انخفضت القوة الشرائية على مطاعم الوجبات السريعة التي تقدم وجبات البورجر في العاصمة الرياض بنسبة 40 % بحسب عاملين في القطاع، خلال الأيام القليلة الماضية وذلك عقب الإعلان عن ظهور حالات تسمم خطيرة، دخل فيها المصابون غرف العلاج المركز. وأبدى عدد كبير من المواطنين والمقيمين انزعاجهم الكبير، عند تداول خبر تسمم غذائي في إحدى المنشآت الغذائية في الرياض، وأنه يتم حالياً متابعتهم علاجيا. وفي الإطار ذاته تساءل آخرون عن حالة المصابين التي خضعوا بموجبها للرعاية الصحية في العناية المركزة، حيث لم يسبق أن تم اللجوء للعناية المركزة في حالات تسمم سابقة، في حين لم يتم الإفصاح حتى هذه اللحظة عن مسببات حالة التسمم من الجهات ذات العلاقة. وكان سمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وجه الجهات المعنية بسرعة رفع نتائج الإجراءات التي تم اتخاذها حيال حالات التسمم الغذائي التي تم رصدها في إحدى المنشآت الغذائية في مدينة الرياض، موجهاً فور رصد حالات التسمم بضرورة اتخاذ جميع التدابير والإجراءات حيال ما تم رصده، وتوفير أوجه الرعاية اللازمة للمصابين. من ناحية أخرى أكد الدكتور إبراهيم بن سعد المهيزع أستاذ سلامة الأغذية، بجامعة الملك سعود سابقاً، أن التسمم السجقي (البوتشيليني) الذي تسببه بكتيريا متجرثمة لا هوائية ينتج عن بسبب سم يتم إنتاجه في الغذاء عند توفر الظروف الملائمة لها، وهذا التسمم خطير جداً ومميت أحياناً، بسبب شدة خطورة السم الذي يتركز تأثيره على الأعصاب وقاتل وله تأثير على الأعصاب والعيون مما يسبب في شلل في بعض الأنسجة والأجهزة في الإنسان كالجهاز التنفسي، عضلات الوجه والعيون ويرتبط بالأغذية المعلبة قليلة الحموضة التي تم تخزينها عند درجات حرارة مرتفعة، مثل التونة واللحوم والبقوليات المعلبة وبعض منتجات الألبان. وأضاف المهيزع أن هذا التسمم هو تسمم غذائي وليس عدوى غذائية (السم هو من يتسبب وليس الميكروب)، هذه البكتيريا عصوية متجرثمة موجبة لصبغة الجرام لا هوائية إجبارياً (الأكسجين سام لها)، ومقاومة لدرجة الحرار، غير أن السم لحسن الحظ حساس للحرارة، مشيراً إلى أن التربة هي المأوى الطبيعي لهذه البكتيريا. وقال "المهيزع" إنه بالرغم من ندرة حالات التسمم البوتشيليني، إلا أنه يعد من أخطر أنواع التسمم، إذ يرتفع معدل الوفيات، وقد تصل 60 - 70 % من حالات الإصابة إذا لم يعالج، وللتدليل على خطورة هذا التسمم، فإنه قدر حسابياً، لو أن جرام واحد من هذا السم وزع على 500 مليون إنسان بالتساوي لأحدث أعراضاً لديهم ولهذا يكفي ثبوت حالة واحدة ليصنف كفاشية بخلاف أنواع التسمم الأخرى. وينصح د. المهيزع، يجب تسخين المعلبات الغذائية كالتونة واللحوم والبقوليات المعلبة، لمدة عشر دقائق على الأقل كإجراء وقائي قبل الاستهلاك ويستخدم ما يعرف بالمعقم التجاري في المصانع (ريتورت) وقدر الضغط في البيوت، للحصول على درجة حرارة تزيد على 100ه م. لتعقيم المعلبات، في المصانع والبيوت. وتابع: "النصيحة للمستثمرين في مجالات الخدمات الغذائية، أن يهتموا بالتسمم ويدركوا مدى خطورته على مستقبل منشآتهم، ويضعه في رأس قائمة الأمور المهددة للمنشأة، وهذا يستوجب الحرص على توظيف عمالة عندها الحد الكافي من الوعي بسلامة الغذاء، وتدريبهم على رأس العمل، فكم من منشأة غذائية في مختلف بلدان العالم ذهبت ضحية حوادث التسمم الغذائي واختفت من الوجود، والمملكة ليست استثناء، بل إن سمعة البلدان السياحية قد تضرب بسبب انتشار حالات التسمم الغذائي، وللجهات الرقابية، الحرص على تبني دليل تقصي واضح ومتكامل مدعوماً بقدرات معملية متقدمة لها القدرة على التعامل مع جميع حالات التسمم والعدوى الغذائية البكتيرية والفيروسية والكيميائية وتلك الحالات الناتجة من السموم الطبيعية، كالأسماك والقشريات السامة وفطر عيش الغراب. وزاد "وأنا متأكد أن هذا محط اهتمام الجهات الرقابية ولا سيما الهيئة العامة للغذاء والدواء بحكم علاقتي السابقة بها وبالغذاء تحديداً". وأكد المهيزع "على ارتباط معظم حالات التسمم البوتشيليني بمعلبات غذائية ذات حموضة منخفضة، مثل اللحوم الحمراء المعلبة، والأسماك المعلبة، والبقوليات المعلبة، والخضار باللحوم المعلبة. ومن النادر أن تكون الأغذية الحامضية مثل الطماطم أو الفواكه المعلبة أو منتجاتها سبباً في الإصابة بهذا النوع من التسمم. د. إبراهيم المهيزع مطاعم الطرق السريعة معرضة أكثر لتسمم الوجبات