي القطب. وتصبح المشاكل اقل بالنسبة للمريض وهذا شيء له دور حيوي وايجابي في حياة المريض. المشاكل الاخرى التي ليس لها علاقة بمرض اضطراب الوجدان ثنائي القطب لن تتأثر بعلاج الليثيوم لذلك لابد من علاجات اخرى خاصة العلاج النفسي بشتى صوره والذي يساعد بشكل كبير على تحسن حياة المريض، وكذلك ربما يحتاج المريض الى استشارة اختصاصي في الارشاد لتوجيهه بشكل افضل في حياته العائلية والعملية والاجتماعية. الليثيوم يساعد على الحد من الاكتئاب وعودته وبالتالي يساعد على التخفيف من الانتحار حيث ان الانتحار بين مرض الاكتئاب ومرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب. مرتفعة فحوالي 15٪ من مرضى الاكتئاب ينتحرون كذلك حوالي 10٪ من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يقدمون على الانتحار. الليثيوم يساعد على تقليل نسبة الانتحار حيث انه علاج وقائي جيد جداً. السؤال الآخر هو هل اذا اصيب الشخص وهو يتعالج بعلاج الليثيوم بنوبة اخرى من نوبات اضطراب الوجدان ثنائي القطب فهل هذا يعني ان الليثيوم ليس مناسباً له وانه ليس فعالاً ومفيداً لهذا المريض؟ الاجابة بأن ليس بالضرورة ان يعني هذا بأن الليثيوم ليس فاعلاً وناجحاً لهذا المريض. فإن المريض الذي يعالج بالليثيوم قد يتعرض الى تكرار الحالات ولكن بصورة اقل، وبفترات زمنية متباعدة. وبالاستمرار على الليثيوم قد يمنع تكرار الاصابة بنوبات اخرى من نوبات الهوس او الاكتئاب. نسبة الليثيوم في الدم مهمة بحيث ان تكون نسبة علاجية فتدني نسبة الليثيوم في الدم تعني ان لافائدة من تناول العلاج لأنه في هذه الحالة ليس فعالاً وليس له دور في العلاج. وكذلك يجب ان لاتزيد النسبة على النسبة العلاجية لأن زيادة نسبة الليثيوم في الدم تعني ان يتحول الليثيوم الى مادة ضارة. العلاج بالليثيوم يتطلب بعض الاحتياطات مثل ان تكون صحة المريض العضوية جيدة وان يكون عارفاً بالادوية التي يتعاطاها عن الامراض العضوية التي يعاني منها. فإذا كان الشخص يعاني مثلاً من امراض مثل الربو او التهاب المفاصل او الالتهابات الروماتيزمية فيجب على المريض ان يخبر طبيبه النفسي المعالج لأنه قد يكون تعارض من بعض الادوية التي يتناولها المريض مع الليثيوم. كذلك يجب ان يعرف الطبيب المعالج طبيعة الاغذية ونمط التغذية التي يسير عليها المريض لأن الليثيوم قد يتعارض مع بعض الاطعمة، وربما تؤثر بعض الاطعمة سلبياً على مفعول الليثيوم. كذلك يجب ان يعرف الطبيب مهنة المريض، وهل يتعامل المريض مع اجهزة دقيقة او يتعامل مع مكائن كبيرة تتطلب الحذر، لأن الليثيوم قد يسبب الرعشة، وكذلك كثرة التبول (يفضل ان يعمل المريض في مكان يوجد به دورات مياه قريبة من مكان عمله). بالنسبة للنساء فيجب ان يخبرن الطبيب ما اذا كن حوامل او لديهن النية في حمل قريب، لأن الليثيوم مادة تسبب تشوهات في الجنين اذا ما تعاطته الام وهي حامل، وكذلك يجب عدم ارضاع الطفل اذا كانت تتناول علاج الليثيوم. علاج الليثيوم يحتاج الى تحاليل مخبرية لمعرفة مستواه في الدم، بشكل مستمر حتى لايزيد او ينقص عن المستوى العلاجي المطلوب، وعادة تكون النسبة العلاجية بالنسبة لمستوى الليثيوم في الدم هو ما بين 0,8 - 1,2 ملم. وهذه التحاليل ليست هي المؤشر الاساسي لمعرفة مفعول الليثيوم من عدمه. اكثر الاشياء اهمية هو الاعراض والشكاوى التي يشعر بها المريض.