شهد "مهرجان الكويت المسرحي" في دروتها الرابعة التي اختتمت قبل أيام سلسلة من العروض العربية استطاعت أن تشكل صورة حيّة عن واقع المسرح العربي وأزماته وأسئلته المطروحة بإلحاح. وكانت انطلقت أعمال المهرجان في يوم المسرح العالمي بمشاركة عربية مميزة، في رعاية وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سعد بن طفلة العجمي. وألقى راعي الحفل كلمة رحب فيها بالمسرحيين العرب وبضيوف المهرجان، مشيراً الى أهمية المسرح في التنمية الثقافية وتعميق الوعي الاجتماعي وهذا يقود الى مسؤوليات جسام للنهوض بالحركة المسرحية الكويتية مجدداً في هدف متابعة دورها في الحياة الثقافية، ومن الممكن أن يصبح المسرح مصنعاً للإبداع الفني وتخريج الكوادر الشبابية والتنوير. وبناء على أهمية المسرح أشار وزير الإعلام الى معايير تم تبنيها على أمل أن تحقق العدل والمساواة بين الفرق المسرحية العاملة في البلاد وتفعيل دورها والى بعض المشاريع المقرر تنفيذها وفي مقدمها تأسيس المسرح الوطني. ثم ألقى الأمين العام للمجلس الوطني محمد الرميحي كلمة قال فيها: إن واجب النهوض بالحركة المسرحية الكويتية مرهون من جهة بصدق التزامنا بتقديم الدعم للفرق المسرحية العاملة بغية تذليل العقبات والصعوبات أمام عملها الفني وتوفير المناخ الصحي لممارسة نشاطها بما يكفل نموها الذاتي واسهامها ايجابياً في العمل الثقافي للبلاد وخدمة الأهداف التنموية فيها، والنهوض بالمسرح مرهون من جهة ثانية بالتزام المسرحيين أنفسهم بتطوير عملهم ودورهم الفاعل للقيام بأعمال فنية تمثل الحال الإنسانية للمجتمع الكويتي المنفتح والإنساني. وأعلن الرميحي في كلمته عن الغاء رسوم ايجار دور العرض المسرحية في الكويت بمقدار النصف وجاء ذلك في اطار الدعم الذي يقدمه المجلس الوطني الذي أكد أمينه العام الوقوف مع حرية الإبداع والتعبير التي كفلها الدستور والوقوف ضد الإسفاف في هذه الإبداعات بشكل خاص وفي العمل الثقافي عموماً. عروض ... وضيوف أما العرض الأول فكان مسرحية "رجال الأنابيب" التي كتبها مساعد الزامل وأخرجها فيصل العميري وقدمها أعضاء الفرقة الأكاديمية للمسرح التي تأسست مع بداية الألفية الثالثة على يد متخرّجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وتدور فكرة المسرحية حول واقع الحياة المأساوية في ظلال العنف والديكتاتورية وطغيان المصلحة وتسلط الأموال حتى أن الإنسان الثري يكون الفائز دائماً في أكثر المآزق حرجاً وفي أشد الظروف قساوة، ويبقى الفقير المسكين بائساً كيفما كان ومهما كان ما لم تنله لحظة عطف من المتسلطين سواء بأموالهم أو بمناصبهم. ثم جاءت الندوة التطبيقية وجلسة النقاش حول هذه المسرحية التي نالت اعجاب المشاهدين بإشراف نورية الرومي. وإذا كانت "رجال الأنابيب" المسرحية الأولى فإن عروضاً مسرحية أخرى شهدها المهرجان اضافة الى الندوات التي تحدث فيها ضيوف المهرجان العرب عن تجاربهم في المسرح، وفي هذا النطاق تحدثت الفنانة منى واصف عن تجربتها الشخصية التاريخية في الدراما العربية وقدم جواد الأسدي تجربته مع الورش المسرحية وعرض الفريد فرج تجربته في المسرح والتجوال فيما كان اللقاء مفتوحاً مع الفنانة أمينة رزق في نقاش حول المسرح والحياة. وحول مائدة مستديرة حرة التقى عدد من المسرحيين العرب والكويتيين للحوار في شؤون المسرح العربي. أما المسرحيات التي حفل بها المهرجان فهي متعددة وذات أفكار مستمدة من جوانب الواقع والحياة ومن هذه المسرحيات: الأبواب، جميعاً في الأرجوحة، صانع السفن، الفيل، البومة، سهرة مع الكلاب، وفاة موظف، الأرنب الأسود، حمراء ولكن...". وفي الليلة الأخيرة اجتمعت لجنة التحكيم في مهرجان الكويت المسرحي الرابع، بعد ختام العروض المشاركة وناقشت مختلف التقويمات والملاحظات التي وضعت على امتداد المهرجان بعد تناول كل عرض على حدة بغية التوصل الى اختيارات دقيقة وموضوعية عبر مراجعة جدية لمختلف العروض بتقنياتها ونصوصها وأدائها ودلالاتها وجودتها وتعثراتها، لتعيين الجوائز المخصصة من دون أفكار مسبقة أو انحيازات الى نمط أو طريقة. وبعد مداولات ومراجعات وبعيداً عن أي متطلبات ظرفية أو ذاتية قررت اللجنة منح جائزتي أفضل ممثلة واعدة وممثل واعد تقديم جريدة الأنباء لكل من: محمد الشطي عن دوره في مسرحية "صانع السفن" لفرقة مسرح الخليج، اخراج أحلام حسن. ورشا مصطفى عن دورها في مسرحية "جميعاً في الأرجوحة" لفرقة المسرح الشعبي اخراج أحمد مساعد. - جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفنان أحمد السلمان عن دوره في مسرحية "سهرة مع الكلاب" لفرقة المسرح الكويتي اخراج أحمد السلمان. - جائزة أفضل مؤثرات صوتية لمسرحية "البومة" فرقة المسرح العربي اخراج ناصر كرماني. - جائزة أفضل اضاءة لمسرحية "الأبواب" فرقة المسرح الجامعي اخراج فهد الفلاح، سعاد عبدالله. - جائزة أفضل ديكور مناصفة بين مسرحية "رجال الأنابيب" للفرقة الأكاديمية للمسرح اخراج فيصل العميري"، ومسرحية "جميعاً في الأرجوحة" فرقة المسرح الشعبي اخراج أحمد مساعد. - جائزة أفضل ممثل للدور الثاني: لعبدالله الباروني عن دوره في مسرحية "صانع السفن" لفرقة مسرح الخليج اخراج أحلام حسن. - جائزة أفضل ممثلة للدور الثاني. لأحلام حسن عن دورها في مسرحية "صانع السفن" لفرقة مسرح الخليج اخراج أحلام حسن. - جائزة أفضل ممثل للدور الأول، لجاسم النبهان عن دوره في مسرحية "جميعاً في الأرجوحة" لفرقة المسرح الشعبي اخراج أحمد مساعد. - جائزة أفضل ممثلة للدور الأول مناصفة بين: زهرة الخرجي عن دورها في مسرحية "رجال الأنابيب" للفرقة الأكاديمية للمسرح اخراج فيصل العميري. وفرح علي عن دورها في مسرحية "البومة" لفرقة المسرح العربي اخراج ناصر كرماني. وحجبت لجنة التحكيم جائزة أفضل مؤلف. أما جائزة أفضل مخرج: ففاز بها فيصل العميري عن مسرحية "رجال الأنابيب" للفرقة الأكاديمية للمسرح. وفازت بجائزة أفضل عرض متكامل ومتناغم مسرحية "الفيل" لفرقة مسرح الشباب اخراج جابر غلوم.
