هاتفني يوم الخميس 5-10-1441ه الأستاذ الوفي عبدالعزيز بن محمد المشعل أحد زملاء الأخ الكريم الراحل في العمل بالرئاسة العامة لتعليم البنات -آنذاك- معزياً في وفاة زميلي بمعهد الرياض العلمي عامي 73-1374ه، بعد عودتي من الدراسة بدار التوحيد في الطائف، الأستاذ الحبيب عبدالله بن محمد العقل الذي انتقل الى الدار الآخرة ظهر يوم الخميس 5-10-1441ه، وأديت الصلاة عليه ودفن في مقبرة النسيم بالرياض، فتأثرت كثيراً وحزنت حزناً عميقاً على غيابه وبعده عن نواظرنا -تغمده المولى بواسع رحمته ومغفرته- وفجأة حلق بي الخيال الى تذكر أيامنا الأول، أيام الدراسة الجميلة والتحصيل العلمي والأدبي داخل الفصول الدراسية مع معلمينا المشايخ الأجلاء: فأيام الدراسة ولياليها في استذكار الدروس مع الزملاء ورفاق الدرب هي أحلى أيام العمر، تبقى ذكريات خالدة بين الجوانح والقلب مدى الأيام، كما هي حالنا مع رفاقنا منذ زمن الطفولة والصبا. ولقد ولد في مدينة الرس إحدى كبريات بلدان القصيم عام 1356ه، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية عام1370ه، شخص إلى الرياض مع عدد من زملائه للالتحاق بالمعهد العلمي بالرياض حتى نال الشهادة الثانوية منه عام 1374ه مواصلاً الدراسة بكلية الشريعة حتى حصل على الشهادة العالية بها عام 1378ه بتفوق، ثم عين مدرساً بالمعهد العلمي بالرياض سنة واحدة، بعد ذلك انتقل الى العمل بالرئاسة العامة لتعليم البنات حتى وصل الى درجة وكيل للرئيس العام حتى تقاعد حميدة أيامه ولياليه، ثم تفرغ لأعماله الخاصة، واستقبال من يؤمه من أفراد اسرته، وزملائه ومعارفه..، فهو محبوب لدى الجميع لما يتحلى به من صفات حميدة وأدب جم رفيع، وحسن استقبال وهذه من الخصال المحمودة التي يسودُ بها الرجال، وتعلو مكانتهم في مجتمعهم، ولا تنساه منصّات ومنبر نادي المعهد العلمي الأدبي الليلي بالرياض عامي 73-1374ه، حين يعلوها متحمساً بإلقاء ما تفيض به قريحته من تيار الحكم وعذوبة الألفاظ، لاوياً أعناق الحضور تعجباً وتقديراً، وكان يحضر ذاك النادي فضيلة شيخنا العالم الجليل الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ نائب سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس المعاهد العلمية وكليتي الشريعة واللغة العربية -آنذاك- رحم الله الجميع رحمة واسعة. كما كان التواصل وتبادل الزيارة مع الزميل الأستاذ عبدالله (أبو محمد) مبكراً حتى قُبيل رحيله عن الدنيا..، متذكرين أيام الدراسة وذكرياتنا الجميلة مع معلمينا الأفاضل، مترحمين عليهم، ومع من بقي من زملائنا الأخيار.. مستحضرين ما جرى بيننا وبينهم داخل الفصول وخارجها من مداعبات خفيفة وقصص طريفة، وحِكم تنمي العقول وتهذب النفوس؛ قال عمر بن عبدالعزيز محبباً محادثة ذوي العقول والآداب:» إن في المحادثة تلقيحاً للعقل وترويحا للقلب، وتسريحا للهم، وتنقيحاً للأدب». انتهى. وقال رضي الله عنه: ولئن غاب عنا أبو محمد وأبعد، فإن ذكره الطيب باقٍ في خاطري مدى العمر.. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أخاه الأستاذ علي، وابنيه محمدا وعصاما وبناته الفضليات، وأحفاده، وأسرة آل عقل ومحبيه الصبر والسلوان.. ** **