هناك ظاهرة شبه عالمية ، وهي ارتفاع نسبة السُمنة بين الحوامل. وهذا الإرتفاع يصاحبه إزدياد في مشكلات الحمل ، مثل سكر الحمل ، زيادة وزن الأجنة الذي يصاحبه صعوبات في الولادة الطبيعية ، وفاة الأجنة، تسمم الحمل، و كذلك تزيد نسبة السُمنة بين المواليد. و قد أدى تزايد معدلات السُمنة الى زيادة الإهتمام بممارسة التمارين الرياضية خلال الحمل. منذ حوالي ثلاثة عقود، كان هناك اعتقاد تبين خطؤه ، وهو أن التمارين الرياضية خلال الحمل تزيد نسبة الإجهاض والولادة المبكِّرة ، و كانت النصيحة التقليدية هى التزام الراحة السريرية التامة عند حدوث اشتباه بأن الحامل مرشحة لمثل هذه المشكلات. و لكن تزايد الأبحاث غيّر مسار التفكير في حركة الحامل، لم تعد الراحة السريرية أسلوباً علاجياً مقبولاً ، بل قد تتحول إلى خطر لأنها تزيد من حدوث جلطات الدم . الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد ،توصي الحامل بممارسة رياضة متوسطة الإجهاد مدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعيا. لا تؤدى ممارسة الرياضة حسب التوصيات، إلى تقليل حدوث حالات السكري الحملي ، و لكنها تؤدى إلى تقليل حدوث تضخُّم في جسم الجنين ، و تقلِّل العمليات القيصرية، كما تقلِّل الزيادة في الوزن المتوقعة خلال الحمل. يضاف إلى ذلك أن ممارسة الرياضة تحسِّن من حال العضلات الإرادية و أدائها ، و تحسِّن الحالة النفسية للحامل، و كذلك تسهِّل النوم ، وتحسِّن أداءها الحامل خلال الولادة . بالنسبة لغير الحامل ، فإن معدل الإجهاد المطلوب لنستفيد من الرياضة، يمكن تحديده بما يحققه من زيادة في عدد نبضات القلب ، و لكل عمر ما يناسبه من عدد نبضات القلب التي يجب أن توصله الرياضة إليها ، و يحسب على أساس ناتج معادلة طرح عدد سنوات العمر من الرقم 220، فلو كان عمر المرأة ثلاثين عاماً، فإنه من الضروري أن يصل معدل نبضات القلب الى 190 نبضة في الدقيقة، حتى نستفيد من الرياضة. ، لكن لا يمكن تطبيق نفس المعادلة على الحامل بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على معدلات نبض القلب و ضغط الدم خلال الحمل، و لذا فإن الحامل تقدر لنفسها الجهد المتوسط الذي تستطيع أداءه باجتهادها، يعنى ليست رياضة الإسترخاء و لكنها أيضا ليست الرياضة العنيفة. تتاح اليوم أنواعٌ من الرياضة لم تعتد المرأة ممارستها في الماضى ، و لذا فإن القاعدة هي أن الرياضة المسموح بها للحامل ، تلك التى لا تزيد من خطر إصابات البطن ، و لا تعرض الحامل لمخاطر السقوط من علو مثل كرة القدم، التزلج ، ركوب الخيل، و كذلك اجهزة الحركة التى تؤدى لفقدان التوازن ، و استعمال أجهزة التي تعتمد على زيادة الحرارة و كذلك يحظر الغوص على الحامل. الرياضات المتاحة للحامل هى المشي، الجري، الهرولة ، تمارين اليوجا و السباحة. (يتبع ..)