* رفحاء - حماد الرويان - تصوير - عبدالله المقرن: ازدانت محافظة رفحاء هذه الأيام بالخضرة والطبيعة الجمالية التي حباها الله خلال فصل الربيع، خاصة مع هطول الأمطار هذا العام بكميات غزيرة، والذي ساهم كثيراً في اخضرار الأرض؛ مما أدَّى إلى انتعاش الحياة البرية في رفحاء وظهور نبات الفقع في كثير من المواقع البرية القريبة، إضافة إلى تواجد أعداد كبيرة من أصحاب الأغنام والإبل الذين تواجدوا بالمحافظة بهدف الرعي، فقد ازدانت الصحارى والأودية بالخضرة والأعشاب والنباتات البرية؛ كالنفل والخزامى التي فاحت رائحتها الزكية في كل مكان، واللون الأخضر كسا مساحات كبيرة من الصحارى والأودية بالمحافظة. (الجزيرة) تجولت بالمناطق البرية المجاورة لرفحاء، ورصدت انطباع عدد من المواطنين حول هذه المناظر، فماذا قالوا؟ في البداية قال يوسف الغنام: إن المناطق البرية برفحاء تُعَدُّ من المنتجعات الطبيعية الرائعة التي يمكن أن تساهم كثيراً في جذب السياحة الربيعية للمحافظة، خاصة أن المناطق الصحراوية لها طبيعة خاصة، بشرط أن يتم تقنين الرعي والذي يعد الآن بكميات هائلة للمواشي، فقد أصبحت محافظة رفحاء جاذبة لعشاق الطبيعة الصحراوية من كل مكان، ويفضل الكثير من أهالي رفحاء قضاء أيامهم خارج المدينة وسط أحضان الطبيعة التي حباها الله سبحانه وتعالى لهذه المحافظة؛ حيث خرجت الأعداد الكبيرة من الأطفال والنساء للاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة. وبقيت بعض تجمعات المياه التي تكونت في الفياض بعد هطول الأمطار الأخيرة على رفحاء كبحيرات طبيعية؛ مما جعل العديد من الزوار يقيمون خيامهم بالقرب منها في مناظر خلابة، وصدق الشاعر عندما قال: فرحة ربيع اليوم ما عنه منشود شفنا هواة البر في كل وادي ويقول بدر النومان: من المتوقع أن يستمر تدفق الزوار على المحافظة طوال الأشهر القادمة للتمتع بالربيع، والبحث عن المنتجات الحيوانية التي تباع هذه الأيام في سوق الفقع في رفحاء، هي تكثر في هذه الأوقات فقط من كل عام. أما فواز الداود فيقول: تمتاز محافظة رفحاء برياض كثيرة وجميلة تصبح جناناً في مثل هذه الأوقات من كل عام، وتعد هذه الرياض متنزهاً للأهالي والسكان ومرعى كذلك لكثير من أهالي البادية، ومن أشهرها روضة نقذة وتقع شمال غرب المحافظة وتبعد عن رفحاء قرابة (45) كم، كذلك روضة ام العصافير وتقع جنوب المحافظة وتبعد حوالي 50 كم عن رفحاء، ايضاً هناك روضة شهيرة اسمها روضة لبنان، وهي من اجمل الرياض التي تقع شمال المحافظة، وهي قريبة من الحدود العراقية، كذلك فيضة سعود وتبعد عن رفحاء 30 كم على طريق رفحاء - لنية، وهناك الكثير من الرياض الشهيرة من اهمها روضة امام التمايل، رياض التجار، روضة الرواث، فاخرة، ام سدرة، ام الربحلا، ام غار، ام نخلة، مريحة، صيفا، المليحاء، الرعيل، العاقولة، ام الصر، القصوريات، ام عواقيل، الشفلحية، الغزلانية، محطاء، ام غيران. كما تشتهر صحارى رفحاء ايضا بكثرة الاودية والشعاب في غرب وجنوب المحافظة، ومن اشهرها وادي زبالا، ولهذا الوادي فروع كثيرة اهمها شعيب المناشبي وشعيب ابا الرمم، وسمي هذا الوادي وادي زبالا نسبة لقرية زبالا الاثرية التي يمر من خلالها درب زبيدة الشهير، ايضا هناك وادي فيحان، ولهذا الوادي فروع اهمها شعيب رميلان، وشعيب الأفيح، أيضا هناك العديد من الأودية الشهيرة والتي تمثل متنزهات حقيقية للأهالي، ومنها وادي الخد، وأبا القد، وأعيوج، وأبا رواث، وشعيب نخيرير، وتكثر الشجيرات المملوءة في بطون الأودية ومناطق تجمعات المياه والأمطار، وهذه المناطق في معظمها رعوية ممتازة تكثر فيها الاعشاب، ومن أشهارها القيصوم، والشيح، والعرفج، والرمث، والربلة، الصمعاء، والبابونج، وغيرها. ويوضح عبدالرحمن الزمام رجل أعمال بقوله: إن رفحاء منطقة تنبت الفقع (الكمأ) بكثرة إذا توافرت ظروف انباته الطبيعية، وتحيط برفحاء جهة الجنوب رمال النفود الذهبية قرب قرية لنية حوالي 100 جنوباً، وهذه الرمال النظيفة تشكل متنزهات رائعة يرتادها الأهالي، وانعكس موسم الربيع هذا العام على العديد من النواحي التجارية والاقتصادية في محافظة رفحاء؛ حيث استعدت فنادق المحافظة والشقق المفروشة لاستقبال الزوار الذين يرغبون بقضاء موسم الربيع بين أحضان الطبيعة في المحافظة، وقد اعتاد أصحاب هذه الشقق في محافظة رفحاء على هذه الحركة الكثيفة خلال أيام الربيع من كل عام وأصبح مألوفا لديهم هذا الاقبال؛ نظراً لرغبة الكثيرين استئجار هذه الشقق أو الفنادق والانطلاق في الصباح الباكر الى البراري والعودة الى هذه الشقق بعد غروب الشمس، خاصة من الزوار الذين لا يفضلون المبيت في الصحراء بسبب البرودة أو عدم تعودهم على الحياة البرية.