الصحة العالمية: فقدنا الاتصال بمستشفى الشفاء كثف طيران الاحتلال الإسرائيلي في اليوم ال 37 للحرب على غزة، غاراته وقصفه في محيط مستشفى الشفاء الذي خرج عن الخدمة، منذ مساء السبت، وسط أنباء تفيد بانقطاع الاتصال به وانقطاع التيار الكهربائي عنه بالكامل، ما يعني خروج الأجهزة التي تمد المرضى بالحياة، ومن بينهم الأطفال الرضع، عن الخدمة. وقصفت قوات الاحتلال، فجر الأحد، مستشفى "مهدي" للولادة في حي النصر غرب مدينة غزة مما أسفر عن استشهاد طبيبين، وجرح عدد من النازحين، وبينما أطلقت مسيرات إسرائيلية النار على مجمع الشفاء الطبي، فيما خلفت غارات جديدة على أحياء سكنية بشمال وجنوب القطاع أكثر من 20 شهيدا وعشرات الإصابات. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى أكثر من 11100 بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وامرأة. دبابة تدهس جثة فلسطيني عمداً وذكر المكتب الحكومي في غزة في بيان له، أن استهداف المستشفيات ومنع دخول أي من حالات الشهداء والجرحى إلى النقاط والمراكز الطبية منع وزارة الصحة من إصدار إحصائية دقيقة لأعداد الشهداء والمصابين خلال الساعات الماضية. ويأتي ذلك، في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد المستشفيات في القطاع وقصفها ومحاصرتها، وكذلك قصف محيطها، خصوصا في شمال مدينة غزة وغربها، حيث تحاول قوات الاحتلال التوغل في تلك المناطق. وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فهناك صعوبة لإخلاء مجمع الشفاء الطبي، لأن هناك أكثر من 60 مريضا بالعناية المكثفة، وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى. رغم الأهوال.. أطباء لم يتخلوا عن مرضاهم إخلاء المستشفيات بالقوة وتعرض مستشفى النصر للقصف المتواصل والحصار منذ أيام، حيث تم اخلاؤه بالقوة من الأطباء والممرضين والنازحين، وبقي المرضى والجرحى وحدهم. كما استهدفت مدفعية الاحتلال مستشفى القدس بمدينة غزة بشكل مباشر، ما خلق حالة من الهلع بين المرضى المقدر عددهم ب500 مريض، والنازحين الذين لجأوا إليه وعددهم 14 ألف نازح. ومنذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي، استشهد 198 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 130، بينما تضررت 60 مركبة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل، و 51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير). كما أوقف 55% من شركاء القطاع الصحي عملياتهم، جراء الأضرار الكبيرة في البنية التحتية، فيما أدى العدوان المستمر إلى نزوح معظم الكوادر الصحية، ما أجبر المستشفيات على العمل بأقل من ثلث الاحتياج اللازم لعلاج العدد الكبير من الجرحى. ولا تزال المستشفيات تعاني من نقص حاد في الوقود، ما يؤدي إلى تقنين صارم واستخدام محدود لمولدات الكهرباء في الوظائف الأساسية فقط. وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن ارتقاء أكثر من 11078 شهيدا، بينهم 4506 أطفال و 3027 امرأة، إضافة إلى إصابة 27490 مواطنا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية. وعلى صعيد التطورات الميدانية، تدور معارك ضارية بين مجموعات من المسلحين وقوات الاحتلال على عدة محاور، في وقت اشتبكت مجموعات مسلحة مع قوات الاحتلال بمحاور عدة غرب مدينة غزة. ووسط تصاعد القصف والغارات في محيط المستشفيات، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها فقدت الاتصالات مع الموظفين في مستشفى الشفاء في شمال غزة. وأشارت المنظمة إلى تقارير تفيد بأن بعض الفارين من مستشفى الشفاء بغزة تعرضوا لإطلاق النار أو أصيبوا أو قتلوا. كما وجهت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، فجر أمس، نداء إلى المجتمع الدولي طالبت خلاله بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية. وفي منشور على منصة "إكس" قالت المنظمة" يجب حماية المستشفيات. يجب حماية الأطفال. نحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطيني، برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة برقة قضاء نابلس، فيما دارت مواجهات واشتباكات في