تختلف الحصبة الألمانية عن الحصبة الحمراء بأن المصاب بها تظهر عليه أعراض خفيفة تشابه فيها أمراض البرد ، و ربما يصاحبها طفح جلدى ، و كثيرا ما لا يلاحظها المصاب. و لكنها لو أصابت إحدى النساء الحوامل في أسابيع الحمل العشرين الأولى، فإنها قد تسبب للجنين تشوهات وخيمة ، تسمى متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية ، كما تزداد نسبة الإجهاض و وفاة الأطفال، ومعظم هذه التشوهات لا علاج لها لا قبل ولا بعد الولادة. ورغم ما تسببه المعلومات التى ذكرناها من استنفار للأطباء و للحوامل، فإنها من النادر أن تحدث. بصفتى الشخصية ، لم تمر عليٌ و لا حالة واحدة، رغم عملى خمسة و ثلاثين عاما في هذا التخصص ، و يُعزي هذا النجاح بعد توفيق الله الى تطعيم MMR, وهو تطعيم يُعطى مرتين ، الأولى في نهاية السنة الأولى من عمر الطفل، والثانية في سن دخول المدرسة، و عند الحاجة فإنه يمكن إعطاء التطعيم على مرتين بينهما أربعة أسابيع. وبسبب شيوع هذا التطعيم منذ عشرات السنين ، فإن نسبة كبيرة من النساء يصلن الى سن الزواج ، و لديهن مناعة ضد الحصبة الألمانية ، أيضا تُعطى الفتيات المقبلات على الحمل جرعة أخرى من هذا التطعيم، إذا تبين أن مستوى المناعة عندهن قد انخفض . هذه الممارسات أوصلت السلطات الصحية الي الإعلان أنه لم يعد هناك وجود للحصبة الألمانية في أمريكا ، وكان ذلك عام 2004, و ذكر أن الامريكان قد يصابون بالحصبة الألمانية خلال سفرهم للخارج فقط ، و بين عامى 2004 – 2018 لم يسجل في أمريكا إلا خمس عشرة حالة رجالا و نساء . كما ذُكرت دول أخري في مجال انتهاء الإصابة بالحصبة الألمانية مثل البحرين. ورغم كل هذه النتائج الطيبة ، فلا زال اختبار الدم للتأكد من المناعة ضد الحصبة الالمانية ،مطلوبا بشكل روتينى في الحمل، وإن كان الأولى أن يكون في الفترة التى تسبق الحمل، لأن السيدات اللاتى تأكد عدم وجود مناعة لديهن ، يمكن أن يأخذن التطعيم قبل الحمل بحوالي شهر على الاقل، و حيث أن هذا التطعيم من النوع الذي لا يجوز إعطاؤه للحوامل ، فإن من يتم إجراء الاختبار لها خلال الحمل، تُعطى جرعة التطعيم بعد الولادة مباشرة ، لو تبين أنها غير محصنة. مضادات الحصبة الألمانية الموجودة في الدم على نوعين : أولهما: IgM, و هو يظهر بعد الاصابة پالحصبة الألمانية بأيام و يستمر في الدم بضعة اسابيع ثم يتلاشى ، النوع الثانى: IgG ، وهذا النوع يظهر في الدم متأخرا عن النوع الأول و يستمر بقاؤه بعد الاصابة بالمرض او بعد التطعيم ربما طوال العمر، و مجرد وجوده في الدم يعنى عدم الحاجة للتطعيم . و عليه فان فحص وجودIgM ،لا يستعمل للاستقصاء عن مناعة الحامل ، و إنما يطلب فقط في حالات الاشتباه بالإصابة. (يتبع ..)