ذكر تقرير إخباري أمس الجمعة أن إسرائيل تتأهب للتعرض لهجوم محتمل من إيران، حيث تدرك أن طهران لن تتراجع عن اعتزامها الانتقام لمقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، وآخرين، في هجوم استهدف مبنى ملحقا بالسفارة الإيرانية في دمشق في وقت سابق الشهر الجاري، واتهمت الجمهورية الإيرانية إسرائيل بتنفيذ الهجوم . وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني أن الجيش الإسرائيلي والاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) قد وافقا على خطط لشن هجوم على إيران حال تعرض إسرائيل لهجوم من الأراضي الإيرانية، مشيرة إلى تعزيز مستوى التنسيق بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي. وفي إطار متصل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله، استنادا إلى تقارير استخباراتية أمريكية، إن إسرائيل تستعد للتعرض لهجوم مباشر من إيران على الأراضي الإسرائيلية، في غضون الساعات ال24 إلى ال48 المقبلة. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمريكي، الذي لم تفصح عن هويته، القول إن إسرائيل تتأهب لهجوم محتمل على شمال البلاد أو جنوبها. غير أن الصحيفة نقلت أيضا عن مصدر قريب من النظام الإيراني، لم تفصح عنه، القول إن طهران لم تتخذ قرارا نهائيا بعد بشن هجوم. إلى ذلك وصل قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين العسكريين وفق ما أعلن البنتاغون أمس، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي مع تهديد إيران بالرد على قصف قنصليتها في دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر إن كوريلا "التقى القيادة الأساسية للجيش الإسرائيلي وبحث في التهديدات الأمنية الحالية في المنطقة". وذكر أن هذه الزيارة المخطط لها قبل التهديدات الإيرانية قد تم تقديم موعدها "بسبب التطورات الأخيرة". بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وصول كوريلا، مشيرا إلى أنه أجرى مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي "تقييما استراتيجيا للوضع حول التحديات الأمنية" في المنطقة. من جهة أخرى دعت روسيا وألمانيا إلى التحلي بضبط النفس، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تستعد "للوفاء بجميع المتطلبات الأمنية" لإسرائيل في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة جراء توعد إيران بالانتقام من إسرائيل. ومددت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران، وهي واحدة من شركتي طيران غربيتين تنظمان رحلات إلى العاصمة الإيرانية، تعليق رحلاتها إلى طهران، وحذرت روسيا مواطنيها من السفر إلى الشرق الأوسط. وقالت بعثة إيران لدى الأممالمتحدة يوم الخميس إن "ضرورة رد إيران" على الهجوم على قنصليتها في دمشق كان من الممكن التغاضي عنها لو ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم. وقالت مصادر إيرانية إن طهران أشارت لواشنطن إلى أنها سترد على هجوم إسرائيل بصورة هدفها تفادي حدوث تصعيد كبير وأنها لن تتصرف برعونة. وذكر مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أنه أخبر نظيره الأمريكي لويد أوستن بأن إسرائيل سترد بشكل مباشر على أي هجوم إيراني. واتسع نطاق الصراع بالمنطقة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إذ أعلنت جماعات مسلحة متحالفة مع إيران دعمها للفلسطينيين وشنت هجمات من لبنان واليمن وفي العراق. وتجنبت طهران أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولاياتالمتحدة لكنها أعلنت الدعم للجماعات المتحالفة معها في المنطقة. واتصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بنظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ودعته إلى التحلي "بأقصى درجات ضبط النفس" لتجنب المزيد من التصعيد. ونصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط خاصة إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي "من المهم جدا حاليا أن يتحلى الجميع بضبط النفس حتى لا يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل كامل في منطقة لا تنعم بالاستقرار ولا يمكن التنبؤ (بما سيحدث فيها)". من جهته قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه أوضح لأمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع نطاقا. وأضاف كاميرون على منصة إكس "أنا قلق بشدة إزاء احتمال أن يؤدي سوء التقدير إلى مزيد من العنف". وذكر ماثيو ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن اتصل بنظرائه في تركيا والصين "لتوضيح أن التصعيد ليس في مصلحة أي طرف وأن الدول يجب أن تحث إيران على عدم التصعيد". قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء إن إيران "تهدد بشن هجوم كبير في إسرائيل". وذكر بايدن أنه أبلغ نتنياهو بأن التزام أمريكا حيال أمن إسرائيل "في مواجهة تلك التهديدات من إيران ووكلائها لا يتزعزع". وقال مسؤول أمريكي في وقت متأخر من يوم الخميس إن الولاياتالمتحدة تتوقع هجوما من إيران على إسرائيل، لكنه لن يكون كبيرا بما يكفي لجر واشنطن إلى الحرب. وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، نشرت وكالة أنباء إيرانية تقريرا على منصة التواصل الاجتماعي إكس يفيد بإغلاق المجال الجوي فوق طهران بالكامل لإجراء تدريبات عسكرية. وحذفت الوكالة التقرير بعد ذلك ونفت أن تكون قد نشرت شيئا من هذا القبيل. وقالت لوفتهانزا إنها على الأرجح لن تسير رحلات إلى طهران قبل 13 أبريل نيسان. وذكرت الخطوط الجوية النمساوية أنها خططت لرحلات يوم الخميس لكنها تعدل المواعيد لتجنب مشكلات. ويعد المجال الجوي الإيراني طريقا رئيسيا أيضا لرحلات شركتي طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. ولم ترد طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية التركية وإيروفلوت والعربية للطيران، وهي من بين شركات طيران تسير رحلات إلى طهران، على طلبات للتعليق.