مناطق عدة بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين خلال التصدي لاقتحامات قوات الاحتلال. وبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب منتصر سيف (34 عاما)، متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال. اعتقالات ومداهمات يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته العنيفة على مدن وبلدات الضفة ويشن مداهمات وحملات اعتقال منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. حيث نفذ جيش الاحتلال، الأحد، سلسلة اقتحامات واعتقالات طالت مدنا وبلدات الضفة الغربيةالمحتلة، تخللها اشتباكات مسلحة ومواجهات مع فلسطينيين. وذكرت مصادر محلية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مدن طولكرم والخليل وطوباس، وبلدات حجة وبرقة والتياسير والسموع ودورا القرع وبلعين. وأشارت المصادر إلى أن مواجهات واشتباكات مسلحة وقعت بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مدينة طوباس، أسفرت عن إصابة مواطنين اثنين بالرصاص الحي، نقلا للعلاج في المستشفى كما اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا قبل انسحابها من طوباس. وفي طولكرم، اقتحمت قوات إسرائيلية المدينة وفجرت مدخل منزل رجل فلسطيني قبل أن تعتقله. وفي بلدة برقة قرب نابلس اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية البلدة، وداهمت منازل فلسطينية و"عاثت فيها خرابا"واعتقلت 4 مواطنين، وفجرت مركبة الأسير محمود حجة. وفي بلدة حجة شرقي قلقيلية اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي خلال اقتحام البلدة. ونفذ الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات كبيرة في بلدتي نعلين غربي رام الله، حلحول قرب الخليل، ومع عمليات الدهم والتفتيش الأخير التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 185، إضافة إلى نحو 2500 إصابة. وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربيةوالقدس يوميا حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين، بالتزامن مع اعتداءات متكررة للمستوطنين. مستشفى القدس خارج الخدمة أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي. وقالت جمعية الهلال الأحمر في غزة، عبر منشور اليوم أوردته في حسابها بموقع "فيسبوك"، :"تبذل الطواقم الطبية الآن قصارى جهدها، من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى حتى ولو بالطرق التقليدية، وفي ظل سوء الأوضاع الإنسانية داخل المستشفى، ونقص الإمدادات الطبية والطعام والماء". وحملت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي وكافة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وما آل إليه الوضع الإنساني الكارثي في القطاع. فصل غزة عن الضفة أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وهو من مسؤولية منظمة التحرير. وقال: إن المحاولات الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة ستبوء بالفشل، ولن يتم السماح بذلك مهما كانت الضغوط والتهديدات المستمرة، مشيرا إلى "أن تكريس الاحتلال في الضفة وغزةوالقدسالشرقية، لن يحقق الأمن لأحد". وأضاف أبو ردينة أن "على إسرائيل أن توقف العدوان الذي تمارسه بحق أبناء شعبنا في قطاع غزةوالضفة الغربية، وعلى الإدارة الأمريكية أن تتحرك بشكل فوري، لوقف حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة". وأكد أن "الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يتحققا، إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67، والتي تشمل الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة". وأكد أبو ردينة أن "إنهاء الاحتلال هو الذي يحقق الامن والاستقرار، وأن أي مساع دولية لن تكون مجدية ما دام الاحتلال للضفة وغزةوالقدسالشرقية قائما، وزوال الاحتلال هو الحل الوحيد لإعادة الاستقرار ومنع استمرار تفجر الأوضاع في المنطقة بأسرها". جثث لشهداء قتلوا أمام مستشفى القدس (أ ف ب) طفلة تتلقى العلاج بعد وفاة والدتها خلال القصف (رويترز) أطباء يقومون بعملية جراحية على ضوء الهواتف (رويترز)