الهربس مرض فيروسي يؤدي الى قروح في المنطقة التناسلية ، و تقرّحات في منطقة الفم و الشفتين ، و قد يصيب العين ويؤدي الى تقرّحات أيضاً. وهي تلك التى تُعرف بتقرّحات الزكام ، كما قد تظهر على شكل بثور تحتوي مادة سائلة. و الفيروس نوعان : أحدهما يميل أكثر لإصابة الفم، والآخر يميل أكثر لإصابة المناطق التناسلية، لكن أياً منهما قد يصيب إحدى المنطقتين. يشكو الذين يصيبهم النوع التناسلى من حكّة وحرقة ، و خاصة مع التبول ، و شعور بالتنميل ، وقد يصعب المشى على المرأة المصابة أحياناً. مشكلة هذا الفيروس ،أنه يكمن في مناطق عصبية في الجسم ، وقد يسبِّب نوبات راجعة من المرض كلما نقصت مناعة الجسم، أما بسبب ارتفاع الحرارة ، أو بسبب بعض الأدوية ، و أحيانا في موعد الدورة الشهرية ، ولا يوجد هناك ما يجعل الجسم يتخلص منه تماماً. البعض يعتقد أن داء الهربس، لا ينتقل إلا بممارسة الجنس ولكن هناك وسائل أخرى، فالفيروس يكون متواجداً ضمن البثور التى تتساقط من الجلد في بعض الأحيان ، و قد تنتقل كما هو الحال في الهربس الفموي عن طريق استعمال أشياء مشتركة ، كالشرب من نفس المكان و القُبلات ، و منها قُبلات الآباء للأبناء ، و لا يُستبعد إنتقالها عبر مقاعد دورات المياه ، و خاصة في الأماكن المزدحمة التى لا يتم تنظيفها جيداً بين مستعمل و آخر. لدينا الآن مجموعة من الأدوية المضادّة للفيروسات يمكن أخذها عند حدوث المرض ، و في الحالات الراجعة ، يمكن أخذها مباشرة عند الشعور ببداية النوبة وهذه تقصِّر فترة المعاناة، كما أن هناك استطبابات موضعية تقلِّل من الأعراض. يتوقع أن تكون النوبات الراجعة أقلّ حِدّة وأقل حدوثاً ، خاصةً مع قيام جهاز المناعة في الجسم بإنتاج أجسام مضادّة تعمل على إضعاف هذه الفيروسات الكامنة. الجزء الأهم هو الإحتياط بالنظافة الشخصية عند إصابة أحد ، بحيث لا ينتشر الفيروس بطرق عفوية، مثل لمس البثور ، وحمل الطفل أو لمسه بعدها بطريقة غير مقصودة ، و الإهتمام بعدم التشارك في وسائل التنظيف، و تنظيف أى منطقة تلمس البثور أولا بأول. ويستدعي الأمر الإحتياط الشديد مع الأطفال حديثى الولادة ، الذين قد يكتسبون الفيروس من الأم خلال الولادة الطبيعية ، و يحدث هذا مع النوبة الأولى من الهربس، و لكنه لا يحصل مع الإصابة القديمة التى حدثت أول نوباتها قبل الحمل ، و حدثت نوبة راجعة منها خلال الحمل، و لا تحصل الإصابة إلّا عند حدوث الولادة أو انفتاح الغشاء الأمنيوسى، و لذا فالحذر مطلوب جداً عند حضور الأم للولادة إن كانت هناك أعراض مشكِّكة.