مع بداية سنة 2024، أصدرت الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، توصياتها بخصوص إعطاء لقاح ضدّ الأنفلونزا خلال الحمل، شدّدت التوصيات على اعتبار أن هذا اللقاح جزء من العناية الخاصة بالحوامل، و أن على الأطباء الذين يتعاملون مع الحوامل، أن يوضحوا للحامل ضرورة تعاطى هذا اللقاح للتقّليل من خطر الإصابة بالأنفلونزا خلال الحمل، طبعا اذا لم تكن الحامل قد أخذت اللقاح، الذي تري الكلية الأمريكية أنه يجب تعاطيه سنويا لكل الكبار، اللقاح مكون من فيروس معطل، أو مادة فيروسية قد عُدلت وراثياً بحيث تستثير جهاز الجسم المناعي فقط دون تسبيب المرض، لقاحات الأنفلونزا هذه آمنة إذا أعطيت خلال أي فترة من فترات الحمل، كما أنه يمكن إعطاؤها مع التطعيمات الأخرى التى يوصى بتعاطيها خلال الحمل، إذا تصادف أن تتوافق مواعيدها. والتطعيمات الأخرى المقصودة هي تطعيمات ضدّ التيتانوس، وضدّ مرض الخُناق (الدفتيريا)، وضدّ مرض السعال الديكى، وضدّ الكورونا وضدّ المتلازمة التنفسية الحادّة، بعض الدول تفرض هذه التطعيمات على كل حامل، وقاية لهن ولأطفالهن في الأشهر الأولى لحياة كل طفل. يُذكر أن إصابة الحامل بالانفلونزا تؤدى إلى مخاطر أكبر ممّا تسبّبه لغير الحامل، ومن مشاكلها خلال الحمل، أن تؤدى إلى ولادة مبكِّرة، إضافة الى التهابات الرئتين، والتسبُّب أحياناً فى دخول الحامل لوحدات العناية المركزة، و ربما تؤدى الى أضرار أشدّ من ذلك للحامل و للجنين. كما أن هناك فائدة إضافية لإعطاء لقاح الأنفلونزا للحامل، وهي انتقال الأجسام المضادّة للأنفلونزا عن طريق الحبل السري للجنين، هذه الأجسام المضادّة للأنفلونزا، ينتجها جسم الأُم إستجابة للقاح، وتؤدى إلى حماية الأم من المرض، و بما أنها تدخل إلى جسم الجنين، فإنها تعطيه مناعة خلال الفترة التى تلى الولادة، وهذه المناعة تحميه من الإصابة بالأنفلونزا خلال الفترة التي لا يستطيع جسمه فيها إنتاج هذه الأجسام المضادّة بنفسه. بعض الأفراد لا يلتزمون بتعاطى لقاح الأنفلونزا كل عام، و حجتهم أن هذا اللقاح لا يحمى من كل أنواع فيروسات الأنفلونزا، وهذا صحيح إلى حد ما، و لكن ثبت أن لقاح الأنفلونزا هو أهم عامل يقلّل من مضاعفات الأنفلونزا السيئة، فإن أصيب أحد رغم تعاطيه اللقاح، بسبب نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا، فإن الأجسام المضادّة الناشئة عن اللقاح تقلّل من أخطار المرض. ومن فهمنا للدين نعرف ان الأخذ بالأسباب مهم بل و يؤجر الانسان عليه، وكما قال احد الفقهاء أن الأخذ بالأسباب الدنيوية ادعى لاستجلاب الحماية الربانية. نسأل الله العافية.