برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونيابة عنه - حفظه الله -، حضر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مساء اليوم حفلتسليم جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في دورتها ال 46، والذي اقيم بقاعة الأمير سلطان بالفيصلية في الرياض. وفي كلمة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، أكد فيها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل، أن هذا التكريم للمنجز العلمي بشكل أساس، دون النظر لأي اعتبارات جغرافية أو عرقية أو دينية أو مذهبية، مضيفاً أن الجائزة غدت محل تقدير للجامعات العلمية، موجهاً التهنئة للعلماء الفائزين، مقدماً شكره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز على حضوره هذا التكريم. وأعلن الدكتور عبد العزيز بن محمد السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل، أسماء الفائزين بالجوائز. وقد تميّزت جائزة خدمة الإسلام هذا العام بتكريمها لأوّل منظّمة إسلاميّة للمسلمين في اليابان، وهي "جمعية مسلمي اليابان" تقديرًا لجهودها الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين وفي تعزيز التفاهم والتسامح في المجتمع الياباني. وقال رئيس "جمعية مسلمي اليابان" يحيى توشيو إندو في كلمته: " خلال تاريخ الجمعية تمت العديد من الإنجازات، وعلى رأسها مشروع أول ترجمة للقرآن الكريم للغة اليابانية من قبل المسلمين، تولى ترجمتها رئيس الجمعية الثاني عمر ميتا- رحمه الله- ونشرت عام 1972، كما تمت ترجمة عدد من كتب التفسير، والحديث والسيرة النبوية الشريفة، وتأليف وترجمة العديد من المواد التعريفية بالإسلام وتوزيعها". ومُنحت جائزة خدمة الإسلام إلى المثقّف البارز الأستاذ محمد السمّاك، الذي ترك بصمةً في ميدان تلاقي الأديان من خلال دوره الحواري منذ نصف قرن بين المرجعيات الدينيّة المختلفة. وقد تمّ اختياره لنيل الجائزة لإسهاماته الفعّالة في مؤتمرات حول العلاقة بين الإسلام والمعتقدات الأخرى، وأدواره القيادية في مؤسسات مختلفة مكرّسة للتسامح والسلام. وفي كلمته، قال الدكتور محمد السمّاك: " يقول الإسلام بكرامة الإنسان لذاته الإنسانية، ويقول الإسلام أيضًا بالاختلافات بين الناس... وقد شاءت حكمة الله أن يجعلنا مختلفين، ولكنه دعانا إلى التعارف، والحوار هو الطريق والأداة. ". وفي فرع الدراسات الإسلامية التي تناول موضوعها هذا العامّ "النظم الإسلاميّة وتطبيقاتها المعاصرة"، تسلّم الجائزة الدكتور وائل حلاق، أستاذ مؤسسة أفالون للعلوم الإنسانيّة في جامعة كولومبيا منذ عام 2009 م، حيث يدرّس الأخلاق، والقانون، وقد أدرج د. وائل حلاق عام 2009 ضمن أكثر 500 عالم مؤثر في دراسة الإسلام في العالم. أمّا جائزة اللغة العربيّة والأدب التي كان موضوعها هذا العامّ "جهود المؤسسات خارج الوطن العربي في نشر اللغة العربيّة "، فقد قَرَّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب لهذا العام، حجبها، نظرًا لأن الأعمال المرشحة لم تحقّق معايير الجائزة. ومنحت جائزة الطبّ لهذا العام، وموضوعها "علاجات الإعاقات الطرفية" للبروفيسور جيري ميندل، مدير مركز العلاج الجيني في مستشفى نايشن وايد للأطفال. ويعدّ البروفيسور ميندل أول باحث يوضح سلامة وفعالية الجرعات العالية من علاج نقل الجينات بوساطة الارتباط بالفيروس الغدي ((AAV لمرضى ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول، وهو علاج تمت الموافقة عليه عالميًا. وفي كلمته قال" إن المبادئ التي تقوم عليها الجائزة التي تعكس رؤية الملك فيصل ومساعيه لتخفيف المعاناة الإنسانية تتناغم مع رؤيتي الشخصيّة والإنجازات التي حققتها خلال حياتي. لقد بذلت كل ما في وسعي لتحسين حياة المرضى المصابين بأمراض عصبية عضلية وإطالة أعمارهم." أمّا في فرع العلوم "علم الحياة"، فمُنحت الجائزة للبروفيسور هاورد يوان-هاو تشانغ، الأستاذ في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدةالأمريكية، لإسهاماته الرائدة في تفسير الدور الذي يلعبه الحمض النووي الريبوزي غير المشفر (RNAs) في تنظيم وعمل الجينات بعد أن كان من المعتقد أن 98% من الحمض النووي البشري عديم الفائدة. وذكر في كلمته: "طرحت أبحاثنا سؤالاً أساسياً، كيف تقرر الخلايا متى وأين تقوم بتشغيل الجينات المختلفة؟ وكيف يتم تمرير هذه القرارات مع مرور الوقت؟ قادت الدراسات التي أجريناها إلى فئة جديدة من الحمض النووي الريبوزي (RNA)، تسمى الحمض النووي الريبوزي الطويل غري المشفر، الذي يساعد الخلايا على تذكر مصيرها الخلوي، كما أدى فهمنا للتبديل الجيني إلى معرفة دور الاختلافات الجينية الموروثة في الإصابة بالأمراض، وخاصة الأمراض المناعية." ومنذ عام 1979، كرّمت الجائزة 295 فائزًا ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية، وقدّموا أبحاثًا متميزة، وتوصّلوا لاكتشافات فريدة وابتكارات استثنائية في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم