أوضح عبدالله البديوي مستشار في iot squared -وهو مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة stc- ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لإنترنت الأشياء، أن الثورة الصناعية الرابعة خلقت تحديات جديدة، حيث يمكن تلخيصها في أربعة تحديات (الجانب التوعوي - سرية المعلومات - الأنظمة والتشريعات - نماذج الأعمال والتشغيل القديمة) مضيفاً، أن المملكة تغلبت على غالبية التحديات عبر قطع شوط كبير، حيث عمدت المملكة على سن الأنظمة والتشريعات قبل الدول الأخرى، كما أن المملكة حرصت على حماية سرية المعلومات، حيث توجد هيئة حكومية في الأمن السيبراني، بالإضافة لذلك فإن تطوير نماذج الأعمال والتشغيل يحظى باهتمام القطاعين العام والخاص. وقال خلال الجلسة الحوارية افتراضيا (فرص الابتكار التجاري في مجال التقنية الرقمية) ضمن فعاليات "أسبوع الابتكار 2024" التي نظمها مراكز منشآت مساء أمس الأول، إن العالم يعيش في الثورة الصناعية الرابعة والتي تقودها التقنيات الناشئة التي ظهرت في السنوات الأخيرة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، مضيفاً، أن التقنيات الناشئة تمثل حلولا جديدة وابتكارية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن المملكة من أوائل الدول استثمارا في هذه التقنيات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. وأضاف، أن الجمعية السعودية لأنترنت الأشياء تعتزم إطلاق "معامل" لاستقطاب رواد الأعمال والمبتكرين في التقنيات الناشئة وإنترنت الأشياء، يمكن المبتكرين من تطبيق التجارب في تلك المعامل وتطويرها عبر توفير جميع الإمكانيات المطلوبة، من أجل تنفيذ تلك الأفكار إلى منتجات فعلية، مؤكداً، أن إنترنت الأشياء يتمحور في ربط الأشياء بالإنترنت لجمع البيانات والتحكم فيها "عن بعد"، مما ينعكس على خفض التكلفة ورفع الكفاءة والاستخدام الأمثل للموارد. وذكر، أن iot squared اعتمدت استراتيجية النمو السريع والتي تعتمد على ثلاثة محاور تصب في مصلحة المبتكرين ورواد الأعمال وهي (استقطاب المواهب من سوق العمل - الشراكات الاستراتيجية مع المبتكرين ورواد الأعمال - الاستحواذ عبر البحث عن الأفكار الابتكارية)، موضحاً، أن "iot squared" مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة stc، حيث تهدف إلى تعزيز تبنّي تقنيات إنترنت الأشياء في المنطقة من خلال كونها مزوّد خدمة مستقلاً من الناحية التكنولوجية وتقدّم حلولاً للارتقاء بقطاع التصنيع الذكي، وصناعة النقل اللوجيستي الذكي والمدن الذكية، من خلال تطوير ثقافة مرنة والقفز بثبات للوصول لأعلى الإمكانيات وتقديم منتجات وخدمات متميزة والتركيز على العملاء والموظفين المتميزين. من جانبه أكد باسم جفال مدير الابتكار في شركة "علم"، أن الابتكار يتطلب الاهتمام والرعاية وتوفير الأموال وتخصيص الأوقات وتوفير الموارد، فالابتكار رحلة طويلة بحاجة إلى صبر، مشيراً إلى أن الابتكار يتمثل في تحقيق الأفكار الجديدة الى أشياء ملموسة ذات قيمة، لافتاً إلى أن "علم" أطلقت برنامجا لصناعة المبتكرين لمدة ستة أشهر عبر دورات تدريبية مكثفة، مشددا على أن الابتكار بحاجة الى بيئة حاضنة وكذلك إلى ثقافة من أجل النمو. وأوضح أن 71 % من الشركات الناشئة تخرج من السوق نتيجة الافتقار للحلول الحقيقية، مشيرا إلى أن السوق واعد والفرص كثيرة، بيد رواد الأعمال بحاجة للبحث عن المشكلات والعمل على معالجة التحديات بطريقة ابتكارية، داعياً إلى للبحث عن الأسباب الحقيقية للتحديات، من خلال وضع منهجية لفرز المشكلات وفق معايير محددة، لافتا إلى وجود ثلاث مواصفات للحلول الابتكارية (أن تكون مقبولة للمستخدم - أن يكون الحل ممكنا تقنيا - أن يكون مجديا اقتصاديا). وذكر أن الابتكار بات ضرورة للشركات والمؤسسات، فقد انخفض العمر الافتراضي للمنشآت إلى 18 سنة مقابل 61 عاما، مرجعا ذلك للتغير السريع الحاصل عالميا، عبر انتشار التقنيات الناشئة وكذلك سهولة بروز المنافسين وسهولة التغيير بالنسبة للمستخدم، معتبرا، أن السبيل الوحيد لاستمرار المنشآت يتمثل في إعادة بناء ذاتها بين فترة وأخرى، مشددا على أن الوعي بأهمية الابتكار غير كاف، وإنما بحاجة إلى إيمان من القيادات العليا، داعيا لإظهار الابتكار كعنصر أساسي في استراتيجيات المنشآت. وأكد، أن عملية الوصول إلى "إسعاد العميل" تتطلب جهودا كبيرة وعملا متكاملا من كافة موظفي المنشأة، من أجل الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة بشكل تدريجي، عبر تلمس احتياجات العميل ونوعية الرغبات، بالإضافة إلى وضع سيناريوهات برغبات العميل مستقبلا، مشددا على أهمية التواصل المباشر مع العميل عبر تحليل البيانات والعمل فهم سلوك المستهلك.