اتفقت جلسة التضامن مع غزة ضمن جلسات المؤتمر الدولي لرابطة العالم الإسلامي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" على رفض الممارسات الصهيونية ضد سكان غزة، مشيدة بدور المملكة في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام والوقوف مع أهل غزة بشكل خاص. الجلسة التي رأسها د. فهد الماجد أمبن عام هيئة كبار العلماء في المملكة، قال فيها: "إن اشتراك الأمة في آلمها وآمالها صورة للأخوة الإسلامية مطالباً ان ينطلق الخطاب الإسلامي من الشريعة الإسلامية مع تأصيل القضية الفلسطينية تأصيلاً شرعياً وفق الضوابط الشرعية". الشيخ نور الحق قادري الوزير الفدرالي للشؤون الدينية بجمهورية باكستان أن قضية غزة ليست قضية عربية أو إقليمية فحسب بل قضية إسلامية وتعتبر أعظم كارثة بأوضاعها الراهنة من قتل للأبرياء من النساء والأطفال واستهداف المستشفيات والمساجد، مطالباً بموقف للجمعيات والمنظمات لوقف الحرب على غزة، مؤكداً في الوقت ذاته: "لا يوجد دين سماوي يسمح بقتل الأبرياء كما هو حاصل في غزة". وأضاف: "نحن نفخر بدور المملكة في إغاثة أهل غزة ومناصرة القضية الفلسطينية ونؤيد كل ما يصدر عن المملكة من بيانات تجاه غزة". من جانبه، أعتبر د. مشعان الخزرجي رئيس ديوان الوقف السني في جمهورية العراق أن حرب غزة حرب ضروس وحصار عسكري وقصف جوي دمر البنية التحتية وسط صمت مطبق عالمي وانتهاك صهيوني وكأنه فوق القانون الدولي. وزاد: "حرب غزة استهداف لإمدادات الخدمات وتدمير دور العبادة والمرافق الحيوية بحجة الدفاع عن النفس ورسالتنا لأهل غزة أننا كمسلمين جسد واحد وموقف فلسطين موقع القلب في الجسد مطالباً النخب السياسية والفكرية والعلمية أن يكونوا على مستوى التحدي بمواقف مشرفة تبقى للأجيال". «جلسة تضامن» تجمع على رفض الممارسات الصهيونية ضد سكان غزة في الاتجاه ذاته، أعتبر مفتي صيدا في لبنان الشيخ محمد عسيران أن قضية غزة قضية مركزية في العالم الإسلامي ستبقى حاضرة في العقول والشعب الفلسطيني صاحب حق حتى تقرير مصيره مطالباً الأسرة الدولية بوقف الوحشية الصهيونية واتخاذ كافة التدابير لحماية أهل غزة وقال" المعاناة فاقت كل الحدود وآن الأوان لإقامة السلام الذي لا يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. الجلسة الخامسة جاءت تحت عنوان "مبادرات عملية لتقريب الرؤى بين أتباع المذاهب أدارها د. عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، تناول فيها الحديث عن ضوابط ومعالم التقريب بين أتباع الأديان. وقال:" الاختلاف موجود منذ عصر الصحابة، والاختلاف الحق هو سبيل المناصحة، بدون تجريح المخالفين وهذا نهج السلف مطالباً بهيكلة العمل الإسلامي وتنظيم منابر الفتوى لإيجاد منهجية تضمن توسيع مساحة أدب الخلاف، مطالباً أهل العلم والدعوة بالتخلق بالحكمة والحلم مع المخالفين، على أن تقوم أعمال المؤسسات الإسلامية على الوسطية وفق منهج القران الكريم والسنة المطهرة حتى تتحطم العدوانية بين المذاهب، وقال" وبلاد الحرمين الأجدر في توحيد صفوف الأمة وهي بلاد الوسطية". د. محمد السماك أمين القمة الروحية الإسلامية في لبنان وأمين سر الفريق العربي للحوار المسيحي في لبنان نبه إلى أن التعددية في الدين ليست ظاهرة خاصة بالأمة الإسلامية، ولكنها موجودة في الديانات والثقافات اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية، وهو أمر طبيعي في بين كل العقائد. ولفت د. السماك إلى أن الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو الأبسط إذا ما قورن بصدامات وخلافات الكنائس وبقية الأديان التي أدت إلى مقتل الملايين حتى عام 1965م ولكم أن تتصور أثار قول الكنسية المسيحية بأن الكاثوليكية هي المسيحية والبقية أندية ثقافية وليست كنائس. وتابع السماك: أن معالجة الخلاف لا يكون بإلغاء البقية وإنما باحترام الآراء، مبيناً أن جمع جهود الرابطة بجمع وحدة المسلمين لا تعني إلغاء الاختلافات وإنماء إيجاد ثقافة تخدم التنوع وتقطع الطريق أمام أي استغلال لأي خلافات مذهبية، وأن مكةالمكرمة برمزيتها ومشاعرها المقدسة، ومناسك الحج والعمرة، كلها عوامل تمثل اجتماع المذاهب، وتعطي المملكة درواً استثنائيا في ذلك، ففي أحلك ظروف خلاف المملكة مع دول جوار، فتحت أبوابها لاستقبال الحجاج والمعتمرين، -مختتماً- "أتنمى ألا نشغل أنفسنا بخلاف المذاهب الفقهية لدرجة التخوف". في منحى متصل قدم د. عبدالحنان تاغو الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى لعلماء الفلبين للسلام والتنمية نموذجاً في المبادرات لتقريب الرؤى بين أتباع الأديان، مؤكداً على أن المنظمات الإسلامية تلعب دوراً مهماً في جمع شتات الفرق الإسلامية بتقبل غير المسلمين في برامجها الثقافية والإنسانية، موضحاً أن مؤسسات إسلامية في الفلبين نجحت من خلال تقديم الخدمات الإنسانية في تمية المجتمع بغض النظر عن الانتماء الديني ببناء مراكز مهنية يشترك فيها غير المسلمين وهو ما ساهم في نبذ الخلافات. وفي مداخلته قال مدير مركز تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية د. عبدالله الشريكة: إن النموذج السعودي في استقبال الحجاج والمعتمرين من كل بقاع العالم وهم يحضون بخدمات بلا تفريق بين الطوائف والمذاهب في أداء المناسك في عرفات ومنى ومزدلفة والمسجد الحرام، تجربة ناجحة ومثالية للتقريب بين المذاهب الإسلامية، مشيراً أن الإسلام أكثر الديانات تضرراً من الحركات الإرهابية. الحضور لجلسات المؤتمر الدولي لرابطة العالم الإسلامي