تنوي بريطانية -32 عاماً- إلى إصدار كتاب تحكي فيه عن المحنة القاسية التي تعرضت لها حينما استيقظت من نومها صباح أحد الأيام لتجد أن ذاكرتها توقفت عند سن الخامسة عشرة. حدث ذلك في عام 2008، عندما استيقظت ناومي جاكوبس وهي أم لصبي في سن العاشرة، وقد فقدت 17 عاماً من ذاكرتها ونسيت كل شيء من حولها لتعود إلى سن المراهقة. وتعرضت جاكوبس من مدينة مانشستر لما يعرف ب"النسيان الشامل العابر" وهو نوع من فقدان الذاكرة يتسبب فيه الإرهاق والضغط ويفقد فيه المريض القدرة على تذكر الأحداث الأخيرة. وكان آخر شيء تذكرته جاكوبس قبل نومها أنها تلميذة في عام 1992 وأن من يرأس الحكومة البريطانية هو جون ميجور وأنها هي على وشك الجلوس لامتحانات الدخول للجامعة. وقالت جاكوبس في مقابلة مع بي بي سي أنها أصيبت بصدمة عنيفة حينما هزها ابنها بعنف حاولاً أن يذكرها أنه وحيدها. "لم أتذكر أنني رزقت بابن من قبل ولكني كنت على قناعة بأنه لي لأنه شديد الشبه بي". ويصيب فقدان الذاكرة الشامل العابر خمسة من بين كل 100 ألف شخص في بريطانيا ويرتفع هذا الرقم إلى 23 شخصاً من بين كل مئة ألف لما بعد الخمسين من العمر. وقبل إصابتها بفقدان الذاكرة تعرضت جاكوبس لضغوط شديدة وقلق على عملها الذي تديره من منزلها في الوقت الذي كانت تستعد للجلوس لامتحان يؤهلها للحصول على درجة علمية في علم النفس. وما زاد الطين بلة انفصالها عن والد ابنها. ونتيجة لهذه الحالة فقدت جاكوبس ذكرياتها العاطفية غير أن ذاكرتها الفورية ظلت كما هي لم تتأثر بما حدث لها حيث أن ما تزال تذكر الأشياء المتكررة في حياتها اليومية مثل قيادة السيارة وأرقام الهواتف التي اعتادت على الاتصال بها. ويكشف الكتاب الذي حمل عنوان "فتاة منسية" عن جوانب من حياة جاكوبس التي كانت تقضي الليالي وهي تبكي حالها وتحاول لملمة أطراف حياتها المبعثرة وتحلم بالعودة إلى مقاعد الدراسة طفلة في الخامسة عشر من عمرها. ويتحدث الكتاب أيضاً عن نضال جاكوبس لاستعادة ذاكرتها مستعينة في ذلك بدفاتر مذكراتها والأشخاص المقربين منها. وبعد ثمانية أسابيع من العناء والجهد نجحت جاكوبس بالفعل في استعادة ذاكرتها تدريجياً. ويعتبر النسيان الشامل العابر حالة عصبية حيث يكون فيها الخلل العضوي البارز هو متلازمة نسيان مؤقت بسبب عضوي وتكون القدرة على التذكر الفوري محفوظة وكذلك الذاكرة البعيدة. لكن المصاب بهذه الحالية يعاني من فقدان القدرة على تذكر الأحداث الأخيرة.