يحبس الفلسطينيون انفاسهم بانتظار الصفقة الموعودة بين المقاومة الفلسطينية و(اسرائيل)، باعتبارها الأمل الوحيد لتحرير مئات الاسرى من سجون الاحتلال لا سيما ذوي الاحكام العالية ومعتقلي القدس واراضي 48 وكذلك اسرى الدوريات العرب. فقد شهدت الأيام الاخيرة حراكا ملحوظا في موضوع صفقة تبادل الاسرى ، ترافقت مع جملة من الانباء والتسريبات التي تتوقع انجازها وتنفيذها خلال عيد الاضحى او الفترة التي تعقبه. وذكرت صحيفة "الرسالة" التابعة لحركة "حماس" ان مصلحة السجون الاسرائيلية بدأت بتجميع الاسرى في ثلاثة سجون هي "الرملة" و"هداريم" و"بئر السبع" الامر الذي اعتبر مؤشرا على قرب اتمام تبادل لأسرى. كما التقى والد الجندي الاسير نوعام شاليط في تل ابيب امس مع حجاي هداس المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى القاهرة والمسؤول عن ملف مفاوضات شاليط. وفي هذا السياق ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت" أمس ان عددا من الاسرى الفلسطينيين اتصلوا الليلة قبل الماضية مع عائلاتهم وابلغوها بان أسماءهم مدرجة في قوائم الاسرى التي قدمتها حركة "حماس" الى (اسرائيل) ضمن الصفقة وبأنه سيتم تحريرهم قريبا". وحسب ما نشرته "هآرتس" أمس، فان اللقاء الذي جمع رئيس الكيان الاسرائيلي شمعون بيريس مع الرئيس المصري حسني مبارك أول من أمس تناول بالاساس موضوع شاليط والتقدم الذي حصل من خلال المبعوث الالماني، وكذلك تم وضع الجانبين في التطور الحاصل على مواقف كلا الطرفين. وقد انضم اخر الاجتماع مستشار "الامن القومي" الاسرائيلي عوزي اراد الذي كان يرافق بيريس في الزيارة، بعد ان عقد لقاء خاصا ومطولا مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان. وفي تصريح مقتضب له قال بيريس "لا ريب انه يوجد تقدم حقيقي في الاتصالات لتحرير غلعاد شاليط". لكنه اقترح ابقاء التفاصيل خلف الكواليس. وباستثناء التلميحات التي اطلقها بيريس في مصر، لزم المسؤولون الاسرائيليون جانب الحذر وامتنعوا عن الادلاء باي تفاصيل حول الشوط الذي قطعته المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحركة "حماس" من خلال الوسيط الالماني. وكانت مصادر اجنبية اشارت الى ان "حماس" وافقت على تغيير اسماء 70 اسيرا ظهروا في القائمة الاصلية. وكذلك الموافقة على نقل عدد من المحررين الى قطاع غزة او الى دول توافق على استيعابهم. كما اتفق على ان تحرر (اسرائيل) 1000 معتقل اخر بعد ان ينقل شاليط الى مصر وسجناء اخرين كبادرة طيبة نحو محمود عباس. من جهة اخرى، قالت صحيفة " يديعوت" العبرية أمس الاثنين، ان لدى نتنياهو مخاوف من ان لا يحصل قرار صفقة التبادل بصيغتها المتبلورة على دعم غالبية الوزراء في حكومته، ما دفعه الى تشكيل لجنة وزارية يمكن لاعضائها بلورة تأييد للصفقة، او كبديل بلورة مشروع قرار تخول فيه الحكومة نتنياهو بأن يقرر بنفسه. ووفق الصحيفة فانه ومع استكمال الصفقة "سيزداد الضغط الدولي على نتنياهو لوقف الحصار على قطاع غزة بدعوى انه لم يعد هناك جندي اسير في غزة. ولن يأخذ احد على محمل الجد ادعاءات نتنياهو بانه لا يجب الحديث مع حماس".