أعلن برنامج الأغذية العالمي أن المجاعة في غزة تلوح في الأفق، بعد ثلاثة أشهر من الصراع، مشيرًا إلى أنه يكثف جهوده لتوسيع نطاق عمليات توزيع المساعدات الغذائية والتغلب على التحديات التشغيلية . وقالت المتحدثة باسم البرنامج: إن التحدي الأكبر في وصول المساعدات هو كيفية نقل الإمدادات داخل غزة؛ للوصول إلى المناطق التي لا يمكن الوصول إليها في شمال غزة، مشيرة إلى أن البرنامج- وللمرة الأولى- منذ الهدنة الإنسانية، تمكن من توصيل 200 طن من الإمدادات الغذائية إلى حوالي 15 ألف شخص في مدينة غزة، وكان من الصعب للغاية الوصول إلى جميع المناطق الواقعة شمال وادي غزة؛ بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى المنطقة . وبينت أن البرنامج يعمل مع 18 متجراً متعاقداً وعشرات من ممثلي المجتمع المدني؛ لتقديم المساعدات الغذائية للعائلات المقيمة خارج ملاجئ الأممالمتحدة في رفح ودير البلح في أسرع وقت ممكن، ولضمان حصول الناس على الخبز، وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي الفلسطيني، يقدم البرنامج دقيق القمح والملح والخميرة والسكر إلى ثمانية مخابز (6 في رفح و2 في دير البلح) حتى يتمكنوا من إنتاج الخبز بسعر مدعوم، وتنتج المخابز ما معدله مليون رغيف يومياً. وأضافت: إن شبح المجاعة لايزال أكبر مخاوف البرنامج، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص في غزة انعدام الأمن الغذائي الكارثي، ويزداد خطر المجاعة كل يوم، حيث يحد الصراع من إيصال الغذاء المنقذ للحياة . وقد كشف تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتغذية عن مستويات مدمرة وكارثية لانعدام الأمن الغذائي في غزة، وأن سكان القطاع بالكامل أي 2,2 مليون شخص يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويتجاهل جميع الفلسطينيين في غزة تقريبًا وجبات الطعام كل يوم، ويعاني عدد من البالغين من الجوع، ولا يتمكن الأطفال من تناول الطعام، كما يعاني ربع سكان غزة أي نصف مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي، تصنف على أنها أقصى درجة من الجوع . وقد صدر التقرير المرحلي في 7 ديسمبر الماضي وازدادت الأوضاع سوءًا خلال الشهرين المنصرمين، فأصبحت مخاطر المجاعة عالية ووشيكة، كمّا يؤدي نقص المياه والرعاية الطبية إلى تفاقم الأمور، حتى إن نوبة الإسهال قد تصبح قاتلة بين الأطفال . من جهتها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بالجهود والمواقف الإقليمية والدولية التي تؤكد الضرورات الإستراتيجية لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية، محذرةً في الوقت ذاته من تجاهل الحاجة الملحة والأولوية الأولى إلى إجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف مجازرها ضد المدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية قبل كل شيء. ودانت في بيان صحفي، حرب الإبادة الجماعية التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم ال108 على التوالي، مجددةً تحذيرها من مغبة إقدام جيش الاحتلال على ارتكاب مجازر جماعية في خان يونس، خاصة في ظل استمرار القصف الوحشي والتدمير المتواصل للمؤسسات والجامعات ومراكز الإيواء والأبراج والمنازل فوق رؤوس ساكنيها، وفي ظل استمرار استخدام إسرائيل -القائمة بالاحتلال- سياسة التجويع والتعطيش، وحرمان المدنيين الفلسطينيين من أبسط احتياجاتهم الأساسية كأداة من أدوات الحرب، خاصة بمناطق شمال قطاع غزة. وأشارت إلى أن اليمين الإسرائيلي الحاكم برئاسة نتنياهو يدير ظهره إلى الحراك الدولي السياسي الملحوظ، الذي يتركز على أهمية تجسيد دولة للشعب الفلسطيني على الأرض، ويواصل حرب الإبادة الجماعية وارتكاب المزيد من جرائم التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وفي الوقت ذاته، يدير نتنياهو حملات تضليل ممنهجة موجهة إلى الخارج الدولي يلبس خلالها رداء الضحية، ورافعاً شعار وحجة الدفاع عن النفس بذريعة توفير الأمن لإسرائيل -القائمة بالاحتلال- ومروجاً لفرية أن إسرائيل تتعرض لخطر وجودي، لقطع الطريق على أية جهود دولية مبذولة لحل السبب الحقيقي للصراع، الذي يتمثل في وجود الاحتلال، وإفشال أية مبادرات مطروحة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، ولكسب المزيد من الوقت والغطاء لإطالة أمد الحرب.